عادي
«وول ستريت جورنال» تؤكد أنه صديق الجميع

محمد بن زايد.. القائد الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط

11:16 صباحا
قراءة 6 دقائق
1

أبوظبي:«الخليج» 
خلصت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير مفصّل عن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه القائد الأكثر تأثيراً في الشرق الأوسط. مشيرة إلى تطورات متسارعة في علاقات دولة الإمارات مع الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة والصين وروسيا. 
وسردت الصحيفة الأمريكية العريقة، في تقريرها الذي نشرته مطلع الأسبوع، كيف حدّد صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، دور الإمارات صديقةً لجميع الأطراف، ليتجلّى ذلك في أعقاب الحرب في أوكرانيا. 
وأوضح التقرير أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، ودولة الإمارات، خرجا فائزين في إعادة ترتيب العلاقات الجيوسياسية، وأن استراتيجية التعامل مع الجميع، اختبرت العلاقات مع أكبر حليف لدولة الإمارات، وهو الولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى الدور القيادي الذي يتولاه سموّه، في الشرق الأوسط الجديد، المنطقة التي وصفها تقرير الصحيفة بأنها تقترب من روسيا والصين.
وفي مقابلات صحفية نادرة، قال مسؤولون إماراتيون، إن صاحب السموّ رئيس الدولة، لا يرى أن علاقة الإمارات الوثيقة بالولايات المتحدة، تحول دون العلاقات مع موسكو أو بكين، بل إن مثل هذه العلاقات يمكنها أن تساعد واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس الدولة، قوله «لن نسمح لحال التنافس بين القوى العظمى أن تقرر لنا توجّهاتنا ومواقفنا».

1

لقاء بوتين 
 وأورد التقرير على سبيل المثال، لقاء صاحب السموّ رئيس الدولة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أكتوبر الماضي في سانت بطرسبرغ، وكيف أدّى سموّه دوراً محورياً في بعض القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية للولايات المتحدة، ومنها عملية تبادل الأسرى التي شملت لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينر، مقابل تاجر السلاح الروسي فيكتور بوت. 
نظرة البيت الأبيض 
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مسؤول كبير في إدارة بايدن قوله «إن البيت الأبيض كان ينظر إلى محمد بن زايد، وهو يحقق نجاحاً ملحوظاً في العلاقات مع روسيا والصين خلال السنوات الأخيرة». ما أدى إلى ما وصفه المسؤول ب«توتر في العلاقات بين الإمارات وواشنطن». 
وأضاف التقرير نقلاً عن المسؤول قوله إن بعض المسؤولين الأمريكيين، حذروا من تعاون الإمارات الوثيق مع تلك الدول في المسائل العسكرية والاستخباراتية، «لأن هذا قد يؤدي إلى تعرض العلاقات مع الولايات المتحدة للخطر». 
وأضاف المسؤول، الذي لم تورد الصحيفة اسمه، أن الأشهر الأخيرة شهدت حواراً بين صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، والمسؤولين الأمريكيين عن روسيا والصين. مُوضحاً «أن العلاقات مع دولة الإمارات تتحسن». وأشار إلى أن سموّه، تحدث إلى المسؤولين الأمريكيين والأمم المتحدة، قبل زيارته لروسيا وبعدها. كما اتصل بعد ذلك بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أفاد بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان، أشاد بجهود الإمارات في التخفيف من التصعيد في المنطقة، في خطاب ألقاه هذا الشهر، تناول فيه سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط.
شريك رئيسي
ووفقاً للتقرير، ترى الولايات المتحدة، في دولة الإمارات شريكاً رئيسياً في محاربة الإرهاب، ودعم استقرار أسواق الطاقة العالمية. وألقى التقرير الضوء على بناء العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، الحليف الأوّل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وفقاً للتقرير. 
وعلى مدار العقد الماضي، رسم صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، الذي وصفه كاتب التقرير بالهادئ الطباع، خطّاً سريعاً للتوسّع الاقتصادي والانفتاح والتقدم المُجتمعي، وبناء العلاقات في مناطق الشرق الأوسط، بما في ذلك تقوية العلاقات مع إيران وسوريا.
وقال التقرير «في السنوات الأخيرة، استطاع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، التغلّب على علاقة متوترة مع الولايات المتحدة، بسبب قضايا خلافية حول الصين».
ووفقاً للتقرير «شهدت الإمارات خلال الأشهر السبعة الماضية، خطوات من بينها تقليل إنتاج النفط بالتنسيق مع موسكو عبر منظمة الدول المصدّرة للبترول، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة». وأشار إلى تدفق الأعمال الروسية إلى دبي. 
أربع إدارات
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وإماراتيين قولهم «إن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، صاغ سياسة خارجية أكثر استقلالية، وهو الذي كان شاهداً على التقلب في السياسة الأمريكية خلال أربع إدارات متعاقبة».
وقالت دينا إسفندياري، كبيرة مستشاري الشرق الأوسط في «مجموعة الأزمات الدولية»، وهي مؤسسة أبحاث في بروكسل، ومؤلفة كتاب عن دولة الإمارات: «لقد تغير طابع العلاقة (مع أمريكا)، لم تعد كسابق عهدها تقوم على اتصال من طرف واحد واشنطن بأبوظبي..». 
وتابعت «يقول المسؤولون الإماراتيون إنهم شعروا بعدم اليقين بشأن الالتزام الأمريكي منذ الضربات التي وقعت عام 2019 على حقول النفط السعودية وناقلات النفط في مياه الخليج، وألقي اللوم فيها على إيران، ولم يرد عليها علناً. وقبل ذلك، أشار مسؤولون إماراتيون إلى ضعف استجابة واشنطن للهجمات بالطائرات بدون طيار، والصواريخ التي أطلقتها ميليشيات الحوثي على أبوظبي مطلع 2022..».
الجانب الاقتصادي
ويعود التقرير إلى إبراز الجانب الاقتصادي، ويصف اقتصاد دولة الإمارات بأنه ليس مبنياً على النفط فحسب، بل إن مكانتها كدولة مستقرة في منطقة مضطربة جعلها سوقاً جاذباً للمال والخدمات اللوجستية والسياحة. 
ونقلت الصحيفة عن السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن «نموذج دولة الإمارات برمته يعتمد على سلامة وأمن واستقرار الشعب وتدفق البضائع والسلع».
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال «في أبوظبي، توافدت الرسائل بعد هجمات الحوثي من قادة العالم معربين عن رفضهم وتضامنهم مع الإمارات، في الوقت الذي لم يتصل فيه الرئيس بايدن. وبعد أسبوعين، أرسلت الولايات المتحدة مقاتلات جوية ومدمرة موجهة. وعندما زار وفد كبير من القيادة الأمريكية، رفض صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد الاجتماع به».
وفي إشارة إلى موقفه القوي والحازم، ذكرت الصحيفة أنه بعد ذلك بأسابيع، لم يتصل سموّه، بالرئيس بايدن بشأن أوكرانيا.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون، بأنهم أهملوا التهديد الذي شعرت به الإمارات. واستشهد أحد المسؤولين بالاستخدام المتزايد للأسلحة المزودة من الولايات المتحدة، للدفاع ضد الهجمات دليلاً على التزام واشنطن بالأمن. وفي حديثه مع الرئيس بايدن في يوليو الماضي، على هامش قمة إقليمية، تخلّى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، عن كلماته الرسمية لطرح شخصي، حيث أعرب عن استيائه مما يراه «هروباً أمريكياً من التزامات الحليف الاستراتيجي في الأمن». كما ذكّر سموّه، الرئيس بايدن بمشاركة القوات الإماراتية في القتال إلى جانب الولايات المتحدة لمدة 30 عاماً، وفقاً لمصادر مطلعة.
وأضافت تلك المصادر أنه، طلب توضيح موقف الولايات المتحدة، فدعا الرئيس بايدن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، إلى زيارة واشنطن، حيث من المتوقع أن تتعهد واشنطن بالتعاون مع الإمارات في الأمن والطاقة والأعمال والتسامح الديني.
 تعزيز العلاقات 
 وقال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إن الإمارات ترغب في تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، ولكن «ليس على حساب دول أخرى. والأمر يتعلق بالولايات المتحدة والهند وأوروبا وروسيا والصين وغيرها».
وقال «بدأ صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، في توطيد العلاقات مع الصين منذ سنوات، لكن البلدين تقاربا خلال جائحة «كورونا»، عندما أعلنت الإمارات فتح حدودها، بينما أغلقتها الكثير من دول العالم». 
وأنتجت الإمارات أقنعة الوجه باستخدام آلات من مصادرها في الصين، عدا اختبارات الحمض النووي، بالتعاون مع إحدى شركات الجينات الرائدة في الصين، وأنتجت اللقاحات بالتعاون مع شركة «سينوفارم» الصينية، التي كانت أكثر استعداداً من الشركات الغربية للتعاون مع الإمارات، وفقاً لما أفاد به المسؤولون الإماراتيون.
 العلاقة مع الصين 
 وتتجاوز التجارة بين الإمارات والصين 70 مليار دولار، ولا تتعلق بالنفط فحسب، بل تتوسع إلى المجالات المالية والتكنولوجية والتبادل الثقافي. كما تتسق مصالح الإمارات مع مصالح روسيا، حيث رفضت أبوظبي، في فبراير 2022، التصويت على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدين غزو موسكو لأوكرانيا. ورأت الصحيفة أن امتناع الإمارات عن التصويت، ألحق أضراراً بالجهود الأمريكية المبكرة لعزل روسيا. 
وأوضحت نسيبة أن «هذا القرار جاء في وقت تستعد فيه الإمارات لرئاسة مجلس الأمن، وتسعى للتوسط في الصراع. وفي 2 مارس من العام الماضي، صوّتت دولة الإمارات لمصلحة قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب روسيا بوقف الحرب».
وفي وصفها للعلاقة التي تربط الإمارات بروسيا، أشارت الصحيفة إلى ضخّ صناديق الاستثمار الإماراتية مليارات الدولارات في روسيا، و«استثمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، في العلاقات الشخصية مع الرئيس فلاديمير بوتين، حيث التقاه بانتظام خلال العقدين الماضيين»، وفقاً لتعبير الصحيفة.
فيما نقلت عن الدكتور قرقاش قوله «إن صاحب السموّ كان صبوراً جداً في بناء هذه العلاقة مع روسيا».

1

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"