نخوة وليّ الأمر

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

إنه الموسم، هذا ما تشعر به كل أسرة في مثل هذه الأيام من كل عام، سواء اختلفت مواعيد امتحانات نهاية العام الدراسي من عام إلى عام أو لا، إلا أن الأجواء تبقى على حالها، والحالة التي تعم البيوت والشوارع تعيدنا إلى الإحساس نفسه الذي عشناه صغاراً ونعيشه مع أبنائنا مهما تغيرت وتطورت الأجيال.
إنه موسم امتحانات نهاية العام الذي لا يشبه أي موسم آخر، تختلط فيه الفرحة بالتشنجات والتوتر والأرق والليالي البيضاء حيث يتصل الليل بالنهار، ويسود الترقب وتنطلق الأحلام مصحوبة بالمشاريع والمخططات والاستعداد للسفر والاستمتاع والراحة والصيف.. موسم مميز نعد له العدة ونستعد له في كل بيت، لكن البعض يسيء فهم «الاستعدادات» خصوصاً أولياء الأمور، فتأتي صحوتهم متأخرة وتدب فيهم «نخوة ولي الأمر» والإحساس بالمسؤولية تجاه أبنائهم، فيستنفرون بعصبية ويرفعون شعار «حالة الطوارئ» علهم ينقذون ما يمكن إنقاذه من المستوى التعليمي والدرجات النهائية لأبنائهم قبل فوات الأوان. 
الاستنفار المبالغ فيه الذي لا تشهده بعض البيوت إلا في آخر العام الدراسي، يشكل حالة من التوتر لدى الطالب تسبب له في الغالب تشنجات تحول دون قدرته على الاستيعاب والفهم والحفظ، والاستنفار يثمر نجاحاً وتفوقاً إذا جاء استكمالاً للأجواء التي اعتادت الأسرة على وجودها في المنزل خلال العام الدراسي منذ بدايته وحتى نهايته، حيث يعيش الطالب في أجواء يتأقلم معها وينخرط في نهجها فلا يشعر بالقلق المتزايد مع اقتراب امتحانات نهاية العام، وكأنها الزلزال الذي يحدث فجأة فيقلب كيان الطالب ومعه كل أفراد الأسرة!.
كلنا نعود إلى مقاعد الدراسة كلما دخل ابن أو ابنة إلى المدرسة أو الجامعة، وكلنا نشعر بالقلق عليهم ونحبس الأنفاس كلما حانت الامتحانات المفصلية، لكنّ قلقاً عن قلق يختلف، فهناك من يترقب ويدعو وهو واثق بأن ابنه (أو ابنته) قد تعب واجتهد وسهر وحاول بكل ما لديه من قدرات، بل يمنح ابنه هذا الإحساس الجميل بالثقة به وبقدراته، وسيرضى بالنتيجة أياً كانت.. أما القلق المصحوب بعدم ثقة وسوء تقدير للأبناء وقدراتهم وعدم تنظيم للمواعيد وغياب المواكبة لجدولهم الدراسي طوال السنة ولأحوالهم التعليمية والتربوية، و«الصحوة» المفاجئة للأهل مع اقتراب امتحانات نهاية العام فلا تكفي، بل تأتي بنتائج عكسية، وتسبب المزيد من التوتر في العلاقة بين الأهل وأبنائهم. 
لا التشنج مطلوب ولا الاستهتار وتجاهل المسؤوليات طوال العام مرغوب، إنما المتابعة بحب وبثقة والحوار مع الأبناء بسلاسة مع الحفاظ على الحقوق والواجبات لكلا الطرفين (الآباء والأبناء) لا بد أن تثمر نجاحاً في كل المواسم ولن تقتصر على نهاية فصل أو آخر امتحان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/m39pwvsu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"