الاستعداد للامتحانات

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

تأتي الامتحانات وتبدأ القلوب بالارتعاش، ويُصاحب تلك الفترات دائماً القلق والتوتر، مما يدفعنا للضغط على أبنائنا، وعِوضاً عن ذلك علينا التركيز على تشجيعهم وتحفيزهم، حيث يُعاني معظم الطلبة من الخوف والقلق قبل وأثناء الامتحانات، فهذا يكون منطقياً وشعوراً صحياً إذا كان في مستوياته المعتدلة، بينما القلق المُفرط وتجربة الخوف يؤثران بشكل سلبي مما يسبب انخفاضاً في مستوى الأداء الأكاديمي للطلبة، فكل شخص يعاني درجةً معينة من الارتباك والحيرة والتخبط عندما يستشعر قرب موعد الاختبارات، الأمر الذي يجعل التركيز صعباً.
ومن أهم الأسباب التي تعمل على تخفيض القلق: التوكل على الله تعالى، ومحاولة تنظيم أوقات الدراسة والتغذية الصحية ودراسة المواد قبل الامتحان بوقت كافٍ، والحرص على الانتظام بالدوام، والابتعاد عن التغيب إلا لأسباب قاهرة، والنوم والاستيقاظ المبكران، واستغلال أوقات الفجر للدراسة؛ حيث يكون الإنسان في قمة نشاطه وهمته، والابتعاد عن المنشطات والمنبهات، وزيادة التفاؤل والتفكير الإيجابي، والابتعاد عن التشاؤم والأفكار السلبية.
ومن النصائح المفيدة التي تساعد الطلبة على النجاح في الامتحانات مراجعة نماذج الامتحانات السابقة، وقراءة جميع الأسئلة، وإدارة الوقت بفاعلية وكفاءة عالية، والبدء بالأسئلة السهلة ثم الأصعب، والتأكد من الإجابة عن جميع الأسئلة، والتحقق من الإجابات، والدراسة على فترات متقطعة، وضرورة أخذ قسط من الراحة من أجل شحن الطاقات وشحذ الهِمم، ووضع إشارات ورموز تدل على المعلومات الضرورية، وإعادة تدوين الملاحظات المهمة، وإجراء الامتحانات التجريبية، ودمج جميع الحواس أثناء المذاكرة، واستخدام أسلوب الربط للكلمات والعبارات لتبقى راسخة في الذاكرة، وتعليم شخص آخر ما تعلمته، ويُعدّ هذا من أروع الأساليب التي تُرسخ المعلومات في الذهن.
وعليه فإن الأهل باستطاعتهم القيام بدور بارز في فترات الامتحانات، وذلك من خلال توفير الاستقرار والهدوء والدعم النفسي، وأن يوفروا لهم الثقة التي تمكنهم من اجتياز الامتحانات، وعدم تحميلهم أعباء نفسية زائدة عن طريق حرصهم على أن يحصل فلذات قلوبهم على علامات عالية.
ويضطلع المعلمون كذلك بدور كبير في حماية طلبتنا من رهاب الامتحانات، وذلك من خلال بناء علاقة أبوية مرنة معهم، فلا داعي لأساليب العقاب الشديد والتوبيخ، مما يجعلهم يرغبون في المادة الدراسية، ويحرصون على التفوق فيها من تلقاء أنفسهم، وأن يكونوا رحماء وعطوفين عند وضع الاختبارات والتنويع في درجات صعوبتها.
وأحب أن أؤكد في الختام أن الامتحانات تبقى وسيلة وليست غاية، فعلى أبنائنا الطلبة الجِدّ والمثابرة والتطلع نحو مستقبل زاهر؛ ليجتازوا محطات الاختبارات بكلّ قوة وصلابة، وليستحضروا قول الإمام الشافعي: (وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُمِ سَاعَةً.. تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ).
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ymke84ex

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"