عادي

قوّة الفرنك السويسري

21:35 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى

في الأزمات يعتمد المودعون في العالم على الفرنك السويسري. وسمعة الفرنك كعملة مستقرة تعود إلى سياسة قَدّمت في الأغلب استقرار العملة على مصالح قطاع التصدير في الاقتصاد.

وفي عام 1914 كان الدولار الواحد يساوي أكثر من خمسة فرنكات، حاليّاً أقل من فرنك. وفي مقابل الجنيه الاسترليني كنا نحصل على خمسة وعشرين فرنكاً، أما الآن فنحصل على فرنك واحد.

وفي وقت مبكّر، كانت قيمة الفرنك السويسري مُبالَغ فيها، وبعد فترة وجيزة من بدء تداوله في عام 1850 جرى تذويب معدنه، لأن فضته أسفرت عمّا يفوق قيمته المتفق عليها. ولفترة طويلة لم يكن يصلح كثيراً كعملة وبقي مجرّد تابع ضعيف للفرنك الفرنسي.

وابتداء من عام 1907 بدأ البنك الوطني السويسري يقدم هذه السياسة. ومنذ ذلك الحين وصاعداً، أخذ يفتح بوابات إنتاج العملة، ثم يعيد إغلاقها، وتطبع قرارته الفرنك بطابعها.

وفي سنوات التأسيس، كان البنك الوطني السويسري شديد الالتزام بالمعايير الدولية للذهب. وكان يجب تغطية الأوراق النقدية الصادرة بجزء محدد من الذهب في خزائنه. كما أن نجاة سويسرا من الحرب العالمية الأولى وضع القاعدة الأولى لصعود الفرنك السويسري، الذي لم يكن حتى ذلك الحين ملحوظاً، إلى نادي العملات الصعبة. وترسّخ الفرنك ك«عملة لوقت الأزمات» وك«ملاذ آمن للثروة».

ثم انهارت سوق الأوراق المالية في عام 1929 وبدأت جميع العملات تفقد من قيمتها بشكل سريع. وفي سويسرا بقي الربط مع الذهب ثابتاً، والفرنك مستقراً بشكل نسبي، ما وضع قطاع التصدير في ضيق وحرج.

وفي عام 1936 كانت هنالك ثلاث دول ما زالت تستخدم معيار الذهب: فرنسا وسويسرا وهولندا. بعد ذلك لجأت الحكومة السويسرية إلى قانون الطوارئ وقررت تخفيض التغطية الذهبية للفرنك.

وفي نهاية الستينات، كاد سعر الصرف المحدد مسبقاً أن يكون غير قابل للحفاظ عليه، فقد تعثر الدولار، وكادت التدفقات المالية بالفرنك أن تكون أيضاً غير قابلة للمكافحة. لذلك انتقل البنك الوطني السويسري إلى نظام مرن لأسعار الصرف.

ولم يعد للفرنك مرساة ثابتة. فإلى جانب ألمانيا اعتمدت سويسرا الآن على خطط نقدية أعلنت عن الزيادة المتوقعة في كمية الأموال المطبوعة. التضخم يقف الآن في وسط جهود تثبيت الاستقرار، وليس قيمة الفرنك، ما أدى على الفور إلى ارتفاع هائل في الأزمة الاقتصادية السائدة. وفي النتيجة، كان تراجع الاقتصاد السويسري في أزمة النفط خلال السبعينات أكبر مما كان عليه في جميع البلدان الأخرى تقريباً.

(سويس إنفو)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc8j9t39

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"