حرب أم سلام؟

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

بعد جولة أوروبية عاد منها بتعهدات بتدفق مزيد من السلاح الغربي إلى ساحة المواجهة مع روسيا، خاطب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، القمة العربية في جدة، مُروجاً لما قال إنه خطة سلام أعدتها بلاده من عشر نقاط.

وبعيداً عمّا وُصف باتهامه لبعض العرب بغض الطرف عن أفعال روسية في بلاده، فإنه يمكن القول، إن الضيف الأوكراني المدعو من السعودية إلى القمة، جاء متأخراً، وكان عليه أن يبرر انتظاره مرور أكثر من عام على بدء المواجهة مع روسيا لزيارة المنطقة ومخاطبة العرب.

من حق الرجل أن يروج لموقف بلاده في كل محفل، وأن يسعى بين الأقاليم والتجمعات الفاعلة في العالم بما يراه، لكن لماذا صبر كل هذه الشهور على خطب ود العرب ومحاولة تغيير مفردات الأزمة؟

لا يروق للرئيس الأوكراني وصف المواجهة مع روسيا بالصراع، على الرغم من أن المفردة، تعبير عن سياسة متوازنة دعت منذ بدايتها إلى التهدئة والمضي في سبل السلام، تجنيباً للعالم، والمنطقة العربية بالطبع، آثار الأزمة التي نراها في غير موضع.

وإن كان الضيف لم يسع إلى فرصة خلال أكثر من عام لزيارة المنطقة العربية، فإنها لم تغفل عن الدعوة إلى التمسك بفرص السلام، والأهم أنها لم تنس الدور الإنساني تجاه بلاده في صورة مساعدات إنسانية قدمتها الإمارات ودول عربية أخرى.

وهذه المساعدات الإنسانية كانت محل تقدير من أوكرانيا، فضلاً عن أن رئيسها أشاد في القمة بالوساطة السعودية في الإفراج عن أسرى أوكرانيين لدى روسيا.

هذا الدور الإنساني، وما لازمه من توازن في المواقف بعيداً عن تأجيج الصراع أو التورط في مجرياته، ملمحان رئيسيان في صيغة التعامل العربي مع الصراع التي يريد الرئيس الأوكراني الآن تغييرها، متسلحاً بخطة سلام.

في المقابل، ترك الرئيس الأوكراني كل أوراق اللعبة لأمريكا وأوروبا، وبات من المستقر أن بلاده مجرد ميدان لمواجهة روسية غربية، مهما تشعبت تفصيلاتها وتطوراتها العسكرية.

وقبل أن يجيء ضيفنا فولوديمير زيلينكسي بخطة سلام، كانت نار الصراع تستعر بتكثيف الغرب، خلال زياراته لبعض عواصمه، مساعداته لبلاده بما ينطوي عليه ذلك من مخاطر.

قبل أيام، قالت بريطانيا إنها ستسلم أوكرانيا، خلال الأشهر المقبلة، مئات الصواريخ المضادة للطائرات والمسيّرات الهجومية، لتضاف إلى صواريخ «ستورم شادو» البعيدة المدى والتي أعلنت الحكومة البريطانية، مؤخراً، تزويد كييف بها.

وتعهدت فرنسا بتدريب عدد من الكتائب الأوكرانية وتجهيزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة، فيما أعلنت ألمانيا عن خطة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 2.7 مليار يورو، تشمل العديد من الدبابات والعربات المدرعة ومنظومات الدفاع المضادة للطائرات.

وقبل أن يتسع الوقت للوفود العربية لقراءة بنود خطة سلام الضيف الأوكراني، كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يبدي استعداد بلاده للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا بمقاتلات من نوع «إف -16» أمريكيّة، وهو ما وصفه فولوديمير زيلينسكي بالقرار التاريخي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2afr5vrp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"