روضة العتيبة

00:43 صباحا
قراءة دقيقتين

التقيتها ربما في عام 2006، كانت تشعّ حيوية مفرحة، تستقبلك بودّ، وتتعامل معك كأنك شخص يعرفها منذ زمن، متواضعة، ومدركة لدورها دبلوماسيةً، صديقةً للجميع، وتضع وطنها أمام عينيها.

كان لقاء وحيداً، وبعد أعوام اجتمعت بها في المكسيك، في اجتماعات مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية تغير المناخ (كوب..)، ومن هناك كانت البداية الحقيقية لصداقة امرأة دبلوماسية بحق.

روضة العتيبة، سفيرة دولة الإمارات اليوم في كوستاريكا، منذ البدايات وكان طموحها بأن تصبح سفيرة يوماً ما أمام عينيها، التحقت بالخارجية منذ أن تخرجت وأصبح منزلها حتى اليوم، روضة نموذج واعٍ للإماراتية التي تعتز بقيم وطنها، وتحترم ما ربّتها عليه أسرتها. التقيت والدها في أكثر من مهمة عمل، كانت عيناه دائماً تبرقان فخراً بها، وكان الأب الذي يخاف على ابنته، حتى أدرك يوماً أن المرأة لا يستهان بها ولا يخاف عليها، فهي أهل للمسؤولية.

بعد عمل طويل في الخارجية، التحقت روضة بسفارة الإمارات في لندن، في أولى رحلات الغربة والاكتشاف الذي أسفر عنه بعد أعوام نضج مختلف، في سنوات خدمتها هناك كانت هي قلب الأسرة الإماراتية، تجمع الكل بحب، وتحتفي بهم بكل المناسبات، كانت خير ممثلة للدبلوماسية الاقتصادية. اختيرت بعد أعوام وتحديداً في عام 2022، لتؤدي القسم، وتنتقل إلى مرحلة جديدة في حياتها، امرأة سفيرة، تمثل دولتها في بلد هو بعيد عن وطنها، لكنها ستجعله قريباً لقيادتها بجهودها، منذ أن التحقت، ومن يتابعها، يدرك أنها بدأت تعزز العلاقات وتسعى لأن توطد العلاقات الاجتماعية، وتعرّف بثقافة الوطن، وتجتمع بالصغير والكبير.

لم تقتصر زياراتها في هذه المدة القصيرة على العلاقات الدبلوماسية أو التجارية أو الاقتصادية، بل بدأت تزور المدارس، وتتعرف إلى نمط حياة أهل البلد، تنقل إلينا صورة حياة أخرى في أقصى الغرب، لقارة هي أشبه بالمستحيل لكثير منا في السفر إليها، ولربما يوماً ما ستكون وجهة مهمة سياحياً واقتصادياً؛ كوستاريكيا قرأت يوماً أنها البلد الوحيد الذي فيه مزرعة القهوة لعلامة عالمية، ومنها تصدر القهوة للعالم.

إلى روضة الإنسانة: أنت خير مثل للفتاة الصبورة الطموحة، التي تتعلم كل شيء، وتتدرج في الحياة لتأخذ خبراتها، متواضعة ومحبة، إلى روضة الدبلوماسية: نحن فخورون بك، وبما تمثلين، ندرك أن الغربة في مكان بعيد صعبة، لكنك ستجعلينها مختلفة، وستكون هناك بصمتك مع شعب محبّ، مختلف.

الاحترام الذي أكنّه لك في هذه السطور يسير، لكنكِ وسام لابنة الوطن، أنتِ ومن يشبهكِ هم امتدادنا على هذه الأرض وشعوبها، التغيير الذي ننشد للصورة النمطية للمرأة العربية المسلمة، الصورة الجميلة المتجملة بالقيم والدين والأخلاق، في حفظ الرحمن، والوطن دائماً سيستقبلك بفخر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3sp5nfcv

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"