عادي

3 استراتيجيات ساعدت «زيروكس» على الصمود أمام الأزمات

21:10 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: أحمد البشير

تأسست شركة «زيروكس» في عام 1906، وهي شركة عملاقة لحلول أماكن العمل بقيمة سوقية تبلغ نحو 2.32 مليار دولار، وتتمتع بتاريخ طويل من تحمّل أزمات من التضخم إلى الركود الاقتصادي. وعندما تولى ستيف باندروتشاك منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس الماضي اعتمد على خبرته الممتدة على مدار عقدين كقائد في مجال التكنولوجيا لتنفيذ استراتيجيات رقمية جديدة في الشركة.

ولكن مع بدء تدهور التوقعات الاقتصادية في أوائل عام 2023، وتوقع الخبراء حدوث ركود محتمل هذا العام، بدأ باندروتشاك في الاعتماد على ثقافة شركة «زيروكس» لتنفيذ أهدافه.

وقال باندروتشاك خلال لقاء مع موقع «بزنس أنسايدر»: «لدينا ثقافة وبيئة مذهلة للابتكار. وما يحدث مع التضخم، وأسعار الفائدة يؤثر حقاً في أسلوبك في استخدام رؤوس الأموال وأين تنفقها. ولكن علينا أن نتذكر أن عملاءنا تؤثر فيهم أيضاً نفس التوجهات الاقتصادية السائدة».

وتحدث باندروتشاك عن رؤى ثاقبة حول كيف بإمكان القادة إدخال الابتكار في تدفقات العمل الداخلية لمؤسساتهم وشركاتهم والمنتجات الموجهة للمستهلكين، وذلك في الوقت الذي يستعدون فيه لحالة عدم اليقين الاقتصادية المحتملة.

1- بناء ثقافة المرونة:

يقول باندروتشاك إنه بإمكان الشركة تبني ثقافة المرونة من خلال التحلي بالهدوء والصبر خلال أوقات الأزمات والذعر. ويضيف: «عندما تقود مجموعة كبيرة، وتواجه تحديات اقتصادية أو تحديات في سلاسل التوريد، وأياً كانت المشكلة، فإن الجميع يتطلعون إليك كقائد يخفف عنهم توترهم. إنهم يتوقعون منك أن تكون هادئاً ورصيناً وتقودهم إلى الأمام».

يتطلب منك الأمر أيضاً أن تغيّر استراتيجيات التفكير في مؤسستك عند مواجهة أزمة ما، إذ يقول باندروتشاك: «يمكنك إما النظر إلى هذه الأزمات على أنها فرص أو أنها مصائب مدمرة. لكن كوننا قادة فإننا ننظر إليها بصفتها فرصاً».

واستفادت شركة «زيروكس» من ثقافة المرونة لأكثر من قرن، إذ يشير باندروتشاك إلى أن قيادة «علامة تجارية مميزة» أمر مطمئن، ولكن لا ينبغي الاعتماد على ذلك بشكل كبير، إذ إن الظروف في تغيّر مستمر، وأنت في حاجة دائمة إلى تعديل استراتيجيات العمل وصياغتها لتلائم المناخ الاقتصادي.

وأضاف: «لقد كنا مرنين للغاية بحيث أصبح لدينا الآن ثقافة للمرونة؛ مما يعني أنه عندما يكون الجو عاصفاً حقاً ستجدنا محافظين على هدوئنا، ذلك لأننا مررنا بمثل هذه المصاعب من قبل، وندرك أن بإمكاننا التعلم من هذه الأزمة وشق طريقنا إلى الأمام، كما ندرك أن ما فعلناه بالأمس ليس جيداً بما يكفي ليوم غد».

2- فكّر كمستهلك:

في هذه الأيام يتمتع كل شخص تقريباً بنفس إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا، حيث بإمكاننا الحصول على الطلبات عبر الإنترنت في غضون ما لا يزيد على 24 ساعة، ونبث المحتوى المرئي في هواتفنا مباشرة، حتى من دون الحاجة إلى الارتباط بشبكة «واي فاي»، وطلب سيارة أجرة من موقعنا بنقرة زر واحدة. وقال باندروتشاك إن هذه التقنيات اليومية تخلق توقعات ليس فقط بين المستهلكين ولكن بين العملاء أيضاً. وهذا هو سبب اعتقاده بأن جميع حلول المؤسسات يجب أن تكون شبيهة أكثر بالحلول الموجهة للمستهلك.

وأضاف أن «كل هذه الأشياء تخلق توقعات لما سيكون عليه الشكل الجيد للخدمات، إذ يتلاقى عالم المستهلك بعالم المؤسسات بوتيرة لم نشهدها من قبل، وهذا هو السبب في ضرورة دمج تجارب المستهلك في كل نقطة اتصال في المؤسسة». ويتطلب هذا من الشركات الاستفادة من التكنولوجيا ليس داخلياً فقط ولكن عبر العروض المقدمة للعملاء.

وفي السنوات الأخيرة طبقت شركة «زيروكس» استخدام الروبوتات كخدمة لربط أنظمتها القديمة بأنظمتها الحديثة، واستخدمت الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستقبل سلاسل التوريد، واستخدمت الواقع المعزز للمساعدة في تعزيز تجربة العملاء. وعلى سبيل المثال، ونظراً لأن جميع طابعات «زيروكس» متصلة عبر «إنترنت الأشياء» يمكن للعميل الذي يواجه مشكلة تلقائياً الحصول على رابط يتضمن دليلاً خطوة بخطوة يساعده على إصلاح المشكلة. وقال باندروتشاك: «نحن في الوقت الحالي نأخذ هذه الحلول ونوفرها لعملائنا؛ لذا اغتنم هذه الفرصة للتفكير في خلق قيمة لعملائك في الوقت الذي يمرون فيه بنفس التحديات التي نواجهها».

3- استخدم الذكاء العاطفي في توجيه فريقك:

قال باندروتشاك: «إذا كنت تفكر حقاً في التحول الرقمي فهو ليس حدثاً لمرة واحدة، إنه مستمر».

ولإعداد فرق عبر مؤسستك بشكل فعال للتطور المستمر من خلال التكنولوجيا اعرف مرادك عند تقديم أنظمة واستراتيجيات جديدة. ويمكن أن تخلق التكنولوجيا والتغيير الخوف والقلق لبعض الموظفين. ويضيف باندروتشاك: «العقبة الكبرى هي الثقافة، وأسهل جزء في المعادلة هو الجانب التكنولوجي منها».

ويوضح باندروتشاك للفرق في شركة «زيروكس» أنهم يستخدمون بالفعل نفس النوع من التكنولوجيا في حياتهم اليومية؛ لذلك لن تكون النتيجة التقنية الجديدة هي استبدالهم بأي حال من الأحوال.

وقال: «أحاول سد هذه الفجوة وعامل الخوف هذا بالقول إن هذه التقنية هي بالفعل شيء نستخدمه، ونحن فقط نطبقها داخل المؤسسة. ويجب أن يكون التغيير المستمر الوحيد هو قدرتك على التعرف على ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا للمساعدة في دفع الأعمال وجعلها أفضل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ju5nau2j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"