الجامعة القاسمية في برامجها الجديدة.. شغف النماء وتواصُل العطاء

أ.د. عواد الخلف*
ما تزال الجامعة القاسمية في الشارقة تعلن كل حين عن نفسها، مؤسسةً جامعيةً، شارقية الهوى، إماراتية العزيمة، عالمية الرؤية والرسالة؛ وذلك في سعيها الدؤوب إلى تحقيق رؤية مؤسسها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في الارتقاء بالعملية التعليمية التعلُّميّة فيها، وطرح برامج أكاديمية جديدة، وتطوير برامجها، القائمة على نفع الإنسان في بلاده؛ لتكون ضمن أعلى معايير الجودة والتميّز، لتحقيق أهدافها في تقديم تعليم جامعي نوعي عالٍ لطلبتها الدارسين فيها من شتى أقطار العالم.
وفي هذا الإطار، نجحت الجامعة القاسمية، مؤخراً، في حصاد ثمار جهودها في الحصول على موافقة اللجان العلمية الدولية المختصة لمفوضية الاعتماد الأكاديمي، التابعة لوزارة التربية والتعليم على تطوير برامجها الأكاديمية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية القرآن الكريم؛ بهدف التوافق مع أفضل الممارسات العلميّة والإدارية ضمن أعلى المتطلبات العالمية في ضمان جودة التعليم الجامعي.
وقد حصلت الجامعة القاسمية على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي على تطوير برنامج بكالوريوس الشريعة والدراسات الإسلامية، ليصبح في برنامجين متخصّصين؛ أحدهما في الفقه وأصوله، وثانيهما في أصول الدين بالانتقال إلى مرحلة تخصصية عالية، تتيح لها تخريج طلبة على مستوى عالٍ من التخصص، كما تتيح لها التفكير بإنشاء برامج دراسات عليا متخصصة مستقبلاً، عدا أنَّ هذا التطوير التخصصي، قد أدّى إلى تخفيض عدد الساعات المعتمدة المطلوبة للتخرّج بمقدار خمس عشرة ساعة معتمدة؛ الأمر الذي يؤدي إلى ترشيق العبء الدراسيّ للطلبة، وزيادة جاذبية البرنامج على المستوى المحلي والإقليمي والدولي حتى يتخرج الطلبة في أربعة أعوام أكاديميّة من غير إرهاق.
كما حصلت الجامعة على موافقة المفوضية على تطوير برنامج كليّة القرآن الكريم العام في علوم القرآن الكريم، وقسمته إلى برنامجين متخصّصين؛ أحدهما في التفسير وعلوم القرآن، والثاني في القراءات؛ ليكون أوّل برنامج جامعي من نوعه يطرح على مستوى الدولة، في خطوة نوعية، تحقّق للكلية فرادتها في برنامجيها الاثنين، وتميزها بهما ضمن برنامج دراسي مريح من الساعات المعتمدة، ومتنوّع من المساقات الفريدة التي تحقق أهداف كل برنامج ضمن رسالة الكلية والجامعة.
وفي إطار موازٍ حصلت الجامعة على موافقة المفوضية على تطوير برنامج البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، وتخفيض عدد ساعاته بمقدار ستّ ساعات معتمدة؛ بما يحقق للبرنامج مزيداً من الجاذبيّة العلمية للطلبة مع المحافظة على المستوى العلمي المتميّز له، والانسجام مع البرامج المناظرة في الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية.
وعلى صعيد آخر؛ نجحت الجامعة بالحصول على موافقة مفوضية الاعتماد الأكاديمي على طرح برنامج بكالوريوس الآداب في الحضارة والتاريخ الإسلامي؛ ليكون ترجمة عملية لاجتماع كثير من الثقافات في حرمها الجامعي البهيج، التقت في بناء الحضارة والتاريخ الإسلاميّ ضمن الحضارة الإنسانية. 
وتأتي هذه الخطوة في إطار المضي بتنفيذ الخطة الاستراتيجية للجامعة القاسمية التي ركزت خلال العام الأكاديمي 2023/2022 على تطوير البرامج الأكاديمية فيها، فعملت اللجان المتعددة في الكليات منذ أكثر من سنة على التحوّل نحو برامج أكثر تطوّراً وتخصّصاً ضمن أعلى معايير التعليم الجامعيّ، وبالتنسيق مع مفوضيّة الاعتماد الأكاديميّ في وزارة التربية والتعليم في الاستجابة لمتطلبات التحديث والتطوير حسب ملحوظات لجان الاعتماد الدوليّة المتخصّصة؛ لتبقى الجامعة على تميّزها في برامجها الأكاديميّة، وفي طلبتها الذين يأتون إليها من عشرات الدول الشقيقة والصديقة إضافة إلى الطلبة المواطنين.
ويأتي هذا النجاح لجهود الجامعة في إطار حرصها الدائم على تحقيق رؤية مؤسسها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ودعمه اللامحدود لرسالة الجامعة وجهودها، لا سيّما في الدراسات المعنيّة بالقرآن الكريم وعلومه، واللغة العربية وآدابها وفنونها مع متابعة وعناية الأستاذ جمال سالم الطريفي رئيس الجامعة، ورئيس مجلس الأمناء بكلّ مناحي التطوير والتحديث للجامعة على المستويين الأكاديميّ والإداريّ، واستمرار الانسجام الإداريّ الجميل بين مجالس الحوكمة في الجامعة؛ لتستمر الجامعة في تطورها نحو آفاق عالميّة تنشر الإسلام الوسطيّ المعتدل، وتعزز المكانة العالمية للغة العربيّة.

*مدير الجامعة القاسمية