عادي
المنافسة تشتد ببن المعلمين ومراكز التقوية

قرب الامتحانات يشعل بورصة الدروس الخصوصية

01:51 صباحا
قراءة 6 دقائق
  • حل الواجبات والمشاريع نوع جديد من معلمي «الخصوصية»
  • الوالدان: تلخص سيناريوهات المنهاج وتجهز الأبناء للاختبارات
  • طلبة: اختيارات لحضور الحصص والدفع مقدماً

تحقيق: محمد إبراهيم
مع اقتراب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث التي تعد آخر محطات المعرفة في العام الدراسي الجاري 2022-2023، والمقرر لها الفترة 7-16 يونيو المقبل، نجد المنافسة تشتد بين المعلمين ومراكز التقوية، لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة للدروس الخصوصية، لتشتعل بورصة الدروس.

وفي وقت أجمعت آراء أولياء الأمور، على أهمية دور معلمي الدروس الخصوصية في هذا التوقيت من العام، لاسيما أن لديهم القدرة على تمكين أبنائهم من المواد الدراسية والتطبيقات العملية، وفهم سيناريوهات الأسئلة الامتحانية، بطرائق تدريسية مبسطة ترتقي بمستوياتهم وبأسعار مناسبة، على عكس مراكز التقوية التي تضع خطة طويلة المدى لتجهيز الطلبة للاستفادة منهم مادياً، لاسيما أن رسومها أقل من المعلمين.

اعتبر عدد من التربويين، أن انتعاشة بورصة الدروس الخصوصية، والمنافسة بين المعلمين ومراكز التقوية، أمر طبيعي لظروف المرحلة الراهنة، فالجميع يسعى إلى الجاهزية للامتحانات الختامية، لاسيما أنه تم تقديم اختبارات نهاية العام بأسبوع، ويعد طلبة المرحلة الثانوية الأكثر اهتماماً نظراً لوجود أساليب جديدة مبتكرة في التدريس.

ويرى معلمون أن الدروس الخصوصية تسير وفق التعليمات وتطبيق الإجراءات، ولم تكن أبداً ظاهرة تضر بالمجتمع التعليمي وفئاته؛ إذ تعد وسيلة فاعلة للارتقاء بمستويات الطلبة علمياً وتعليمياً، فضلاً عن تهيئتهم لامتحانات نهاية العام، معتبرين أن المنافسة تنعكس إيجابياً على المتعلمين.

«الخليج»، ترصد الميدان وتناقش مع الفئات كافة، أسرار المنافسة بين المعلمين ومراكز التقوية ومدى انعكاس الدروس الخصوصية على مستوى الطلبة في آخر محطات العام الدراسي الجاري، وكيف يتقبلها أولياء الأمور من دون تحفظات.

«الخليج» ترصد الميدان

كشفت عملية رصد «الخليج» للميدان التربوي في الوقت الراهن، عن منافسة كبيرة بين معلمي الدروس الخصوصية ومراكز التقوية، على الرغم من تفاوت رسوم الحصص بينهما؛ إذ تصل كلفة الحصة لدى المعلم الخصوصي 200 درهم مقابل 100 في المركز، لكن الإقبال الطلابي على المعلمين أكثر من المراكز.

وتنوعت آليات إدارة حصص الدروس الخصوصية؛ إذ جمعت ثلاث طرائق للحصة «واقعي وجهاً لوجه، وهجين يجمع الشرح المباشر والإلكتروني عبر «زووم»، وعن بعد عبر تطبيقات «اسكايب والتيمز وزووم»، ما أحدث تفاوتاً في أسعار الحصة وفق الآلية المستخدمة.

ووفقاً للمشاهدات، بدأ يطفو على الساحة نماذج جديدة لمعلمي الدروس الخصوصية؛ إذ إن تركيزهم ينصب على تنفيذ المشاريع الطلابية وحل الواجبات والمسائل العلمية والرياضية مقابل مبالغ مقطوعة وفق المطلوب.

الإقبال الطلابي

يكمن سر إقبال الطلبة على المعلمين أكثر من المراكز في اتباع استراتيجيات جديدة في طرائق إعطاء الدروس، تستند في مضمونها إلى التكنولوجيا والشرح الوافي المختصر والسريع، وبأسعار متفاوتة، كما أنه كلما زاد عدد الطلبة في المجموعة الواحدة قلت كلفة الحصة.

وتركز مراكز التقوية على استقطاب كفاءات وخبرات نوعية من المعلمين، لضمان نتائج جيدة للطلبة المسجلين لديها، فضلاً عن استخدام التقنيات الحديثة في عملية الشرح والتدريب وتنوع النماذج التأهيلية للطلبة، ما يعزز قدرتها على استقطاب الطلبة في مختلف مراحل التعليم.

6 مواد مهمة

الطلبة والطالبات محمود شامل، وحمدان عبدالله، وميسرة علي وهيام سلطان وفدوى مراد، أكدوا أن الدروس الخصوصية، تسهم بفاعلية في الارتقاء بمهاراتهم في مختلف المواد الدراسية، وتسد احتياجات الطلبة في 6 مواد دراسية تضم الرياضيات واللغة العربية، والمواد العلمية «الكيمياء والفيزياء والأحياء، علوم عامة»، التي تشكل تحدياً لدى الكثير من طلبة المرحلة الثانوية.

وعن آليات دروس التقوية والوسائل المستخدمة، أفادوا بأن الأدوات مطورة وطرائق الحصول على العلوم والمعارف تتسم بالسهولة والمرونة؛ وتقدم الدروس وفق 3 طرائق (مباشرة أو عن بعد أو هجينة)، باستخدام وسائل رقمية جديدة ومتنوعة، لشرح المواد، موضحين أن الحصة تصل مع طلبة الثانوية إلى ساعتين والدفع مقدماً، مؤكدين أن الأفضلية تذهب للمعلم الخصوصي أكثر من المراكز التي قد تتزايد فيها الأعداد في موسم الامتحانات الختامية.

فوارق محدودة

أولياء الأمور سهام علي، وإيهاب مراد، ومحمد عصام، وعلياء حمد، أكدوا أنه على الرغم من الأداء الجيد والمرونة المشهودة في المدارس، فإن أبناءهم في حاجة إلى دروس التقوية في بعض المواد للارتقاء بمعدلاتهم النهائية، لاسيما بعد تقديم موعد امتحانات نهاية العام، موضحين أنها أسهمت في رفع مستوياتهم ومهاراتهم في المواد الأساسية، ومساعدتهم على فهم ماهية الامتحانات ونوعية الأسئلة وأدوات الإجابة عنها.

وفيما يخص أسعار دروس التقوية، أفادوا بأن استخدام التقنيات في الشرح أسهم في تراجع أسعار الدروس الخصوصية، وخلق نوعاً جديداً من المنافسة بين المعلمين، موضحين أن ثمن الحصة يتراوح بين 100-300 درهم، وفوارق الرسوم ليست كبيرة بين المعلم الخصوصي ومركز التقوية، بحسب المادة الدراسية، وعدد الطلبة في المجموعة.

وسيلة للارتقاء

وفي وقفة مع عدد من معلمي المواد المختلفة «سماح.ع، ج.م، علي.م، مهران.أ»، أكدوا أن دروس التقوية وسيلة للارتقاء بمستويات الطلبة في مختلف المواد الدراسية، لاسيما الأساسية، كما أنها تخضع للعرض والطلب، وليست إجباراً على أي طالب، والتطورات المتوالية في نظم التعليم أتاحت للطالب حق اختيار معلمه ومكان تعليميه وطرائق تدريسه، والمنافسة لا تقتصر فقط على المعلمين ومراكز التقوية، لكن أيضاً هناك تنافس بين معلم وآخر، وهي ظاهرة صحية تنعكس إيجابيا على مستوى الطالب.

وأوضحوا أن تركيزهم على تحقيق الاستفادة القصوى للطلبة وليس التربح، لاسيما أن أسعار الحصص تناسب جميع الفئات، وباتت أقل بكثير عمّا سبق؛ إذ يصحبها المزيد من التنظيم، والمرونة وجودة الشرح والنواتج التعليمية، لاسيما في المواد العلمية والرياضيات التي تتصدر قائمة الرواج وإقبال الطلبة.

وأوضحوا أن دروس التقوية أخذت اتجاهات جديدة وحديثة، تستند إلى التكنولوجيا وتوظيف التقنيات الحديثة، ومواكبة المتغيرات والمستجدات، الأمر الذي أسهم في إيجاد مرونة في العملية التعليمية، وشغف الطالب، ودافعيته نحو التعليم، فضلاً عن التركيز على المادة العلمية والتفاعل الإيجابي من الطلبة من خلال المنصات التعليمية، معتبرين أن نشاط حركة الدروس الخصوصية في تلك الفترة، نتيجة طبيعية لقرار تقديم موعد الامتحانات النهائية وحرص الطلبة على الجاهزية للاختبارات.

وفي المقابل كان هناك فريق آخر من المعلمين يرفض العمل في الدروس الخصوصية؛ إذ أكد كل من ريبال غسان العطا وإبراهيم القباني ومحمد مروان، التزامهم بتوجيهات إدارات مدارسهم بعدم إعطاء دروس للتقوية، سوء لطلبة المدرسة أو خارجها، معتبرين أن مفاهيم الدروس الخصوصية، تطورت بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية، وباتت هناك وسائل متنوعة لتمكين الطالب، لاسيما في الاختبارات الختامية، مؤكدين أن للطالب حق اختيار المعلم أو المكان المناسبة للحصول على علومه ومعارفه وإعداد نفسه للاختبار، ومسألة المنافسة تصب في مصلحة الطالب فالجميع يجتهد من أجل تحقيق الجودة، وفي كل الأحوال الطالب يسدد رسوم مقابل الخدمة.

وأشاروا إلى تطوير طرائق التدريس، وأسعار الحصص؛ إذ باتت تعتمد على التكنولوجيا وإجراء المحاضرات بآليات متنوعة، معتبرين أنها خطوة مهمة في الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين، لمواكبة المتغيرات وتوظيف التقنية في العملية التعليمية بحرفية ومهارة فائقة.

جودة المعلمين

وفي حديثنا مع عدد من مديري مراكز التقوية- فضلوا عدم ذكر أسمائهم- أكدوا أنه في الوقت الراهن من كل عام يشهد رواجاً كبيراً لدروس التقوية، ويسبقه رواج في نهاية كل فصل دراسي، لاسيما طلبة الثاني عشر، الذين يركزون على الرياضيات والمواد العلمية، والمراكز تشهد توافد أعداد كبيرة من الطلبة، نظراً لأسعارها التي تناسب الجميع وجودة المعلمين وتطور طرائق تدريسهم.

وفي ردهم على سؤال حول استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والمنصات الرقمية، أفادوا بأنها باتت جزءاً أصيلاً في العملية التعليمية على المستويات كافة، موضحين أنه في الغالب تقدم المراكز اختيارات للطلبة عن الطريق التي يفضلها للحصول على الحصة؛ إذ يفضل البعض الحضور المباشر فيما يطلب البعض الآخر الحصة عن بعد.

تقنين الدروس

تركز الجهات المعنية على تقنين الدروس الخصوصية؛ إذ وضعت آليات جديدة لها، لاسيما أن القانون يبيح للمعلمين العمل في دروس التقوية، مشترطة الحصول على رخصة معلم دروس خصوصية، وفق نظام يكفل رفع مستوى الطلاب وكفاءتهم الدراسية، ويضمن قدرة المعلم الخاص على تطوير قدراته وتحسين نتائجه.

وهنا ينبغي على الكوادر التربوية والتعليمية في الميدان، الحصول على رخصة المهن التعليمية لممارسة مهنة التعليم، وكذا المعلمين الذين يعطون دروساً خصوصية مطالبين بالرخصة ذاتها، وتظل المنافسة قائمة بين المعلمين ومراكز التقوية، فكلاهما يجتهد لاستقطاب أكبر عدد من الطلبة، لاسيما في مواسم الاختبارات النهائية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdekheuw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"