عادي
يعتزم تشكيل قوة من 300 ألف جندي للانتشار خلال ثلاثين يوماً

الأزمة الروسية الأوكرانية ترغم الناتو على مراجعة أنظمته وزيادة الإنفاق العسكري

17:25 مساء
قراءة 4 دقائق

فييتنا - (أ ف ب)
أرغمت الأزمة الروسية الأوكرانية حلف شمال الأطلسي «الناتو» على مراجعة أنظمته الدفاعية، وتطوير قدراته، وتغيير استراتيجيته، ليكون قادراً على تنفيذ عمليات واسعة النطاق بشكل سريع، للدفاع عن كل شبر من أراضيه، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى أسهمت تلك الأزمة في تأكيد مفهوم الدفاع الجماعي؛ حيث يعتزم الحلف تشكيل قوة من 300 ألف جندي تكون جاهزة للانتشار في مهلة ثلاثين يوماً. وعلاوة على ذلك تبحث دول الحلف في إمكانية رفع نسبة نفقات الدفاع من أصل إجمالي الناتج المحلي؛ بحيث تكون نسبة 2% من الإنفاق العسكري المحدد بحلول عام 2024، كحد أدنى بدل أن تكون سقفاً.
ومن المتوقع أن يناقش قادة الناتو تلك القضايا في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، التي تستضيف اجتماعاً بين أعضاء الحلف البالغ عددهم 31 عضواً يومي 11 و12 يوليو/ تموز المقبل.

  • العاصفة الربيعية

تجري دول الحلف تدريبات في إستونيا، تتضمن شن هجوم محمول جواً لقوات أمريكية، وعملية إنزال ليلية لعناصر من مشاة البحرية البريطانية، إلى جانب إنزال وحدات كومندوس من المظليين الفرنسيين، في ظل الصراع في أوكرانيا منذ شباط/ فبراير 2022.
والرسالة من هذه المناورات على الخاصرة الشرقية للحلف واضحة، لخصها اللفتنانت كولونيل إدوارد بروس قائد القوات الفرنسية المنتشرة في إستونيا والمشاركة في تدريبات «العاصفة الربيعية» بأن: «هذه المناورات مفادها أن بإمكاننا نشر قواتنا بسرعة كبيرة في مهلة قصيرة جداً».
وبعد 15 شهراً على بدء الأزمة الروسية الأوكرانية، وقبل نحو شهر من قمة قادته في فيلنيوس، يعزز الحلف دفاعاته، ويعدل خططه لحماية جميع أعضائه.
وأعلن القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي هذا الشهر أن: «هذا التغيير يجب أن يجعل الحلف قادراً على تنفيذ عمليات واسعة النطاق، للدفاع عن كل شبر من أراضيه».
وأكد رئيس قسم تخطيط السياسات في وزارة الدفاع الإستونية كريستيان ماي أن: «الدفاع الجماعي أصبح المهمة الأبرز، وعلينا أن نكون متأهبين».

  • مجموعات تكتيكية

ورد الحلف على العملية الروسية في أوكرانيا بنشر أربع «مجموعات تكتيكية» جديدة في سلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا، إضافة إلى أربع مجموعات شكلها في بولندا ودول البلطيق الثلاث، إثر سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014.
وتعتزم دول الحلف الآن تعزيز عديد قواتها المنتشرة في دول البلطيق وبولندا، لتصبح بحجم لواء، ما يعني حشد آلاف الجنود الإضافيين، «متى تدعو الضرورة لذلك».
وفي إطار هذه الخطة، تخزَّن المعدات العسكرية التي يستدعي نقلها عملية طويلة ومعقدة مسبقاً في دول شرق الحلف. ويتم تكثيف التدريبات على غرار «العاصفة الربيعية»، لمساعدة القوات الحليفة على التواصل والعمل معاً بشكل أفضل والتعرف إلى الميدان بصورة أكبر.
عملياً، ستبقي بريطانيا التي تقود المجموعة التكتيكية للحلف الأطلسي في إستونيا، قوات في حال تأهب في قواعدها الأصلية استعداداً لتعزيز القوات البريطانية والفرنسية المنتشرة ميدانياً وعديدها نحو ألف جندي.
وقال العميد البريطاني جيل هاريس قائد قوة الحلف الأطلسي في إستونيا: «المطلوب هنا إجراء تغيير أساسي، طبقة إضافية من القدرات لتعزيز القوة الموجودة على الأرض قبل اندلاع نزاع».
وإن كانت إستونيا تبدي ارتياحها لهذا النموذج، فإن ليتوانيا المجاورة تود أن ينشر الحلف الأطلسي قوات إضافية ميدانياً بصورة دائمة، ولا تزال تتباحث مع شريكتها الرئيسية ألمانيا حول سبل تحقيق ذلك.
وتعزز عمليات الانتشار هذه جيوش الدول الواقعة على خط الجبهة، وتشكل نقطة الدفاع المتقدمة للحلف.
وسيسهم انضمام فنلندا، وبعده انضمام السويد المرتقب في المستقبل، في تعزيز الخاصرة الشرقية للحلف.
ويفترض أن يصادق قادة الحلف في فيلنيوس على خطط أكثر تفصيلاً توضح كيفية الدفاع عن كل منطقة في حال تعرضها لهجوم، مع ذكر عديد القوات والدول الأصل ومواقع الانتشار.
ويعتزم الحلف تشكيل قوة من 300 ألف جندي تكون جاهزة للانتشار في مهلة ثلاثين يوماً، بحسب «فرانس برس».

  • الانتقال من الورق إلى الميدان

وستتطلب عمليات الانتشار الجديدة هذه حتماً مبالغ مالية وموارد وقوات، والسؤال المطروح هنا يتعلق بمدى استعداد الدول الحليفة للمساهمة مالياً.
وقبل انعقاد «قمة فيلنيوس»، تبحث دول الحلف التزاماً جديداً، يهدف إلى رفع نسبة نفقات الدفاع من أصل إجمالي الناتج المحلي.
وحدها سبع دول أعضاء حققت هدف 2% من الإنفاق العسكري المحدد بحلول عام 2024، وستسعى قمة فيلنيوس إلى تحويل هذه النسبة إلى حد أدنى بدل أن تكون سقفاً.
وتود إستونيا «التي لطالما اعتبرت روسيا بمنزلة تهديد وجودي»، أن يتعهد حلفاؤها بتخصيص 2.5% من إجمالي ناتجهم المحلي للدفاع، وتدعو إلى ترجمة الاستراتيجيات الدفاعية الجديدة على أرض الواقع فور الإمكان.
وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال المناورات: إن «امتلاك خطط جيدة على الورق أمر، وجعلها قابلة للتنفيذ والتحقيق أمر آخر» مضيفاً: «هذا هو التحدي لنا جميعاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3uykfamm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"