الإمارات عون للشعب السوداني

00:45 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

تحرص دولة الإمارات منذ تأسيسها على مد يد العون والمساعدة للعالم أجمع؛ فلا تفرق بين لون البشر، أو دياناتهم، أو أعراقهم. ومنذ أن وضع الحجر الأساسي للعمل الخيري والإنساني المغفور له بإذن الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه جعل العمل الإنساني والخيري جزءاً أساسياً من العلاقات الخارجية مع العالم؛ فهو الأب الرحيم الذي قال: “إن التعاون بين البشر يؤدي إلى التراحم الذي حثّ عليه الخالق سبحانه تعالى، فالإنسان يجب أن يكون رحيماً مع أخيه الإنسان، ومع الحيوان، ومع النبات، فالله عز وجل يرحم من يرحم”. وبفضل جهوده وجهود القيادة الرشيدة تصدّرت دولة الإمارات ومنذ سنوات  القوائم العالمية لأكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية، وقد أصبحت عوناً وسنداً لكل المحتاجين حول العالم.

  يمر الشعب السوداني الشقيق في هذه الفترة بمحنة صعبة بسبب الحرب الدائرة هناك، والتي أدّت إلى نقصان شديد في المواد الغذائية والدوائية، وقلة الموارد، وانعدام الخدمات، وهجرة الكثيرين من أبناء الشعب السوداني إلى الدول المجاورة، وقد قامت دولة الإمارات منذ اليوم الأول لهذه الحرب بتقديم المساعدات العاجلة والإنسانية إلى الشعب السوداني، حيث قدمت 1540 طناً من المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية، كما قدمت أيضاً مساعدات عاجلة للنازحين السودانيين العالقين في دولة الإمارات، وتم إعفاء المخالفين السودانيين من جميع الغرامات المترتبة على مخالفة قانون دخول وإقامة الأجانب إلى التاريخ المحدد في القرار، ولا تزال دولة الإمارات مستمرة في دعم وتقديم العون والمساعدة إلى الشعب السوداني.

  ولا ينسى الشعب السوداني المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه ووقفاته مع هذا الشعب العظيم، وخاصة في بدايات السبعينات، وهي بداية اتحاد دولة الإمارات، حيث أمر الشيخ زايد ببناء الطرق في السودان، التي ساعدت على ربط المدن السودانية ببعضها، وأسهمت في التغيير الجذري في الحركة الاقتصادية في السودان، وزيادة النهضة الصناعية والتجارية والزراعية بعد ربط الموانئ بالعاصمة ومناطق الإنتاج. ولم تكتفِ دولة الإمارات بذلك، فقد ساعدت الاقتصاد في السودان عبر دعم مشاريع السكك الحديدية، والمصانع، والمشاريع الحيوية، ودعمت ميزانية الدولة، وقدمت دولة الإمارات أيضاً خلال الحرب الأهلية التي استمرت أكثر من 21 عاماً المساعدات على مدار السنوات إلى ولايات مختلفة، وعلى رأسها ولاية دارفور، ووجهت جميع المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات إلى تقديم كل الدعم الإنساني إلى الشعب السوداني بالتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى لتحقيق هذا الهدف، ووضعت السودان ضمن أولوياتها في تقديم المساعدات الخارجية إلى الدول العربية.

  وبينما كان العالم منشغلاً في محاربة وباء كورونا الذي تسبّب في إغلاق الحدود وسلب أرواح ملايين البشر كانت دولة الإمارات ترسل الطائرات محملة بآلاف الأطنان من الإمدادات والأدوية إلى الشعب السوداني لدعمه في الحد من انتشار الوباء، واستفاد من هذه المساعدات الآلاف من السودانيين والعاملين في المجالات الصحية، وكما كانت دولة الإمارات الحليف الإنساني المخلص للشعب السوداني في محنته في أزمة كورونا فهي الآن تقف إلى جانبه في مواجهة محنته التي يعانيها بسبب النزاع المسلح.

  وتشارك دولة الإمارات الدول العربية والمجتمع الدولي في وضع استراتيجية سلام في السودان، وتهدئة الأوضاع، ووقف إطلاق النار للمحافظة على وحدة الشعب السوداني، وعودة الاستقرار والأمن إلى ربوعه، واستعادة الشعب السوداني الشقيق حياته الطبيعية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yur34pec

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"