عادي
مناورات مكثفة وعمليات انتشار واسعة تحسباً لمواجهة محتملة مع روسيا

حالة التأهب طويلة الأمد تستنزف موارد «الناتو» وترفع النفقات

01:24 صباحا
قراءة 3 دقائق
عناصر مشاة البحرية الفرنسية يهبطون بالمظلات خلال مناورات «عاصفة الربيع» الأطلسية في إستونيا (أ ف ب)

تجري دول الحلف الأطلسي «الناتو» تدريبات في إستونيا، تتضمن شن هجوم محمول جواً لقوات أمريكية وعملية إنزال ليلية لعناصر من مشاة البحرية البريطانية، وإنزال وحدات كوماندوس من المظليين الفرنسيين، رغم ما يسببه ذلك من استنزاف للموارد وتمويلات، للإبقاء على حالة التأهب طويلة الأمد في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا.

ولخص اللفتنانت كولونيل إدوارد بروس، قائد القوات الفرنسية المنتشرة في إستونيا والمشاركة في تدريبات «العاصفة الربيعية» للحلف الأطلسي، بأن هذه المناورات «مفادها بأن بإمكاننا نشر قواتنا بسرعة كبيرة في مدة قصيرة جداً».

وبعد 15 شهراً على بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقبل حوالي شهر من قمة قادته في فيلنيوس، يعزز الحلف دفاعاته ويعدل خططه لحماية جميع أعضائه.

وأعلن القائد الأعلى للحلف الأطلسي في أوروبا الجنرال الأمريكي كريستوفر كافولي هذا الشهر أن «هذا التغيير يجب أن يجعل الحلف قادراً على تنفيذ عمليات واسعة النطاق للدفاع عن كل شبر من أراضيه». وأكد رئيس قسم تخطيط السياسات في وزارة الدفاع الإستونية كريستيان ماي: «عاد الدفاع الجماعي المهمة الأبرز وعلينا أن نكون متأهبين».

وقابل الحلف هجوم روسيا على أوكرانيا بنشر أربع «مجموعات تكتيكية» جديدة في سلوفاكيا والمجر ورومانيا وبلغاريا، إضافة إلى أربع مجموعات شكلها في بولندا ودول البلطيق الثلاث، إثر السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم عام 2014.

وتعتزم دول الحلف الآن تعزيز عديد قواتها المنتشرة في دول البلطيق وبولندا لتصبح بحجم لواء، ما يعني حشد آلاف الجنود الإضافيين، «حيث ومتى تدعو الضرورة».

وفي إطار هذه الخطة، تخزَّن المعدات العسكرية التي يستدعي نقلها عملية طويلة ومعقدة مسبقاً في دول شرق الحلف. ويتم تكثيف التدريبات على غرار «العاصفة الربيعية» لمساعدة القوات الحليفة على التواصل والعمل معاً بشكل أفضل، والتعرف إلى الميدان بصورة أكبر.

وقال العميد البريطاني جيل هاريس قائد قوة الحلف الأطلسي في إستونيا: «المطلوب هنا إجراء تغيير أساسي، طبقة إضافية من القدرات، لتعزيز القوة الموجودة على الأرض قبل اندلاع نزاع».

وإن كانت إستونيا تبدي ارتياحها لهذا النموذج، فإن ليتوانيا المجاورة تود أن ينشر الحلف الأطلسي قوات إضافية ميدانياً بصورة دائمة، ولا تزال تتباحث مع شريكتها الرئيسية ألمانيا حول سبل تحقيق ذلك.

وتعزز عمليات الانتشار هذه جيوش الدول الواقعة على خط الجبهة، وتشكل نقطة الدفاع المتقدمة للحلف. وسيسهم انضمام فنلندا، وبعده انضمام السويد المرتقب في المستقبل، في تعزيز الخاصرة الشرقية للحلف.

ويعتزم الحلف تشكيل قوة من 300 ألف جندي تكون جاهزة للانتشار في مهلة ثلاثين يوماً. وستتطلب عمليات الانتشار الجديدة هذه حتماً مبالغ مالية وموارد وقوات، والسؤال المطروح هنا يتعلق بمدى استعداد الدول الحليفة للمساهمة مالياً.

وقبل انعقاد قمة فيلنيوس، تبحث دول الحلف التزاماً جديداً يهدف إلى رفع نسبة نفقات الدفاع من أصل إجمالي الناتج المحلي.

وحدها سبع دول أعضاء حققت هدف 2% من الإنفاق العسكري المحدد بحلول عام 2024، وستسعى قمة فيلنيوس إلى تحويل هذه النسبة إلى حد أدنى بدل أن تكون سقفاً.

وتود إستونيا التي لطالما اعتبرت روسيا تهديداً وجودياً، أن يتعهد حلفاؤها بتخصيص 2,5% من إجمالي ناتجهم المحلي للدفاع وتدعو إلى ترجمة الاستراتيجيات الدفاعية الجديدة على أرض الواقع فور الإمكان.

وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال المناورات إن «امتلاك خطط جيدة على الورق أمر، وجعلها قابلة للتنفيذ والتحقيق أمر آخر» مضيفاً «هذا هو التحدي لنا جميعاً». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bjtkkxj5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"