أبوظبي: عدنان نجم
احتضن معرض أبوظبي للكتاب فعاليات ندوة «البدو – الكشف عن جذور دولة الإمارات العربية المتحدة» التي أقيمت بمشاركة زكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، وأنتوني ساتين صحفي ومذيع، وويليام زيمرلي باحث وعالم في الآثار والدراسات القديمة، أستاذ في التاريخ في جامعة نيويورك- أبوظبي.
وتحدث في بداية الندوة أنتوني ساتين مستعرضاً كتابه «البدو: الرحّل الذين شكلوا عالمنا»، الذي يتضمن سنوات من السفر مع البدو في العصر الحديث؛ حيث يهدف إلى إظهار مساهمة البدو في تقدم البشرية وتطورها؛ وذلك من خلال تتبع تاريخهم منذ 12000 عام حتى يومنا هذا، مع التركيز على العرب والفرس والمغول والأتراك والهون والمغول، وكذلك الماساي والبدو اليوم.
وقال ساتين: يرى البعض أن البدو ليسوا جزءاً من التاريخ، وليس لهم تاريخ، لكنني أكتب عن أشياء كثيرة تفيد بتاريخهم، وربط القصص ببعضها حولهم، ومساهمتهم بالعديد من الأمور والأشياء التي نعرفها.
وأضاف: لقد زرت أماكن مختلفة للالتقاء مع البدو الرحّل، وعشت تجاربهم، وذهبت إلى إيران للالتقاء بهم والتعرف إلى المناطق التي يزورونها منذ ما يزيد على 2000 سنة حتى يومنا هذا.
وتابع بالقول: يجب أن يعرف الناس الكثير عن حياة البدو، والحياة الجذابة التي يعيشونها، وأقوم بكتابة الأمور من وجهة نظري، وأكتب وأتلو القصص، يمكنكم أن تروا ما يحتضنه المتحف البريطاني من مقتنيات تاريخية، ولكن المتحف نفسه لم يتحدث عن الأشخاص مثل البدو وكيف عاشوا حياتهم في الماضي، ولم تتوفر بالمتحف تسجيلات عنهم، أو معلومات كافية عن طرق معيشتهم، ولكن عبر رحلاتي وما كتبته وثقت كيف يعيش البدو.
وتدارك بالقول: قد زار بعض الأشخاص دول المنطقة والتقوا بالبدو وكتبوا عنهم وعن الأماكن التي زاروها، ولكن من المهم الحديث عن البدو ومسيرتهم وطرق عيشهم وجمع المعلومات عنهم.
وتطرق ساتين إلى مسيرة العالم ابن خلدون وتوثيقه للتاريخ خلال الحقبة التي عاشها قبل مئات السنين؛ حيث كتب عن القبائل العربية وكان شاهداً على فترة مهمة تزامنت مع حياته، كما كان لديه نظرية مهمة عن تطور الإنسان، وكيف انتقل البدو من الصحراء إلى المدن، وكيف ظهرت إمبراطوريات وسقطت إمبراطوريات أخرى.
واستعرض ساتين حياة ابن خلدون وانتقال أسرته من الأندلس إلى شمال إفريقيا، وكيف تواجد في تونس ثم عمل قاضياً في مصر، وكيف عاصر وقت تفشي مرض الطاعون.
من جهته، قال زكي نسيبة: من الرائع في كتاباتك أن تزور الأماكن التي ذكرتها، وتتطرق إلى جماليات الأماكن؛ حيث جعلت الموضوعات شيقة في هذه الكتابات، عبر وصفك لما كان يرتديه الناس، ما أثرى أسلوبك، كما أن هناك موضوعية في كتاباتك ويمكن اكتشاف أفكار تاريخية.
واستعرض نسيبة لقاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالرحالة الذين زاروا مدينة العين، وكيف قام بتوفير مرافقين لهم لإتمام جولتهم بالصحراء ومساعدتهم.
وذكر نسيبة أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان خلال لقائه بالرحالة يخبرهم عن جهوده في تطوير الدولة وتوفير المرافق والخدمات والصحة والكهرباء للمواطنين، مع حرصه على المحافظة على الهوية الوطنية والثقافة والموروث الشعبي.