الشعر التركي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

عرف القارئ العربي تاريخ وعلامات الشعر التركي المعاصر منذ نحو نصف قرن، من خلال الترجمة وجسور التواصل الثقافي بين تركيا والعرب بحكم الجوار والجغرافيا والتاريخ السياسي، ولعلّ من بين أقدم الترجمات للشعر التركي المعاصر تلك المختارات ل 74 شاعراً وشاعرة والتي أنجزها الشاعر التركماني عبد اللطيف بندر أوغلو (1937-2008) وصدرت في بغداد في العام 1978 بعنوان «قصائد مختارة من الشعر التركي المعاصر» عن منشورات وزارة الثقافة والفنون (سلسلة الكتب المترجمة رقم 40)، وفي حدود معرفتي لم يطبع هذا الكتاب مرة ثانية منذ أن صدر قبل نحو 45 عاماً، على رغم أهميته الأدبية وأهميته الثقافية التاريخية أيضاً.
تكمن أهمية هذا الكتاب الذي نشير إليه اليوم، في مناسبة اختيار تركيا ضيف شرف الدورة ال 32 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، في أن المختارات الشعرية مترجمة مباشرة عن التركية، والمترجم عبد اللطيف بندر أوغلو شاعر عراقي من أصول تركمانية، كان وإلى اليوم يحظى في بلاده باحترام خاص من جانب كافة أطياف الثقافة العراقية، وقد كرّمته مدينة كركوك بإطلاق ملتقى ثقافي شعري يحمل اسمه كانت دورته الأولى في العام 2015، وله العشرات من الإصدارات الترجمانية والأدبية من أبرزها هذا الكتاب المهني الذي يعرّف بالشعراء الأتراك من حيث أعوام ميلادهم، وإصداراتهم وحيواتهم الأدبية، ويلي ذلك نصوص مختارة من قصائد كل شاعر، ومن أقدم الشعراء الأتراك في هذه المختارات ناظم حكمت (1902)، ومليح جودت آنداي ( 1915)، ومظفر طيب أوسلو (1923) ومظفر آرابول (1917)، ومحمد كمال (1920)، ومتين آل أوغلو (1927)، والشاعرة كولته آقين (1933)، وكمال بايرام (1934)، وكمال اوزه (1935)، وفاضل حسنو (1914) وعمر فاروق (192)، وعلي يوجه (1928)، وعصمت اوزه (1944)، وصباح الدين علي (1906)، وغيرهم.
نلاحظ هنا أن هذه المختارات قديمة، فهي تغطي شعراء أول القرن العشرين آنذاك، ثم مواليد العشرينات والثلاثينات والقليل من مواليد الأربعينات، ومن الطبيعي أن نقرأ لشعراء تلك الفترات الزمنية البعيدة نظراً للزمن الذي عاش فيه المترجم.
نقترب تماماً من طبيعة الشعر التركي في النصف الأول من القرن العشرين، من خلال الاجتهاد الترجماني الذي قام به الشاعر عبداللطيف بندر أوغلو، ولكن المهم جداً أيضاً في هذا الكتاب هو المراجعة والتقديم، اللذان وضعهما للكتاب الكاتب العراقي والمترجم إبراهيم الداقوقي (1934-2008)، وقد عمل ملحقاً صحفياً في السفارة العراقية في أنقرة في ستينات القرن العشرين، وله أكثر من 20 كتاباً في التاريخ والفن والأدب، وأنجز قاموساً عثمانياً – تركيّاً عربياً في 4 مجلدات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ejzn364h

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"