تنمية إماراتية مستدامة

6 أشهر تفصل الإمارات عن استضافة العالم في «كوب 28» لرسم خريطة جديدة للعمل المناخي عنوانها الاستدامة وضمان أن تنعم الأجيال القادمة بحياة لا يعكر صفوها الاحتباس الحراري الذي وصل إلى مرحلة بات يشكل فيها خطراً يهدد الحياة على كوكب يتقاسمه الجميع.
الإمارات مصرة على تنظيم نسخة استثنائية من مؤتمر الأطراف توحد خلالها الجهود العالمية لتقليل انبعاثات الكربون وتحدد فرص التعاون لإيجاد الحلول للتحديات المناخية، وهو ما نلمسه في إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، خلال اجتماع مجلس الوزراء عن 78 مشروعاً ومبادرة بيئية تنفذها الدولة استعداداً لاستضافة الحدث العالمي.
المبادرات التي تتضمن استراتيجيات وطنية لتخفيض الكربون وتنظيم استخدام منتجات الطاقة الشمسية، والسياحة المستدامة، هدفها دعم تنمية إماراتية مستدامة وصديقة للبيئة، وتصدير تجربة الدولة الرائدة في التعامل مع قضايا التغير المناخي، وتحفيز المجتمع الدولي للتعاون، لتخفيض درجة الحرارة، والحد من الانبعاثات الدفيئة، واستغلال الفرص السانحة لتحقيق التنمية المستدامة التي تتطلب من الجميع الالتزام بما ورد في اتفاق باريس الهادف إلى الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن .
«كوب 28» فرصة عالمية توفرها الإمارات لتضافر جهود جميع الأطراف من أجل التعاون وتعزيز العمل المناخي لضمان مستقبل مستدام، ووسيلة لتعزيز مكانتنا على خارطة الدول الرائدة في قيادة جهود اقتراح الحلول المستدامة للتحديات المناخية. 
الإمارات التي تحرص على تعزيز التزامها بقضايا الاستدامة من خلال مجموعة من المبادرات والفعاليات التي يتم تنظيمها على مدار العام، ومن أبرزها تشجيع الابتكار وتطوير برامج تعليمية وتثقيفية ومشاركة أفراد المجتمع في تحقيق أهداف الاستدامة ، تأمل أن يشهد المؤتمر إجراء أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاقية باريس للمناخ، ما يتطلب من جميع المعنيين في مختلف أنحاء العالم، تكثيف العمل ومضاعفة الجهود من أجل تقليص الفجوة بين الطموحات والواقع في العمل المناخي.
المخاوف التي ترتبط بتغير المناخ كثيرة، وتحقيق الحياد المناخي السبيل الوحيد، لمواجهة ظاهر الاحتباس الحراري، ما يتطلب من الدول الصناعية الكبرى السير على منوال الإمارات والانتقال إلى اقتصاد أخضر وطاقة نظيفة، ليكون العالم قادراً على التكيف مع استحقاقات تغير المناخ وتداعياته.
[email protected]