لقاء من الفضاء

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

اللقاء الرابع، الاتصال والتواصل بين أهل هذه الأرض المعطاءة وابنها البار الوفي الذي رفع اسمها وعَلَمها عالياً، وهل هناك أعلى من الفضاء نقطة يمكن الوصول إليها ورفع العلم فيها؟ 
«لقاء من الفضاء»، هكذا يطلقون على سلسلة اللقاءات التي ينظمها مركز محمد بن راشد للفضاء لإجراء اتصال مباشر مع رائد الفضاء سلطان النيادي، واللقاء هذه المرة جاء من قلب العين، مسقط رأس النيادي وتحديداً من جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكان الاتصال المباشر بين الأرض ومحطة الفضاء الدولية والتواصل المباشر بين ابن الإمارات وأهلها الذين يزدادون فخراً كل يوم بإنجازاته، أكثر من مجرد حدث نتباهى به أمام العالم، هو لقاء استمتعنا به وتعلمنا منه وسيعلّم بكل الأجيال الفتيّة والصغيرة، وهو لقاء سيبقى محفوراً في ذاكرة كل طالب وشاب وشابة حضروا إلى القاعة أو شاهدوا عبر الشاشة، والمحفور لا تمحوه الأيام بل قد تبلوره لتشكل منه فكرة تصنع مستقبلاً وتعيد تشكيل تفكير وعقل إنسان لتصنع منه عالماً أو رائد فضاء أو مخترعاً جديداً.
أسئلة كثيرة طُرحت وأجاب النيادي بابتسامته المعهودة ورحابة الصدر وسلاسته في الحديث، هو صورة جميلة عن العالِم الشاب الطموح، أسئلة فضولية لكنها مهمة وعلمية، نطرحها جميعاً إنما في قرارة أنفسنا ولا نلقى رداً، بينما في هذا اللقاء الآتي من الفضاء مباشرة سمعنا وفهمنا وعرفنا، كيف ينام وماذا يأكل رواد الفضاء وماذا يفعلون بالنفايات وكيف يتصرفون ويتأقلمون مع الفضاء خارج وداخل المركبة..؟ 
لا تقف فائدة هذه التجربة وهذا الاتصال والتواصل مع ابن الإمارات سلطان النيادي عند حدود الأسئلة والإجابات والعشرين دقيقة اتصال مباشر، بل تمتد إلى الحالة التي يعيشها الشباب والأطفال خلال اللقاء، ومدى تأثرهم بما حققته الإمارات من إنجازات علمية حتى الآن، ومعنى وأهمية الوصول إلى هذه المكانة عالمياً والوصول إلى الفضاء، ماذا نستفيد؟ ما علاقة ما يحصل اليوم بالمستقبل؟ لماذا نهتم بالفضاء وما يحصل فيه وبماذا يفيد أهل الأرض؟ كيف أصبح سلطان النيادي رمزاً يجسد طموح زايد وطموح الإمارات وأبناء زايد جميعاً؟ ما الذي كان سيحصل لو لم يكن قادة الإمارات بهذا الوعي وهذه الحكمة والإرادة والتصميم، ولو لم يضعوا المستقبل نصب أعينهم منذ سنوات بعيدة ويخططوا ويعملوا لتصل الدولة إلى ما وصلت إليه؟ 
إنه أكثر من حدث ومن مجرد «لقاء من الفضاء»، إنه أبعد من الاتصال الآني مع النيادي، فاللقاء هذا يأخذنا إلى محطات كثيرة وبعيدة في تاريخ هذه الدولة، يعيدنا إلى الماضي ويدفعنا بقوة وعزم وتفاؤل نحو المستقبل؛ الحديث المباشر ترك خلفه بذور أمل كثيرة زُرعت في عقول الصغار والشباب وستنبت علماً ونجاحاً وطموحاً وإرادة، وسنرى بلا شك نماذج إيجابية كثيرة ستزهر وتمشي على هذا الطريق.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/44rvf4js

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"