عادي
الإمارات تدعم مشاريع صون التراث العالمي في القارة السمراء

محمد بن راشد: نشارك أشقاءنا الأفارقة الاحتفال بوحدتهم وتاريخهم

11:54 صباحا
قراءة 5 دقائق
محمد بن راشد

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حرص دولة الإمارات على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية من أجل مستقبل مشرق للجميع، وذلك بمناسبة الاحتفال ب «يوم إفريقيا».

 وقال سموه عبر «تويتر»: «بمناسبة يوم إفريقيا، نشارك أشقاءنا في القارة الإفريقية الاحتفال بوحدتهم وتاريخهم العريق وثقافتهم الثرية، ونؤكد حرصنا على تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية من أجل مستقبل مشرق للجميع. أطيب التمنيات لجميع المحتفلين بهذه المناسبة في إفريقيا وكافة أنحاء العالم».

 على صعيد متصل، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بوزارة الثقافة والشباب وبالتعاون مع وزارة الخارجية، أمس الخميس، عن تقديم دعم مادي لمشاريع تستهدف حفظ التراث العالمي والوثائق وتنمية وتأهيل القدرات والكوادر في إفريقيا، بالشراكة مع التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع «ألف»، والصندوق الإفريقي للتراث العالمي. 

جاء ذلك خلال فعالية أقامتها المجموعة الإفريقية لدى اليونسكو في مقرّ المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، وبالتزامن مع الاحتفال بيوم إفريقيا الذي يوافق 25 مايو من كل عام وأسبوع إفريقيا، بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، وفيرمين إدوارد ماتوكو مساعد المدير العام لليونسكو لأولوية إفريقيا والعلاقات الخارجية، وسوايبو فاريسو المدير التنفيذي للصندوق الإفريقي للتراث العالمي، وفاليري فيرلاند المدير التنفيذي في«ألف»، إلى جانب عدد من السفراء والمندوبين الدائمين ومندوبي الدول الإفريقية لدى اليونسكو، وممثلين عن المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.

الصورة
1

 وسيسهم الدعم المقدم من الإمارات في تنفيذ مشاريع وبرامج لبناء القدرات وتعزيز المهارات للمناطق المستهدفة، يقوم عليها كل من الصندوق الإفريقي للتراث العالمي الذي حصلت الإمارات على العضوية البلاتينية فيه، وهو منظمة حكومية دولية تأسست عام 2006 من قبل الاتحاد الإفريقي واليونسكو، لدعم حفظ وحماية التراث الثقافي والطبيعي في القارة. 

ويكمن الهدف الأساسي للصندوق في مواجهة التحديات التي تواجهها الدول الإفريقية الأعضاء فيه في تنفيذ اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي لعام 1972، خاصة ما يتعلق بتمثيل المواقع الإفريقية على قائمة التراث العالمي، فيما سيعمل تحالف «ألف»، الذي تُعدُّ الدولة عضواً مؤسساً له بالتعاون مع جمهورية فرنسا في العام 2017، على تنفيذ 3 مشاريع في كل من السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا. 

وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة: «نحرص على التعاون مع المؤسسات والهيئات الدولية مثل التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألِف)، والصندوق الإفريقي للتراث العالمي، ويسعدنا الإعلان عن إطلاق صندوق مخصص لحماية المواقع الإفريقية التراثية وتسجيلها في قوائم اليونسكو، تجسيداً لرؤيتنا واهتمامنا الكبير بالمساهمة في تمكين المجتمعات المحلية وتحفيز الابتكار، وخلق فرص مستدامة من شأنها أن تساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وبهذا لا نعزز نسيج الهوية الثقافية فحسب، بل ندعم التنمية الاجتماعية والثقافية أيضاً».

وأضاف: «إن إطلاق هذا الصندوق في إفريقيا، له أهمية ثقافية كبيرة، إذ إننا لا نحتفي من خلاله اليوم بالثقافة الإفريقية الحية وروحها النابضة فحسب، بل هو يوم نحتفل فيه أيضاً بالذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، المعروفة اليوم باسم الاتحاد الإفريقي».

ومن جهته، أكّد الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب، التزام الإمارات بصون التراث الإنساني وحمايته بمختلف أشكاله، وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية الفاعلة في هذا المجال، إيماناً بأهمية الحفاظ على هذا التراث للأجيال المقبلة، والدور الذي يلعبه في تحقيق مزيد من التقارب بين الشعوب في إطار حوار الثقافات، وإرساء قيم التسامح والتعايش والسلام.

وتابع:«للعمل على صون التراث العالمي في إفريقيا أهمية خاصة، لما تتمتع به هذه القارة من زخم ثقافي وإرث حضاري، يشكل جزءاً هاماً من تاريخ البشرية وثقافتها، ولذلك فإن الحفاظ على هذه المقدرات يدعم بصورة أساسية الحفاظ على هويتها وجذورها الثقافية. يمكن لجهود الحفاظ على التراث أن تحدث أثراً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً وتؤدي إلى التنمية المستدامة من خلال تعزيز المجتمع المحلي وتمكين أفراده وتنشيط السياحة».

وأضاف:«نحرص من خلال هذه الجهود إلى تنفيذ ما هو أبعد من عمليات ومشاريع الحفاظ والترميم، حيث نسعى لأن تكون هذه المشاريع مستدامة وتسهم في تنمية القدرات وخلق فرص عمل لأبناء المجتمع المحلي، وإشراك أصحاب المواهب والمهارات الإبداعية في تلك المشاريع».

كما أشار إلى أن من أهم الأسباب التي دعت الإمارات إلى العمل على هذا المشروع في هذا الوقت، هو التأثير الكبير للتغير المناخي على التراث المادي وغير المادي في إفريقيا، وذلك ضمن توجهات الدولة واستراتيجياتها في إطار إعلان العام 2023 عاماً للاستدامة، واستضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في نوفمبر القادم.

من جهته قال الدكتور توماس كابلان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة«ألف»:«قامت الإمارات، العضو المؤسس والرائد عالمياً في حماية التراث الثقافي، بجهود كبيرة في دعم المؤسسة منذ بداياتها قبل حوالي 6 سنوات، والشراكة الطموحة التي نبدأها اليوم بحضور الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة والشباب في دولة الإمارات، بمثابة إعادة تأكيد لدعم الدولة الملحوظ للتعددية التي يجسدها التحالف، وهو ما يؤكد العمل الدؤوب والنتائج الملموسة والمرونة التشغيلية». 

 من جانبه قال سوايبو فاريسو، المدير التنفيذي للصندوق الإفريقي للتراث العالمي:«نحن على ثقة بأن دعم وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات سيمكّننا من تقديم خدمات أفضل للقارة، ويضمن لنا تنفيذ اتفاقية التراث العالمي في إفريقيا والتي تشتمل على برامج بناء القدرات والمهارات البشرية وإدارة المخاطر والسياحة التراثية، كما سيعزّز هذا الدعم القيّم من حكومة الإمارات قدرتنا على إحداث تأثير طويل المدى بما يتعلّق بإدراج المواقع الإفريقية في قائمة التراث العالمي».

وسيتم العمل على هذه المشاريع بالتنسيق مع الحكومات المحلية، ومن خلال شركاء محليين ودوليين، حيث تشمل المشاريع الجارية التي ستستفيد من الدعم الذي تقدّمه الدولة مشروع «إحصاء التراث الثقافي الوطني لجمهورية الكونغو الديمقراطية»، والذي يُنفّذ على مرحلتين، حيث تم الانتهاء من مرحلته الأولى بمنحة من«ألف» وبدعم من وزارة الثقافة والشباب الإماراتية وبمساعدة المجلس العالمي للمعالم والمواقع «إيكوموس».

وساهم المشروع حتى الآن في تدريب 29 متخصصاً من المؤسسات ذات الصلة في «الكونغو» بما يتعلّق بمهارات التوثيق وإعداد القوائم الخاصة بالجرد، حيث من المقرر أن يتم تنفيذ المشروع في العام 2024.

من جهة أخرى سيتم تخصيص مبلغ كبير من الدعم تجاه جهود ترميم أقدم مسجد في السودان، يقع داخل الموقع الأثري لمدينة دنقلا العجوز في السودان، والتي أدرجت ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو، يشرف على تنفيذه جامعة وارسو – بولندا، بالتعاون مع الهيئة الوطنية السودانية للآثار والمتاحف. 

وقد بدأ العمل على مشروع ترميم المسجد في وقت سابق من هذا العام، وسوف يستمر العمل فيه لثلاثة أعوام، ليوفر فرصاً للتدريب أثناء العمل للخبراء السودانيين، ويتيح 60 فرصة عمل لسكّان المدينة.

ومن أبرز الجهود التي ستقوم بها الدولة في إثيوبيا ضمن هذا المشروع، هو الحفاظ على كنيسة يمرحانا كريستوس، التي تعتبر واحدة من أكثر المواقع رمزية في البلاد وتقع في منطقة أمهرة، وتضمّ قصراً وكنيسة يرجع تاريخهما إلى القرنين الحادي والثاني عشر.

عبر وسم «علّمتني الحياة»
محمد بن راشد: نجاح الشعوب يبدأ بغرس ثقافة النجاح

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن نجاح الشعوب يبدأ بغرس ثقافة النجاح في كل مكان. 

 جاء ذلك في مقتطفات من وسم «علّمتني الحياة» نشرها سموه في حسابه الرسمي على تطبيق «تيك توك».

وقال سموه: «إن نجاح الشعوب يبدأ بغرس ثقافة النجاح في كل مكان.. من العامل في مطارها إلى مكاتب مدرائها.. ومن مقاعد طلابها إلى مجلس وزرائها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dmuazm3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"