يوم الكاتب الإماراتي

يصادف يوم غد احتفال دولة الإمارات العربية بيوم الكاتب الإماراتي الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قبل سنوات ليكون بنفس تاريخ تأسيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وليكون شاهداً على اهتمام الدولة بكتابها ومثقفيها في مبادرة هي الأولى من نوعها إقليمياً. 
مبادرة تخصيص يوم للكاتب كانت ولا زالت خطوة لها مكانتها، لكن على الجهات المسؤولة الخاصة والعامة أن تلتفت لهذه المبادرة وتكرسها بشكل يخدم الثقافة المحلية في الدولة؛ فهنالك كتاب إماراتيون استطاعوا أن ينافسوا غيرهم من الكتاب العرب في مجالات إبداعهم، وكرسوا كل جهدهم وأوقاتهم للاعتناء بأقلامهم وتقديم ما يستحق أن يخلد في المكتبة العربية والعالمية. كتاب أرادوا أن يكونوا جزءاً من نسيج ثقافي غير عادي، لم يقبلوا بالتصفيق لهم لمجرد كونهم كتاباً أو إماراتيين، بل حفروا في الصخر كي يثبتوا قدرتهم على المنافسة، ولم يقبلوا أن تسرقهم الأضواء من دون أن يشحذوا هممهم ويصقلوا مواهبهم فتراهم يقدمون الجيد والثمين في كل خطواتهم. 
هؤلاء الكتاب يستحقون أن تتبنى جهات حكومية وخاصة ترجمة أعمالهم بشكل منصف يضمن لهم حقوقهم ويضمن إيصال أصواتهم للخارج بشكل ملائم وعملي بترجمة جيدة غير تجارية، مع نشر هذه الترجمات في دور نشر هامة وحقيقية ذات توزيع جيد يتيح وصول القارئ لها بيسر وسهولة. 
هؤلاء الكتاب من الجادين الذين لا يختلف على أهليتهم اثنان يستحقون أن تبادر وزارة الثقافة والشباب بمنحهم تفرغاً أدبياً يضمن لهم حصولهم على الوقت الكافي للإبداع والإنتاج من غير الهرولة والركض لكسب قوت يومهم في أعمال ووظائف تسرق جل وقتهم وجهدهم، فيتم الإعلان عن ثلاثة أسماء من الكتاب سنوياً، على سبيل المثال، يتم تفريغها تكريماً لجهودها وتصرف لها رواتب شهرية تقيها الهرولة إلا على المعلومة التي تساعدها في إصدار كتب جديدة قيمة، بشرط أن تقدم عدداً من الكتب يتم الاتفاق عليها في عقود التفرغ كل حسب مجاله وكمية الجهد المطلوبة لإنجازه.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي قام مشكوراً بتخصيص هذا اليوم للكاتب الإماراتي، فما الذي قدمته الجهات الأخرى له غير معارض الكتاب العادية وبعض الندوات والأمسيات التي لا تختلف عن تلك التي تقام في بقية أيام السنة؟
[email protected]