الإعلان الجديد والمبادئ والأخلاقيات

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا نظرت في كل ما يدور حولك من محتوى ومواد صوتية ونصوص على مواقع التواصل الاجتماعي، وما تتضمنه من معلومات مفيدة ورائعة، وأخرى سلبية ومتواضعة، تجد أن هناك أناساً يقضون الساعات الطويلة، لصناعة وتقديم مقطع قصير، قد لا يتجاوز الدقيقتين أو دقيقة، أو حتى أقل، ثم يبثه على حساباته. هنا تتوقف وتسأل نفسك: ما هي الفائدة؟ أو ما الذي قد يعود عليه بالنفع؟ قد تفهم أن هناك شركة تتعاقد مع صانع محتوى محترف، أو مع مؤسسة متخصصة في صناعة المحتوى الجديد، لعمل مادة إعلامية إعلانية بمبلغ مرتفع؛ لأنها تريد ترويج سلعتها وأعمالها للجمهور. وبصفة عامة، الإعلان على درجة عالية من الحيوية والأهمية للسلع وفي عالم التجارة. في كتابها الذي حمل عنوان «الإعلانات والتصميم: ابتكار الأفكار الإبداعية في وسائل الإعلام»، تقول روبن لاندا: الأستاذ في قسم التصميم في كلية مايكل جريفز كوليدج بجامعة كين في نيوجيرسي الأمريكية: «الإعلان هو رسالة محددة مصوغة للإعلام، أو للإقناع، أو للترويج، أو للاستفزاز، أو لتحفيز الناس لصالح علامة تجارية أو مجموعة»
لذا، قد نفهم تواجد شركات كبرى للإعلان، لكن على المستوى الفردي، نلاحظ دخولاً كبيراً في هذا المجال، هناك حسابات فردية على مواقع التواصل الاجتماعي تحصل على مبالغ مالية لبثها، وتحقق مشاهدات مرتفعة، وهناك عوائد مالية ليست قليلة، فضلاً عن هذا، نعلم أن بعض الحسابات الفردية يحظى بمشاهدات مرتفعة من الناس، وأصحابها يقدمون مواد إعلانية، وهم بهذا يحققون دخلاً مالياً مرتفعاً، وينافسون شركات كبرى في مجال الدعاية والإعلان، بل أخذوا حصة كبيرة من هذا السوق الضخم.
ومثل هذه الحالات، وهي أن يقوم فرد واحد، دون موظفين، ودون تأسيس كيان قانوني تجاري، وغيرها من المتطلبات المعروفة عند تأسيس شركة أو مؤسسة، بتقديم خدمة الإعلان، وينجح، وتصل مادته لجمهور واسع من الناس، توضح لنا النقلة التي حدثت في مجال حيوي ومهم وهو مجال الأعمال والتجارة والجماهيرية. ومن هنا يظهر السؤال، حول سنّ القوانين والأنظمة، سواء تلك التي تنظم هذا المجال، أو تلك التي تراقب المحتوى، لمنع الغش والتغرير بالناس، أو تمنع تمرير رسائل إعلانية غير صحيحة. هذا المجال بات من الملح جداً، تنظيمه والاهتمام به، ويكون تحت مظلة تؤسس لمبادئ وأخلاقيات يتم مراعاتها.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdydbj8c

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"