عادي
تزويد 7 مستشفيات في الخرطوم بالمستلزمات الطبية

الصليب الأحمر: السودان يواجه انهياراً فعلياً للنظام الصحي

01:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
مريض داخل مستشفى مركز مدني للقلب في ود مدني (اف ب )

قال مدير الصليب الأحمر في السودان ألفونسو فردو بيريز: «نواجه انهياراً فعلياً للنظام الصحي، في حين أن السكان في أحوج ما يكون إليه؛ إذ لم تعد تعمل سوى 20% فقط من المنشآت الطبية في الخرطوم». وتابع: «المستشفيات بحاجة ملحة كذلك إلى المياه والكهرباء، فصلاً عن حد أدنى من الشروط الأمنية لمرضاها والعاملين فيها».

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي دعت إلى إسكات السلاح «لأنها مسألة حياة أو موت». أنها تمكنت من بدء توزيع مواد تخدير ومضادات حيوية وأدوية، وضمادات وأمصال لمعالجة مئات الأشخاص المصابين بالسلاح، إلى 7 مستشفيات في الخرطوم، وتمكنت فرق للصيانة من إجراء إصلاحات لاستعادة خدمات الاتصالات في الخرطوم، وأماكن أخرى من السودان، غير أن هذا التحسن ضئيل، مقارنة بالنقص في تلبية الاحتياجات، فمنذ أكثر من أربعين يوماً تعاني أحياء كاملة في الخرطوم، العاصمة التي يقطنها خمسة ملايين سوداني، انقطاع المياه والكهرباء وشبكات الاتصالات. أما مستشفيات الخرطوم ودارفور، المنطقتان الأكثر تأثراً بالحرب، فأغلبها أصبح خارج الخدمة. وتلك التي لم تتعرض للقصف تعاني نقصاً في مخزون الأدوية والأدوات الطبية أو تم احتلالها من قبل أحد الطرفين. والوضع حرج خصوصاً في دارفور المنطقة الغربية الواقعة على الحدود مع تشاد، التي سبق أن شهدت حرباً دامية خلال الأول من الألفية الثانية.

الممرات الإنسانية

وتقول طبيبة نساء وولادة في مستشفى سعد أبوالعلا بالخرطوم، الذي أغلق أبوابه بعد أيام من المعارك إبريل الماضي، حيث يقع المستشفى جوار منطقة عسكرية تابعة للقوات الجوية، وكانت المعارك ضارية للغاية. توقفت كل المحوّلات والعيادات الخارجية التي تعتمد فيها الحوامل على المتابعة الدورية لحملهن بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، فضلاً عن نقص المستلزمات الطبية، ثم بدأت المستشفيات في الانهيار والإغلاق قهراً.

وأضافت: «كل هذا أدى إلى دخول السيدات الحوامل في حالات حرجة لعدم وجود المتابعة في غرفة الولادة والعمليات والطوارئ، ما زاد من أعداد الوفيات سواء بين الحوامل أو المواليد».

غياب الخدمات

ويعاني السكان الذين بقوا في الخرطوم انقطاع المياه والكهرباء لفترات طويلة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الاتصالات. وتعرض العديد من المنازل خاصة تلك الواقعة في أحياء راقية من العاصمة لمداهمات أو نهب. وقالت تيسير عبد الرحيم التي فرت من السودان، لتعرف فيما بعد أن منزلها تعرض للنهب قبل يومي:ن «عندما علمت بما حدث لنا لم أكن متفاجئة... حتى وإن كنا داخل السودان ليس بيدنا ما يمكن فعله... هذا كله جزء من فوضى هذه الحرب». وتعرضت متاجر غذاء ومطاحن دقيق (طحين) ومنشآت أخرى حيوية للنهب أيضاً.

وقالت سامانثا باور رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو.إس إيد) في وقت متأخر الخميس إن كمية من الحبوب تكفي لإطعام مليوني شخص ستصل إلى السودان على متن سفن. لكن من غير الواضح كيف يمكن توصيل تلك الشحنة، وغيرها من المساعدات- التي تقول وكالات الإغاثة إنها جاهزة- إلى الخرطوم ومناطق أخرى تضررت جراء القتال دون ضمانات أمنية وتصاريح.

وفر نحو 1.3 مليون بسبب القتال في السودان الذي نشب بسبب صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ونزحوا داخل السودان أو لجأوا لدول مجاورة. وقالت وزارة الصحة إن 730 على الأقل قتلوا على الرغم من أن العدد الحقيقي أكبر بكثير على الأرجح.

فالحرب التي اندلعت في الخامس عشر من نيسان/إبريل، أوقعت 1800 قتيل، وفق منظمة أكلد غير الحكومية المتخصصة في رصد النزاعات. كما أرغمت قرابة مليون شخص، على النزوح داخل السودان، أحد أفقر بلدان العالم، و 300 ألف سوداني على الأقل إلى الدول المجاورة التي تعاني في الأصل أزمات، بحسب الأمم المتحدة.

ويحتاج أكثر من نصف السودانيين، 25 مليوناً من أصل 45 مليوناً، إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y3cm25bm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"