عادي

العمل بالأمل

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

د.مايا الهواري
العقل زينة الإنسان، ونعمة رزقه الله إيّاها وعليه إعمالها بما يفيد البشريّة، وتوظيفه لخدمة المجتمع، ويساعده في أموره الحياتيّة، فمن استغلّه أفضل استغلال حصل على نتائج جيدة والعكس صحيح، كما ينبغي تغذيته حتّى لا يتكاسل عن العمل، والعمل على زرع الإيجابية والتفاؤل والأمل بالعمل، مبتعداً عن التشاؤم، وكل ما يشوبه من سلبيّات وحقد وكره، فالمتفائل دائماً ما ينظر لنصف الكوب المملوء، في حين نرى المتشائم يطير نظره نحو النّصف الفارغ.

وعندما يقوم الإنسان المتفائل بالتخطيط لأي عمل، أو مشروع قادم، فإنه يتخذ كل التدابير اللازمة التي من شأنها نجاح العمل، كذلك وضع كل الاحتمالات التي من الممكن أن تحدث، وبعد ذلك يبادر للقيام بالعمل، فإن نال نجاحاً كان دافعاً لمتابعة الأعمال بتخطيطات أكثر دقة، ولكن لو كانت نتيجة العمل سلبية خلفت آثاراً سلبية فلا بدّ من إعادة النظر في الأمور، أو أن هناك بنداً ليس صحيحاً في عملية التخطيط، أو في الأساليب المتبعة في العمل، أو قد تكون أسباباً أخرى.

إن التّفكير بعيداً عن الخداع والمكر سيكون عاملاً مساعداً على تحقيق النجاح، لأن صفاء النية أساس كل شيء، فأحياناً لا ينجح العمل رغم التخطيط والإدارة الجيدة، ولكن النية كانت تحمل سوءاً بين طيّاتها، تضمر داخلها الحقد والمكر، فانعكس ذلك سلبياً. وهناك أيضاً نوع يأخذ التدابير الجيدة والنية الصافية، ولكن نلاحظ الآثار السلبية التي تظهر على العمل، وهنا فإن هناك مِن النساء مَن بتوجيه اللوم على نفسها بأنها لم تكن مهتمة كلّ الاهتمام، أو أن طاقتها وأفكارها السلبية كان لها أثر في حدوث الفشل، لاعتقادها أن ما تفكر فيه سيحصل فوراً، أما لو تم التفكير بإيجابية لحصلت على نتائج إيجابية، لأن هناك علاقة ربط قوية بين الأفكار والنتائج. وأيضاً نجد أن التخطيط جيد والنية صافية والأفكار إيجابية ومع ذلك يبوء العمل بالفشل، وهنا لا علاقة بين الأفكار والإيجابية، لأن الأقدار كانت عكس الرغبات المنشودة لحكمة أرادها الله، إما لمنع حدوث أذى أو مصيبة، أو هناك مشروع عمل ناجح أفضل منه، إذ للوهلة الأولى يستاء المرء، لأنه لا يعلم أين يكمن الخير، والله تعالى هو الأعلم، والأقدر بأمور عباده. والإنسان الفَطِن لو خُيّر بين الواقع المكتوب وما يتمنى لاختار الواقع، لأنه اختيار الله له، ونجد أكثر من يتأثر بذلك النساء، فنصيحة لكل امرأة ألّا تحمّل نفسها فوق طاقتها حيال عدم تحقيق النجاح، وألا تجعل الحزن يتسلل لداخلها، وما عليها إلا أن ترضى بالمقدور، وما قسمه الله وتعيش الواقع بحلوه ومرّه، وتعيد ترتيب أولويّاتها وأفكارها، بأنّ القادم أجمل، فلا يكون الجميل جميلاً إلّا إذا اقترن بكل شيء إيجابي ورضا بقضاء الله، والتحلي بالأمل ليصبح العمل سيد المواقف ويتحقق النجاح المنشود.
دكتوراه في القيادة الذكية والذكاء الاصطناعي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3yveexfp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"