انتبه وراجع وفكّر

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين
قراراتنا الحيوية واقع نعيشه بشكل يومي، ولا فكاك منها، ونحن ملزمون باتخاذها والتعامل معها، وفي أحيان كثيرة تكون حتمية ولا بد من اتخاذها... بعضها آني ووقتي، ولا مجال لتأجيله، وبعضها الآخر قد يكون أمامك متسع من الوقت للدراسة والسؤال، حتى تصل إلى القرار الذي تعتقد أنه صحيح. وقع قراراتنا في مسيرتنا الحيوية جسيم وقوي، ولها أثر عظيم في حاضرنا ومستقبلنا، وصدَق مَن قال: لا يوجد مفر من اتخاذ القرارات؛ لأنها جزء من مسيرتنا، وجزء من عملنا ومنجزاتنا. وتبعاً لذلك تختلف درجة القرارات، وقوّتها، وأثرها. بعضها هامشي لا يكاد يُذكر، لكنها تبقى قرارات. وهناك القرارات الحيوية، والمهمة، والمؤثرة. عندما نتخذ القرار الصائب فإن هذا يعني خطوة نحو الأمام، وكأنك تضع الأساس لبناء عالٍ، ولكن يختلف الأمر عندما تكون قراراتك خاطئة، فحينئذ يصير الأساس هشاً، ربما لا يقوى على حمل المستقبل الذي تأمله، فينهار المبنى أو المشروع الذي تتطلع إليه.
ومن ثَمَّ، تبقى حاجتنا إلى القرارات مهمة، وعلى درجة كبيرة من الحيوية. ولفهم معنى القرارات، وأثرها، والمدى الذي تتداخل فيه مع إيقاع حياتنا يمكن البدء بالقرار الذي تتخذه صباحاً؛ وهو نوع القهوة أو الإفطار الذي ستتناوله، ثم تتوالى قراراتك... بعضها نمطي يتكرّر، وبعضها مبتكر لا يتكرر، ولكن في غمرة اعتيادنا اتخاذ القرارات تصير عادية، أو تصير ممارسة لا يُلتفت إليها، ولا يؤبه لعمقها وأثرها. هناك أنواع من القرارات؛ فبعضها شخصي، ونتائجه ذاتية، ولن يتأثر بنجاحها أو إخفاقها سوى من يتخذ القرار، وهناك قرارات عامة، أو جماعية؛ عندما تُتخذ يكون وقعها الإيجابي أو السلبي عاماً يمس جميع المشتركين في اتخاذه، والحال نفسه في نظرة الناس إلى القرارات، ومدى أهميتها؛ إذ ينظر إليها بعض الناس على أنها مجرد تجربة لا أكثر، وهناك من يهتم بها، ويوليها العناية، ويدرسها، ويحاول اتخاذ ما هو صائب وصحيح، وهناك المندفعون أو المتحمسون أو المستعجلون، وهؤلاء في العادة يُخطئون في قراراتهم؛ لأنهم لم يمنحوا أنفسهم الوقت اللازم للدراسة، والفهم، والوعي بنوع القرار الذي هم بصدد اتخاذه، ومن ثَمَّ يغيب عنهم مدى أهميته، وأثره فيهم. يمكن لأي واحد منا أن يتوقف ويفكر في القرار الذي اتخذه هذا اليوم، بل يراجع قراراته بصفة عامة؛ فبعضها يمكن التراجع عنه، لكنّ المشكلة أن هناك قرارات يصعب معالجتها أو تغييرها، أو على الأقل تغيير أثرها.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2emmhkcp

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"