عادي

الذكاء الاصطناعي وتوقعات هدوء الفيدرالي ينعشان تداول أسهم التكنولوجيا

16:22 مساء
قراءة 3 دقائق
شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
إعداد: خنساء الزبير

على الرغم من جدل صفقة سقف الدين الأمريكي فإن المستثمرين في مجال التكنولوجيا في حالة شراء الآن، وهذا يتضح في مؤشرات سوق الأسهم. فقد أغلق «ناسداك المركب» الجمعة على مكاسب أسبوعية الخامسة على التوالي؛ حيث قفز بنسبة 2.5% في الأيام الخمسة المنقضية، وهو الآن مرتفع بنسبة 24% هذا العام، متجاوزاً إلى حد بعيد المؤشرات الأمريكية الرئيسية الأخرى.
وارتفع المؤشر «اس آند بي500» بنسبة 9.5% هذا العام، وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بشكل طفيف.
وأدت الإثارة المحيطة بتقرير أرباح شركة «انفيديا» لصناعة الرقائق وموقعها الريادي في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، إلى الارتفاع الذي شهده هذا الأسبوع، إلا أن المستثمرين اقتنصوا أيضاً أسهم كل من «مايكروسوفت»، «ميتا»، «الفابت»؛ ولكل شركة من هذه الشركات قصة خاصة بها مع الذكاء الاصطناعي.
ومع التوصل إلى صفقة رفع سقف الديون، وأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي ربما يبطئ وتيرة رفع أسعار الفائدة، بدأت سوق الأسهم هذا العام تبدو أقل شبهاً بعام 2022 وأكثر شبهاً بالعقد السابق، عندما كانت التكنولوجيا في وضع جيد. ولا يمكن إنكار الإمكانات في الذكاء الاصطناعي، ولا إنكار قوة الأرباح التي تتمتع بها هذه الشركات.

  • إثبات مقدرات

مع بدء العام كان الموضوع الرئيسي في قطاع التكنولوجيا هو تقليص أعداد العاملين وخفض التكاليف؛ حيث ألغت العديد من أكبر الشركات فيه، بما في ذلك «ميتا» و«ألفابت» و«أمازون» و«مايكروسوفت»، آلاف الوظائف بعد عام 2022 الكئيب لنمو الإيرادات وأسعار الأسهم.
وفي تقارير الأرباح تأكدت كفاءة هذه الشركات، وقدرتها على إنجاز المزيد بموارد أقل، وهو أمر ردد صداه جمهور «وول ستريت».
وتحول تركيز المستثمرين الآن إلى الذكاء الاصطناعي؛ حيث تعرض هذه الشركات «تطبيقات العالم الحقيقي» للتكنولوجيا التي طالما تم الترويج لها.
وتفجرت شركة «أوبن ايه آي» عقب إطلاق «تشات جي بي تي» العام الماضي، وأكبر مستثمريها هي شركة «مايكروسوفت» التي تقوم بتضمين هذه التقنية الأساسية في أكبر عدد ممكن من المنتجات.
وفي ذات الوقت تروج «جوجل» لنموذجها للذكاء الاصطناعي المنافس في كل فرصة، ويفضل مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» أن «يخبر المساهمين عن التطورات التي حققتها شركته في مجال الذكاء الاصطناعي بدلاً من ذكر جهودها للميتافيرس المستنزفة للأموال».

  • «انفيديا» وآخرون

تشتهر شركة صناعة الرقائق «انفيديا» بوحدات معالجة الرسومات التي تشغل ألعاب الفيديو المتقدمة، وها هي الآن تلحق بركب الذكاء الاصطناعي، وارتفع السهم بنسبة 25% هذا الأسبوع إلى مستوى قياسي رافعاً القيمة السوقية للشركة إلى ما يقرب من تريليون دولار، بعد أن تجاوزت أرباح الربع الأول التقديرات.
ارتفعت أسهم انفيديا حتى الآن لهذا العام بنسبة 167%، متصدرة جميع الشركات على المؤشر «اس آند بي500» يليها ثلاثة رابحين؛ هم «ميتا»، ادفانسد مايكرو ديفايسز، سيلزفورس.
وتستند قوة «انفيديا» إلى ما هو قادم؛ حيث انخفضت إيراداتها في الربع الأخير بنسبة 13% عن العام السابق، بسبب انخفاض بنسبة 38% في قسم الألعاب.
ولكن كانت توقعات مبيعات الشركة للربع الحالي أعلى بنسبة 50%، تقريباً من تقديرات «وول ستريت»؛ حيث تشهد طلباً متزايداً على منتجاتها المتعلقة بمراكز البيانات.
وذكرت الشركة: «إن بائعي السحابة وشركات الإنترنت يشترون رقائق وحدات معالجة الرسومات ويستخدمون المعالجات لتدريب ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية كتقنية تشات جي بي تي».
ارتفع سهم مايكروسوفت بنسبة 4.6% هذا الأسبوع، وهو الآن مرتفع بنسبة 39% من بداية العام.
واكتسبت ميتا 6.7% للأسبوع وزادت أكثر من الضعف هذا العام 2023، بعد أن فقدت ما يقرب من ثلثي قيمتها العام الماضي. وارتفع سهم ألفابت بنسبة 1.5% هذا الأسبوع، ليصل ارتفاعه من بداية العام إلى 41%.

  • موقف الفيدرالي

كان أحد أكبر العوائق التي تعرضت لها أسهم شركات التكنولوجيا في العام الماضي، هو رفع البنك المركزي المستمر لأسعار الفائدة. واستمرت الزيادات حتى عام 2023؛ حيث ارتفع النطاق المستهدف للصناديق الفيدرالية إلى 5% -5.25% في أوائل مايو/ أيار.
ولكن في الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أشار بعض الأعضاء إلى أنهم يتوقعون أن «تباطؤاً في النمو الاقتصادي يلغي الحاجة إلى مزيد من التشديد»؛ وفقاً لمحضر صدر الأربعاء.
ويُنظر إلى السياسة النقدية الأقل تشدداً على أنها إشارة سوق صعودية للتكنولوجيا والأصول الأخرى ذات المخاطر العالية، والتي عادةً ما تتفوق في الأداء في بيئة معدل أكثر استقراراً.
ومع ذلك يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن انتعاش التكنولوجيا قد ذهب بعيداً بالنظر لمواطن الضعف التي لا تزال موجودة في الاقتصاد والحكومة. 
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في وقت لاحق الجمعة: «إن الولايات المتحدة ستكون لديها على الأرجح احتياطات كافية لتأجيل حدوث التخلف عن سداد الديون حتى الخامس من يونيو/ حزيران».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fcwdern

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"