عادي

تلوث إطارات السيارات

22:01 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

(سويس إنفو)

تتطاير بعض جزيئات إطارات سياراتنا في كل مرّة نقودها، وهذه الجزيئات تنتشر في كل مكان. لكن كيف تؤثر هذه اللدائن الدقيقة في صحتنا والبيئة المحيطة بنا؟ وما هي المخاطر الناجمة عنها؟

في كل مرة تتسارع فيها سيارة أو شاحنة، أو يُضغط على مكابحها بقوة، من المُحتمل جداً أن تتطاير جزيئات دقيقة من إطاراتها، يراوح حجمها عادة بين 2.5 و40 ميكرون، وتتناثر بفعل الأمطار والرياح. وينتهي المطاف بهذه الجزيئات، في الأغلب، في التربة القريبة، كما قد تختلط مع الجريان السطحي للطرق السريعة لتصل إلى الأنهار والبحار. وفي حين قد تتسبب الأجزاء الأكبر حجماً في تسرب مواد كيميائية إلى البيئة، تنتقل الجسيمات متناهية الصغر وذرات الغبار عبر الهواء، وتجد طريقها إلى الرئتين.

وبرأي أورسولا شنايدر شوتَّل، رئيسة منظمة «بروناتورا» للحفاظ على الطبيعة في سويسرا، فإن مشكلة الجزيئات الناتجة عن تآكل إطارات السيارات مشابهة لمشكلة المبيدات الحشرية.

ويفقد إطار سيارة متوسط الحجم في المعدّل 4 كيلوغرامات من الجسيمات على مدار عمره الافتراضي. وبحسب التقديرات، يتم إطلاق ما مجموعه ستة ملايين طن من جزيئات الإطارات في جميع أنحاء العالم سنوياً. ووفقاً للمكتب الفيدرالي للبيئة، يُعد تآكل الإطارات أكبر مصدر للبلاستيك الدقيق في سويسرا (8.900 طن سنوياً). وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية، تراكم نحو 200 ألف طن من هذه المواد على سطح الأرض.

وبينما انخفض مستوى غبار المكابح والغازات الناتجة عن عوادم السيارات في السنوات الأخيرة، فإن التلوث الناجم عن تآكل إطارات السيارات آخذ في الارتفاع، مدفوعاً بالاتجاه نحو سيارات أكبر حجما، وأكثر قوة. وفي الوقت الراهن، يتم الضغط على الجهات التنظيمية والسياسيين والسياسيات، بشأن ما يتعين القيام به حيال التلوث الناجم عن اللدائن الدقيقة. وعلى الرغم من توفرنا على تصور أفضل لحجم مشكلة تآكل الإطارات ومدى تعقيدها، لكننا لا نعرف سوى القليل عن تأثيرها في الصحة والبيئة، الأمر الذي يحاول الباحثون في سويسرا فهمه.

ويُعتبر إطار السيارة البسيط معقّد للغاية، حيث يحتوي على نحو 400 مركب كيميائي مختلف، وفقاً لشركة «إيميشنز أناليتيكس» البريطانية، التي تدرس موضوع تآكل الإطارات. ويحتوي بعض هذه الإطارات على مواد كيميائية ضارة، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، والبنزوثيازول، والأيزوبرين، والمعادن الثقيلة مثل الزنك والرصاص.

وأحد المكونات الكيميائية العضوية المستخدمة على نطاق واسع لمنع تلف إطارات المركبات واستمرارها لفترة أطول، هو مركّب «6PPD»، وكما يبدو، يتحول هذا المركب إلى مشكلة حقيقية عندما يتأكسد.

وفي عام 2020، وجد باحثون في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة أن هناك علاقة بين مركّب «6PPD» والنفوق الجماعي لأسماك سلمون كوهو في خليج إليوت بمدينة سياتل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/d2s4vvhu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"