عادي
استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم الرئيس التركي

توقعات بفوز مريح لـ «أردوغان».. و«أوغلو» يدعو لعدم التقاعس

17:16 مساء
قراءة 5 دقائق

الخليج - متابعات
يصوّت الناخبون الأتراك الأحد في الدورة الثانية من الانتخابات التي سيتقرر بنتيجتها استمرار رجب طيب أردوغان أو وصول منافسه كيليتشدار أوغلو - الذي دعا مناصريه إلى المشاركة والتصويت من دون تقاعس- إلى سدة الحكم، في انتخابات شهدت منافسة قوية في جولتها الأولى، أوصلت أردوغان إلى الجولة الثانية للمرة الأولى منذ عقدين.
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم أردوغان خمس نقاط مئوية عن أوغلو، بحسب «فرانس برس».
ويقول محللون إنه بالرغم من أن أردوغان لم يظفر بالنصر بعد، إلا أنه حصل على المزيد من التأييد بعد تقدمه بقوة في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في 14 مايو/ أيار، فضلاً عن أن تأييد «سنان أوغان» له سيجعل الرئيس المقبل لتركيا هو «أردوغان بلا شك»، بحسب «رويترز».

  • أردوغان الأوفر حظاً

يخوض أردوغان الموجود في السلطة منذ عشرين عاماً هذه الدورة الثانية غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية، في موقع الأوفر حظاً والأكثر أريحية للفوز في مواجهة الاشتراكي- الديمقراطي كمال كيليتشدار أوغلو.
وفتحت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة 5 ت غ) على أن تغلق عند الساعة 17,00 (الساعة 14,00 ت غ). وسبق للأتراك المغتربين أن أدلوا بأصواتهم. ويتوقع صدور النتائج مساء الأحد أو فجر الاثنين.
دعا كيليتشدار أوغلو الناخبين إلى «التصويت من أجل التخلّص من نظام أردوغان»، بعد الإدلاء بصوته في مركز اقتراع في العاصمة أنقرة.
كذلك، دعا المقترعين إلى البقاء قرب مراكز الاقتراع بعد إغلاقها، قائلاً: «هذه الانتخابات جرت في ظروف صعبة جدًا».
من جهته، دعا أردوغان المواطنين «إلى المشاركة والتصويت من دون تقاعس». وأتت تصريحاته بعدما أدلى بصوته في حيّ أسكدار برفقة زوجته أمينة. ومن المقرر أن يصل أردوغان إلى أنقرة مساء الأحد.
في الدورة الأولى من الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 87 في المئة.
في حي شيشلي السكني في إسطنبول كان أوزير أتايولو المهندس المتقاعد البالغ 93 عاماً بين أوائل المقترعين قائلاً: «أحضر دائماً في وقت مبكر لأكون أول المقترعين لأني أؤمن بالديمقراطية ومسؤوليتي كمواطن».
في العاصمة أنقرة، أكدت زرين آلان (55 عاماً) أنها «متحمسة جداً حتّى أنني لم أتمكن من النوم. آمل ألا تشهد هذه الانتخابات تزويراً».
وعلى الناخبين البالغ عددهم 60 مليوناً الاختيار بين رؤيتين للبلاد.
وتشهد نسبة 49,5 % من الأصوات التي حصل عليها أردوغان في الجولة الأولى في 14 أيار/ مايو على الدعم الواسع الذي لا يزال رئيس بلدية اسطنبول السابق يلقاه في صفوف المحافظين رغم الأزمة الاقتصادية.
وتجلّى هذا الدعم حتى في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال العنيف في السادس من شباط/ فبراير، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 ألف قتيل.
ينافسه في هذه الجولة الثانية كمال كيليتشدار أغلو، «الجد الديمقراطي» كما يحلو له أن يقدم نفسه، والذي عجز عن استغلال الأزمة الاقتصادية للتفوق على الرئيس الحالي.
ووعد كيليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، «بعودة الربيع والنظام البرلماني واستقلالية القضاء والصحافة»، بحسب «فرانس برس».
إلا أن كيليتشدار أوغلو ليس الأوفر حظاً في الجولة الثانية بعدما حصل على 45 % من الأصوات قبل أسبوعين. فرغم الدعم المتجدد لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، تظهر استطلاعات الرأي تخلفه خمس نقاط مئوية عن رئيس البلاد الذي حاز غالبية برلمانية في الانتخابات التشريعية في 14 أيار/ مايو.

  • مليون مراقب

أصيب كيليتشدار أوغلو بصدمة بعدم فوزه في الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى كما كان يتوقع معسكره، إلا أنه عاد لموقع الهجوم بعد أربعة أيام على ذلك.
ويهدف كل من المرشحين إلى استقطاب 8,3 مليون ناخب مسجل لم يصوتوا في الانتخابات في 14 أيار/ مايو، رغم نسبة المشاركة العالية التي بلغت 87 %.
وقد كثف أردوغان من تجمعاته الانتخابية، مستنداً إلى الشعبية التي بناها منذ توليه السلطة كرئيس للورزاء في 2003 ومن ثم كرئيس اعتباراً من 2014.
ورفع أردوغان الحد الأدنى للأجور ثلاث مرات في غضون سنة، وقدم عدد من الوعود السخية خلال الحملة ومنها تقديم منح للطلاب الذي فقدوا أقارب جراء الزلزال.
وقال أردوغان السبت: «الأحد يوم مميز لنا جميعاً. لقد ولّى زمن الانقلابات والحكم العسكري».
في آخر نشاط له في الحملة الانتخابية توجه السبت إلى ضريح رئيس الوزراء القومي- الإسلامي السابق عدنان مندريس الذي أطيح به وأعدم في العام 1961.
وقالت المتقاعدة زيرين التيالي البالغة 60 عاماً إن: «الأهم الأحد أن يكون الاقتراع نزيهاً وألّا يشوبه أي تزوير».
لهذه الغاية، قررت المعارضة نشر «خمسة مراقبين لكل صندوق اقتراع» أي ما مجموعه مليون شخص لمراقبة مجريات التصويت.
وخلصت بعثة مشتركة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا إلى أن الدورة الأولى جرت في «أجواء تنافسية».
ويقول محللون رغم أن أردوغان لم يظفر بالنصر بعد، إلا أن التأييد زاد له بعد تقدمه بقوة في الجولة الأولى من الانتخابات يوم 14 مايو/ أيار، متوقعون فوزه بلا شك.
وقاد أداء أردوغان القوي بشكل غير متوقع رغم أزمة غلاء المعيشة العميقة وفوز تحالف يضم حزبه العدالة والتنمية المحافظ وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى بالانتخابات البرلمانية إلى دعم الرئيس المخضرم ويعتبر محللون أن التصويت لصالحه على أنه تصويت للاستقرار.
ولن تحدد الانتخابات فحسب من سيحكم تركيا، وهي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، ولكن أيضا أسلوب حكمها، ومسار اقتصادها.
وعلى الصعيد العالمي، حوّل أردوغان وجهة تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بعيداً عن حلفائها الغربيين التقليديين وأقام علاقات متميزة مع دول أخرى وجعل من بلاده قوة إقليمية، بحسب «رويترز».
وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة سي.إن.إن ترك الخميس: «سنواصل احتضان أمتنا، وهي طريقة تفكير نابعة من ثقافتنا... إذا فزنا في 28 مايو بإذن الله، سيفوز كل فرد من شعبنا البالغ عددهم 85 مليون نسمة».
ويُنظر إلى التصويت على أنه الأكثر أهمية منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة قبل 100 عام، إذ استشعرت المعارضة أنها أفضل فرصة لها حتى الآن للوصول إلى الحكم.
لكن الانتخابات أكدت بدلاً من ذلك بقاءه في السلطة، وأظهرت خطأ حسابات خصومه الذين توقعوا أنه سيعاني جراء أزمة غلاء المعيشة والانتقادات لطريقة تعامل الدولة مع الزلازل التي وقعت في فبراير/ شباط.
لكن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان حلّ في المركز الأول في عشرة أقاليم من أصل 11 تعرضت للزلزال، مما ساعده في تأمين أغلبية برلمانية مع حلفائه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 14 مايو/ أيار.

  • إنجازات أردوغان

وزخرت الفترة السابقة للانتخابات باحتفالات إنجازات صناعية حققها أردوغان، بما في ذلك إطلاق أول سيارة كهربائية تركية وتدشين أول سفينة هجومية برمائية، والتي تم بناؤها في إسطنبول لحمل طائرات مسيّرة تركية الصنع.
كما أسرع أردوغان بتسليم أول شحنة من الغاز الطبيعي لمحطة بحرية من احتياطي مكتشف في البحر الأسود ووعد بتوفير الغاز الطبيعي مجانا للمنازل، وافتتح أول محطة للطاقة النووية في تركيا في حفل شارك فيه عبر الانترنت، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الجانب الاقتصادي نقطة قوة رئيسية لأردوغان في العقد الأول من حكمه، إذ تمتعت تركيا بازدهار طويل الأمد مع إنشاء طرق ومستشفيات ومدارس جديدة وارتفاع مستويات المعيشة.
نشأ أردوغان في حي بإسطنبول والتحق بمدرسة مهنية، واشتغل بالعمل السياسي كزعيم للشباب في حزب محلي، وشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في 1994.
وبعد أن شغل منصب رئيس حزب العدالة والتنمية، أصبح رئيساً للوزراء في 2003.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y2naaeb5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"