عادي
إحدى فوائد «جائحة كورونا» التي ضربت العالم

التسوق والتجزئة في الإمارات.. التوسع واقعياً وافتراضياً

00:04 صباحا
قراءة 7 دقائق
دبي: حمدي سعد

دفعت جائحة «كورونا» سلاسل التجزئة ومراكز التسوق إلى تطوير منصات بيع إلكترونية للبيع أو مواجهة الخروج من السوق، لكن مع عودة الأسواق لطبيعتها بات الخيار الأفضل، مع الإبقاء على مسار البيع التقليدي وعلى الإنترنت في ذات الوقت، نظراً لتعود نسبة كبيرة من المتسوقين على الشراء عبر الإنترنت.

وقال مسؤولو سلاسل تجزئة ومراكز تسوق، إن دولة الإمارات تتمتع بخيارات توسع القطاع على الأرض وعلى الإنترنت، لما توفره من بنية تحتية في المجمعات السكنية والعمرانية واللوجستية، وكذلك البنية التحتية القوية في سرعات الإنترنت والاتصالات وتوافر طرق الدفع الرقمية المتعددة .

الصورة

وشهد سوق منافذ التجزئة في دبي سجل دخول نحو 34000 متر مربع، خلال الربع الأول من العام 2023، ومن المقرر تسليم 194 ألف متر مربع جديدة خلال الأشهر المقبلة .

  • احتياجات المتسوقين

وتأكيداً على بقاء المتاجر التقليدية على رأس خيارات وجهات التسوق في الإمارات، يقول ياسر شرف، نائب رئيس «مجموعة شرف»: إن أحد الدروس الكبيرة التي تعلمها القطاع من جائحة «كوفيد-19» هو تطوير منصات البيع الإلكترونية، إلا أن ذلك لم يوقف التوسع في المتاجر التقليدية، كونها توفر عوامل مشاهدة المنتج ولمسه وتجربته خلال التسوق ثم اتخاذ قرار الشراء.

وأضاف أن «الجائحة» أجبرت تجار التجزئة على تطوير منصات بيع إلكترونية، وإلا الخروج من السوق، لكن مع عودة الأسواق لطبيعتها بات الخيار الإبقاء على مسار البيع التقليدي وعلى الإنترنت معاً، نظراً لتعود نسبة كبيرة من المتسوقين على الشراء عبر الإنترنت.

وأشار إلى أنه من الناحية العملية حالياً مواصلة قطاع التجزئة والتسوق التقليدي مع ذراع ثانية إلكترونية، للوفاء باحتياجات المتسوقين الإلكتروني المتزايدة، بفعل الحاجة إلى توفير الوقت والجهد بدلاً من الذهاب للمتجر التقليدي تلبية الطلب المتزايد على الشراء والتسوق من المنصات بسهولة.

  • التوسع على الأرض

وقال شرف إن المؤشرات تؤكد مواصلة قطاع التجزئة والتسوق التقليدي في الإمارات وفي دبي التوسع، حيث رصد تقرير شركة «جيه إل إل»، المتخصصة في دراسة السوق العقاري أن سوق منافذ التجزئة في دبي سجل دخول نحو 34000 متر مربع، خلال الربع الأول من العام 2023 ومن المقرر خلال الأشهر المقبلة تسليم 194 ألف متر مربع جديدة كما أن مراكز التسوق الرئيسية ذات المواقع الجيدة رفعت متوسط الإيجارات بنسب مختلفة من بداية العام الجاري.

وأوضح أن انتعاش القطاع السياحي الذي شهدته دولة الإمارات من بداية 2023 يعطي مؤشر جيد لمواصلة التوسع في متاجر التسوق والتجزئة التقليدية والتي توفر ملاذاً للمواطنين والمقيمين، كذلك للخروج من المنازل ومعاينة المنتجات، قطاع التجزئة والتسوق في الإمارات سكان الدولة والخليج العربي والمنطقة ككل.

واستبعد شرف، أن تصبح المتاجر والمنصات الإلكترونية بديلاً كاملاً للمتاجر التقليدية،.

وقال نائب رئيس «مجموعة شرف»: شهدت الأشهر الأولى من 2023 تسارعاً في وتيرة النمو الاقتصادي الإماراتي، نظراً لاستقرار السوق وسلاسل الإمداد والنمو السياحي والعقاري وزيادة أيام العطلة الأسبوعية وزيادة إنفاق المستهلكين، وجميع هذه العوامل تشير إلى تحقيق قطاع التجزئة والتسوق معدلات نمو جيدة يدعمها في ذات الوقت البيع الإلكتروني.

  • توسعات توازي انتعاش السياحة

بدوره أكد محمد بدري، مدير مجموعة «إيروس» للإلكترونيات الاستهلاكية، أنه من الأفضل أن يواصل قطاع التسوق التقليدي التوسع واقعياً وافتراضياً، لتلبية احتياجات المتسوقين عشاق التجول وتفقد البضائع والمنتجات والاستمتاع بالأجواء الاحتفالية والترفيهية التي تقدمها المراكز الواقعية، فيما توفر المتاجر ومنصات البيع الإلكترونية ميزات توفير الوقت والجهد وسهولة المقارنة بين الأسعار لمحبّي البقاء في المنازل.

وأضاف، أن مراكز التسوق والتجزئة في الإمارات أصبحت وجهات للالتقاء بين الأهل والأصدقاء للترفيه وتناول الطعام، كما باتت موقعاً لإنجاز المعاملات والأعمال وغيرها من المهام الحياتية، لذا من المهم التوسع في المتاجر التقليدية لاستهداف المواقع كثيفة السكان والزوار، لتحقيق معدلات نمو جيدة في المبيعات.

وقال بدري: إن الإمارات ودبي أصبحت تشتهر إقليماً وعالمياً بكونها وجهة سياحية، ما يفتح المجال لتحقيق قطاع التسوق والتجزئة والترفيه معدلات نمو جيدة، لذا تأتي توسعات القطاع بالتوازي مع انتعاش السياحة.

وأوضح أن أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي استقبال 4.67 مليون زائر دولي خلال الربع الأول من عام 2023، ما يؤكد مكانة دبي بين أكثر الوجهات السياحية المفضلة للزيارة في المنطقة والعالم.

وذكر أن متاجر ومنصات البيع الإلكترونية ضرورة فرضتها الجائحة الصحية، لكنها أضافت زخماً جديداً لقطاع التسوق والتجزئة في الإمارات، ومع عودة الحياة لطبيعتها عاد التسوق التقليدي لطبيعته كذلك مستقطباً الزوار من المواطنين والمقيمين والزوار، لذا ستواصل مراكز التسوق والتجزئة استقبال مزيد من المستأجرين.

وتابع بدري، يشير تقرير شركة «ألبن كابيتال» للاستشارات المصرفية والاستثمارية ومقرها دبي، إلى توقع أن تسجل مبيعات التجزئة في دولة الإمارات أعلى معدل نمو سنوي مركب خليجياً بنسبة 5.1 % إلى 104.0 مليار دولار 2023 بحصة 33.8% من إجمالي مبيعات التجزئة الخليجية، مدعوماً بقطاع السياحة والنمو السكاني، فيما يتوقع أن يسجل القطاع في الدولة نمواً بمعدل سنوي مركب قدره 5.1% حتى العام 2026، ليصل حجمه إلى 417.6 مليار درهم «113.8 مليار دولار».

وأشار إلى أن التوسع العمراني الذي شهدته العديد من مناطق الدولة عامة ودبي خاصة، دفع سلاسل التجزئة والعلامات التجارية للوجود ضمن المجتمعات العمرانية الجديدة، لاسيما مع التغير الكبير على عادات المتسوقين بالبحث عن مراكز التسوق والتجزئة القريبة لتلبية احتياجاتهم.

ولفت إلى أن استقرار سوق الوظائف في الإمارات قد عزز من ثقة المستهلكين من بداية 2023، ما رفع معدلات مرات الشراء للمنتجات، لاسيما الضرورية في الشقق والمنازل الجديدة.

وقال مدير مجموعة «إيروس» للإلكترونيات الاستهلاكية: إن دولة الإمارات تتصدر المركز العالمية كأفضل الوجهات الاستثمارية في قطاع التجزئة، كونها تتمتع بحراك سياحي وارتفاع معدلات الدخل فضلا عن التوسع في المشاريع الترفيهية وكونها وجهة مثالية لاستقطاب العلامات التجارية، لذا ستواصل سلاسل التجزئة التوسع على الأرض بالإضافة على تعزيز منصات البيع الرقمية على شبكة الإنترنت.

  • الإلكتروني لفئات معينة

ويشير مارك لوران، مدير التجزئة والمنتجات الاستهلاكية في «جي إم جي» المالكة لمتاجر «جيان» إلى أن «الجائحة» أحدثت تغييراً في توجهات التسوق عبر التسوق الإلكتروني، ولكن في فترة ما بعد الوباء، نجد أن المستهلك يختار الإلكتروني لأسباب مختلفة، أهمها: توفير الوقت، كما شهدنا زيادة في التسوق الإلكتروني لفئات معينة من المنتجات مقارنة بغيرها من المنتجات الأخرى، بالمقابل نشهد نمواً ثابتاً في التسوق من المتاجر لشراء الأطعمة الطازجة والمنتجات المشمولة بالعروض الترويجية في مختلف الأقسام والخدمات، حيث لا يزال المستهلكون يرغبون بمعاينة المنتج عن قرب والشراء مباشرة من المتاجر والاستفادة من الخدمات المتوفرة.

وعن دور المنصات الرقمية في زيادة المبيعات وتلبية احتياجات المتسوق، خاصة بالنسبة لمنتجات المواد الغذائية مع توفر خدمة التوصيل السريع للمنازل أوضح لوران، أن المستهلكين يبحثون عن تجربة تسوق توفر لهم الراحة والسرعة في حياتهم اليومية، وهو ما نوفره من خلال الإنترنت مع ضمان خدمات توصيل سريعة.

وعن كون التسوق عبر المنصات الرقمية لا يزال بعيداً عن التشبع قال: ينمو قطاع التسوق عبر المنصات الرقمية بوتيرة سريعة، وستحتاج العلامات التجارية إلى مواكبة هذا النمو وتلبية احتياجات العملاء وستكون العلامات التجارية التي تتفهم احتياجات العملاء وتحرص على تلبيتها في صدارة هذا القطاع سيواصل التسوق عبر الإنترنت النمو بسرعة مقارنة بالتسوق من المتاجر وتشكل تجربة التسوق عبر القنوات المتعددة محور تركيزنا في السنوات القليلة المقبلة.

  • السياحة والتسوق الواقعي

قالت نسرين بستاني، مديرة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي في مركزي «ميركاتو» و«تاون سنتر جميرا»: إن السياح القادمين إلى الإمارات ودبي يفضلون عادة التوجّه على مراكز التسوق والتجزئة التقليدية للتسوق والتعرف على المنتجات المحلية عل وجه الخصوص وكذلك تناول الطعام والترفيه وتفقد العديد من مراكز الخدمات التي توفرها مراكز التسوق التقليدي حالياً.

وأضافت أن الجائحة عززت عادات التسوق الإلكتروني، لكنها لم تهمش التسوق التقليدي الذي ظل الخيار المفضل لاسيما للعائلات التي ترغب في الخروج إلى المراكز التقليدية لعدة أهدف منها التسوق.

وتابعت بستاني: إن التسوق في المراكز وفي المتاجر الواقعية يوفر خيار لمس المنتج وقياسه والمساعدة في التعرف على الخيارات الأفضل وفي نفس الوقت يوفر التسوق الإلكتروني توصيل المنتج وإرجاعه في حال اختلاف المواصفات ويبقى عامل زيادة المبيعات هو الفيصل لكلا النوعين التسوق التقليدي والإلكتروني الذي يوفر ميزة التسويق وسعة الانتشار.

الإمارات السوق الأضخم في التصميم الداخلي

1
سامر العمري

أكد الدكتور سامر العمري، الرئيس التنفيذي- الشريك في «آرت أوف ليفينج» مول الذي تم افتتاحه في دبي مؤخراً، أن الطفرة الرقمية التي يشهدها قطاع التجزئة تسهم بشكل كبير في نمو المبيعات بالنسبة لبعض العلامات التجارية، وحرصنا في «آرت أوف ليفينج» مول على تقديم تجربة حقيقية تسمح للمتسوقين والمصممين الداخليين بالاطلاع على أحدث قطع الأثاث لأشهر العلامات التجارية المحلية والإقليمية والعالمية، التي يتم تقديمها لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح العمري: لاحظنا زيادة متواصلة على طلب المفروشات الفاخرة في المنطقة، مع الإشارة إلى أنّ دبي باتت حاضنةً لسوق العقارات الفخمة بامتياز، أصبحت دولة الإمارات تشكّل السوق الأضخم في مجال التصميم الداخلي في منطقة الخليج. ويتطلع مركز «آرت أوف ليفينج» والقائمون عليه إلى بناء شراكات استراتيجية مع أبرز العاملين في قطاع التطوير العقاري في المنطقة، متطلعين بثقة إلى الاستحواذ على 30% من المشاريع السكنية المفروشة في الدولة.

وأضاف أن قطاع الأثاث والديكور يشهد نمواً كبيراً فيما يتوقع أن يصل حجم سوق التصميم الداخلي الخليجي إلى 5,2 مليار دولار (17.5 مليار درهم) بحلول العام 2025، ويعود ذلك إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها النمو السكاني والازدهار العمراني وتنامي قطاع العقارات، بالإضافة إلى زيادة الطلب على التصاميم المستدامة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p85zhsv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"