عادي

المنافسة بين الطب والفلسفة

14:50 مساء
قراءة دقيقتين
أبوظبي: «الخليج»
أصدر مشروع «كلمة» في مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، الترجمة العربية لكتاب «جالينوس والتلقي العربي لطيماوس أفلاطون» لأيلين داس، ونقله إلى العربية أحمد سمير سعد، وراجعه ناصر أبو الهيجاء.
ويطمح الكتاب لإلقاء الضوء على المنافسة الشرسة التي دارت بين الطب والفلسفة في العصور العتيقة والوسطى وفي العالم الإسلامي على مساحات النفوذ والسلطة المعرفية، ويدرس كيف سعى جالينوس إلى مد سلطة الطب نحو ما هو خارج الجسد، مستعيناً في ذلك بـ«محاورة طيماوس» لأفلاطون التي ربطت بين الجسد والنفس والكون بأكمله، مؤكداً بذلك قدرة الطبيب على الاشتباك مع هذه الموضوعات جميعها.
كما يكشف الكتاب عن أن تلقي مفكري العالم الإسلامي لإرث «جالينوس» لم يكن سلبياً على الإطلاق؛ بل حاوروه وانتقدوه وخرجوا برؤاهم الشخصية التي سعوا من خلالها إلى التدشين لمذاهبهم الخاصة وإسهاماتهم، وأعادوا ترسيم حدود التخصص وفق ميولهم ومعتقداتهم؛ إذ حاول حُنين بن إسحاق الارتقاء بمكانة التخصصات الفرعية في الطب، في حين سعى أبو بكر الرازي إلى مد سلطة الطب لتشمل الميتافيزيقا، إلا أن ابن سينا وموسى بن ميمون حاولا من جديد تعزيز التمييز بين ما هو فلسفي وما هو طبي، كلٌ على طريقته ومن أجل أهداف متباينة.
ولم تكتف المؤلفة بذلك؛ بل حاولت ربط هذه الدراسة التاريخية بالواقع الحالي؛ إذ تشير إلى أن استعراضها ربما يكشف، نوعاً ما، عن طبيعة الجدل الدائر حالياً حول العلوم الإنسانية الطبية وعلاقتها بالتخصص الطبي، وكيف أنها قد تسهم، في الوقت الحاضر، في إعادة تصور شكل التخصص الطبي وإدراك الأطباء لهوياتهم وأدوارهم.
وتهتم مؤلفة الكتاب «الأستاذة المساعدة في كلية الدراسات الكلاسيكية والدراسات الشرق أوسطية في جامعة ميشيجان والحاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة وارويك 2013»، بدراسة طب وفلسفة العصور العتيقة والوسطى، كما تشمل اهتماماتها تلقي العالم الإسلامي لأبقراط وجالينوس، وبحركة الترجمة من اليونانية إلى العربية والسريانية، وأسهمت كذلك في ترجمة نسخ عربية لنصوص يونانية مفقودة أو مجزأة.
وباتت تستهدف مؤخراً دراسة الجدل الذي قام بين الطب والفلسفة في العصور العتيقة والوسطى، وكيف أسهم الفاعلون فيه في ترسيم وإعادة ترسيم حدود التخصصين، مستهدفين اكتساب المزيد من النفوذ والسلطة المعرفية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfr9fwh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"