عادي
«التعليم»: خطة تتوافق مع متطلبات السوق سنوياً

خريجو الثانوية بين سندان الإرشاد ومطرقة العمل

01:56 صباحا
قراءة 6 دقائق

تحقيق:عبد الرحمن سعيد

مع اقتراب موعد اختبارات نهاية العام الدراسي لطلبة المدارس، تحديداً الصف الثاني عشر، وفي مثل هذه المرحلة من كل عام، تفتح أغلب الجامعات في أبوظبي باب التقديم للطلبة الجدد، للالتحاق بأي من التخصصات الأكاديمية مع بدء العام الدراسي الجديد، وتكثف جهودها في الإرشاد الأكاديمي، عبر المشاركة في المعارض التي تنظمها الجهات المعنية في الدولة، وطرح حملات تسويقية على المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل، بهدف جذب الطلبة والتعريف بالتخصصات المطروحة؛ ولكن التساؤل ما معايير الجامعات لنصح طالب دراسة بتخصص ما؟

رصدت «الخليج» خلال جولة على أكثر من معرض تعليمي أقيم لجمع الطلبة وإدارات الجامعات في مكان واحد، في خطوة نحو مساعدة الطلبة في الاطلاع على مزايا مختلف الجامعات والتخصصات التي تطرحها، ولكن على الأغلب يشارك من الجامعات مسؤولو القبول والتسجيل الذين يكونون على دراية كاملة بشروط الالتحاق بالجامعة وآليته، وأي من الاستفسارات، ولكن هل درايتهم بتخصصات الجامعة تؤهلهم لنصح الطلاب لدراسة أي من التخصصات؟ وعلى أي أساس تتم تلك الآلية؟

في المقابل تؤكد جامعات حكومية وخاصة، أنها تجري بانتظام مسوحاً ميدانية دورية لمراجعة البرامج الدراسية وإقبال الطلبة عليها، ومتابعة خريجيها ومراقبة التحاقهم بمجالات العمل المختلفة، وتنبيه الطلاب باحتياجات سوق العمل عبر الندوات التوجيهية للطلبة في المدارس، أو في معارض التعليم، أو المؤتمرات والندوات الموجهة إلى أولياء الأمور في داخل الجامعة، خلال الأيام المفتوحة، أو الندوات الرقمية.

خدمات الإرشاد

كشف محمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع جودة الحياة الطلابية في مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي عن عمل المؤسسة سنوياً على إعداد خطة الإرشاد الأكاديمي والمهني بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل.

وقال: «لدينا أكثر من 424 مرشداً أكاديمياً يعملون في المدارس ويتولون مهمة إرشاد الطلبة وتوجيههم لأفضل المعايير والممارسات، وسنوياً لدينا أكثر من 20 ألف طالب وطالبة في الصف الثاني عشر، يستفيدون من خدمات الإرشاد الأكاديمي والمهني التي تقدمها المؤسسة. ونعمل على إشراك أولياء الأمور بشكل دائم، لتوفير أفضل الخطط الأكاديمية للطلبة في مراحل التعليم المختلفة. كما نعمل على مواكبة توجهات الدولة في مجالات الفضاء والاستدامة والذكاء الاصطناعي، بتوجيه الطلبة لدراسة تخصصات ذات الصلة بتلك التخصصات، وعملنا على بناء شراكات فعالة مع مختلف مؤسسات التعليم العالي، ولدينا برامج مشتركة بخصوص إرشاد الطلبة بمساراتهم الأكاديمية المستقبلية تستمر على مدار العام الدراسي، وهدفنا الوصول إلى اقتصاد معرفي مستدام بتعاون جميع الجهات، بما يتوافق مع الاتجاهات العالمية ويحقق المستهدفات الوطنية التي ترتكز في مجملها على جودة المخرج التربوي».

وأضاف «أولت المؤسسة اهتماماً بالغاً بالإرشاد الأكاديمي، والعمل على إكساب الطلبة مهارات وأدوات مستقبلهم، جزء من جهودنا المتواصلة في هذا المجال، ومنظومتنا التعليمية الوطنية منظومة مرنة ومواكبة لاحتياجات المستقبل بفضل دعم القيادة الرشيدة ومتابعتها الحثيثة، ونتطلع إلى مدّ جسور التعاون مع المعنيين من أجل تعزيز أوجه التعاون، بما يخدم مستقبل طلبتنا».

وقال: المؤسسة لكونها جهة تعليمية اتحادية فإن مبدأ استشراف المستقبل أحد أهم ركائزها،. ونوضّح هذا المبدأ بهدف إعداد الطلبة وتهيئتهم للمستقبل، ولدينا برامج مكثفة لإرشاد الطلبة والعمل على تمكين مساراتهم الأكاديمية، وفقاً لما يلبي احتياجات الدولة من تجهيز الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة.

تخصصات جديدة

وأكدت «جامعة زايد» أنها تجري التحديث المستمر لبرامجها لمواكبة متطلبات سوق العمل، وقد خضعت جميع البرامج في التخصصات الموجودة فيها لدراسات تقييم حاجة السوق، وعليه طرحت عدداً من البرامج والتخصصات الجديدة، منها: بكالوريوس العلوم في تحوّل الأعمال، وفي الابتكار الاجتماعي، وفي نظم الحوسبة، وفي الاستدامة، وبرامج الفنون والصناعات الإبداعية.

وتهدف البرامج التي صممها أعضاء هيئة التدريس، إلى منح الطلبة مواد علمية تجمع بين التعليم النظري والخبرة العملية، ابتداء من اليوم الأول وتوفر فرص التدريب والتوجيه على يد الخبراء المتخصصين، بهدف استيعاب تخصصاتهم المختارة، بما يضمن لهم المهارات اللازمة للالتحاق بسوق العمل والارتقاء بحياتهم المهنية بعد التخرج.

وأكدت الجامعة أنها تجري بانتظام مسوحاً ميدانية دورية لمراجعة البرامج الدراسية وإقبال الطلبة عليها، وتتابع خريجيها وتراقب التحاقهم بمجالات العمل المختلفة. مشيرة إلى دور إدارة الشؤون المهنية للطلبة والخريجين ومجلس إدارة رابطة الخريجين في تفعيل المبادرات والأنشطة السنوية التي تعزز تواصل الجامعة مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية ومؤسسات العمل الخاصة، وتكوين شراكات تعزّز البرامج التعليمية والمهنية وجلب المزيد من فرص العمل للطلبة والخريجين.

سوق العمل

وقالت ليلى كروما، مديرة أولى قسم القبول والتسجيل في «جامعة أبوظبي»: تراعي الجامعة في مختلف المجالات تنبيه الطالب إلى البرامج المطروحة داخل الدولة، واحتياجات سوق العمل، خلال الندوات التوجيهية للطلبة في المدارس، أو في معارض التعليم، أو المؤتمرات، والندوات الموجهة إلى أولياء الأمور داخل الجامعة خلال الأيام المفتوحة أو الندوات الرقمية لمدير أول قسم القبول والتسجيل، حيث إن الجامعة تولي أهمية لهذا الموضوع، عملاً مجتمعياً لمساعدة الطالب وولي الأمر، وكذلك الأدوات التعليمية التي تشاركها مع الطلبة لتساعدهم على قياس مدى ملاءمة التخصص لميولهم الأكاديمية والعلمية.

وأوضحت أنه بعد تسجيل الطالب واختياره التخصص، تستمر عملية الإرشاد الأكاديمي من مرشدي الكليات والبرامج، لضمان اتباع الطالب لأفضل خطة دراسية توصله للتخرج بجدارة واقتدار.

وأشارت إلى أن الجامعة لديها مجموعة مختارة من الشركاء الاستراتيجيين الذين يرأسون عدداً من الشركات المهمة في الدولة، وبمساعدتهم وآرائهم بخصوص كفاءات الخريجين يساعدون الجامعة باستمرار، على تطوير المنهاج بما يناسب ويتلاءم مع احتياجات سوق العمل. وفي جانب آخر، تحدّث المناهج الدراسية بالتعاون مع مختلف القطاعات، لضمان مواكبة مخرجات التعليم مع احتياجاتهم ومتطلبات سوق العمل، ليكون الخريج قادراً على تقديم إضافة لسوق العمل فور تخرجه.

وقالت في ما يتعلق بالإشكاليات التي تواجه الطلبة في اختيار التخصصات، إنه في بعض الأوقات يكون الطالب أو الخريج، ليس لديه الخبرة أو الرؤية المستقبلية لسوق العمل، ومازال يؤمن بالوظائف القديمة. وواجبنا عن طرق التوجيه والاختبارات التي يخضع لها مساعدته في اختيار أنسب تخصص لميوله الأكاديمي، وبما يتلاءم مع درجاته العلمية.

وأشارت إلى أن الدور الأكاديمي والتربوي والإحساس بأهمية الخدمة المجتمعية وبناء جيل مؤهل لتلبية الأجندة الوطنية، يحتم علينا توجيه الطالب لأفضل الاختيارات، وما يتلاءم مع توجهاته وقدراته واهتماماته، ومع احتياجات سوق العمل، حيث إننا نعدّ جيل الغد وقادة المستقبل، لذا نحرص على أن تكون نقطة الانطلاق صحيحة وسليمة بأكبر قدر ممكن.

وظائف المستقبل

وقال الدكتور غالب رفاعي، رئيس «جامعة العين» إن الجامعة تحرص عند طرح أي برنامج جديد، على إجراء دراسة مستفيضة لاحتياجات سوق العمل على المدى الطويل ووظائف المستقبل، بحيث تضمن مواصلة استيعاب السوق لأفواج الخريجين من هذه البرامج، وإجراء استبانات دورية لمعرفة رأي الطلبة وأولياء الأمور في أهم التخصصات، ولقياس مدى اهتمامهم بالبرامج لتحديد أهمها، وعبر جميع هذه البيانات والدراسات نتمكن من اتخاذ القرارات الخاصة بإطلاق البرامج الجديدة.

وأضاف: تعمل الجامعة على الدوام على استشراف المستقبل والتعرف إلى احتياجات سوق العمل المتوقعة خلال مراحل زمنية مستقبلية طويلة، وتتّخذ الجامعة إجراءات احترازية أخرى لضمان تحقيق أعلى مستويات التوازن بين حاجة السوق وأعداد الخريجين، لضمان حصول طلبتها على فرص وظيفية أفضل.

مرشدون متخصّصون

وطالب الطالب محمد علي البلوشي، بضرورة توفير المرشدين الأكاديميين في المعارض المختلفة التي تعقد بمشاركة الجامعات المحلية والعالمية.

ووافقه الرأي الطالب سالم خميس المري، حيث قال إن هناك عدداً من الجامعات تتجمل في أعين الطلبة والمتقدمين، كما أن متخصّصي القبول والتسجيل الذين يعرّفون بجامعاتهم قد يكونون على غير دراية باحتياجات سوق العمل، ما قد يتسبّب بتقديم نصح أو إرشاد خطأ للطالب الذي قد يتضرر على المدى البعيد، من دون دراية.

الإرشاد الأكاديمي

قالت إليازية محمد، إنها عندما تخرجت في الصف الثاني عشر كانت مشتتة فكرياً في اختيار التخصص ما بين آراء أسرتها، ورأيها الشخصي، واحتياجات سوق العمل، فقررت السماع للإرشاد الأكاديمي الذي قد يفيد في اختيار التخصص المناسب، وبناء عليه درست إدارة الأعمال، وتخرجت عام 2020، واستمرت رحلة بحثها عن العمل، أكثر من عامين متتاليين، وأخيراً التحقت بوظيفة إدارية لا علاقة لها بتخصص دراستها.

واقترحت أن يكون الإرشاد الأكاديمي من الجهة المعنية بدراسة احتياجات سوق العمل، وليس من الجامعات، حيث إن اتباع هذه الآلية سيسهم بشكل فعال في توظيف طاقات الشباب، ما سيعود بالنفع على أصحاب العمل والخريجين في آن واحد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mvke39w

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"