عادي

زايد للمحميات الطبيعية.. بيئة نموذجية لحماية التنوع واستدامة التراث الطبيعي

13:19 مساء
قراءة 4 دقائق
أبوظبي/ وام
تعكس شبكة زايد للمحميات الطبيعية في أبوظبي، احتفاء دولة الإمارات بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتقدير جهوده التي حققها في سبيل حماية البيئة والتنوع البيولوجي في الدولة، وفي مناطق أخرى حول العالم، فضلاً عن إسهاماته التي حظيت بالإشادة على نطاق واسع في مجال المحافظة على الحياة البرية والتراث الطبيعي.
وتشكل الشبكة التي تضم 20 محمية طبيعية بيئة متكاملة وشاملة تضم عدداً من أفضل وأهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة، وتمثل حجر الزاوية لحماية التنوع البيولوجي وجهود حماية النظم البيئية والتراث الطبيعي والثقافي. ويعد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو بدبي، منصة متميزة لتبادل وجهات النظر والأفكار لتعزيز العمل المناخي، والترويج لتطبيقات المحافظة على الحياة الفطرية وتنميتها، وهو ما يتماشى مع جوهر الجهود التي بذلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لترسيخ التنوع البيولوجي، عبر سن التشريعات، وإنشاء المناطق المحمية والتوسع فيها، من أجل المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإعادة توطينها في مناطق انتشارها الطبيعية داخل الدولة وخارجها.
ونجحت شبكة زايد للمحميات الطبيعية في تسجيل أنواع من الحيوانات اعتبرت منقرضة، أو لم يتم تسجيلها لأكثر من 20 عاماً في الطبيعة، واكتشاف أنواع جديدة سجلت لأول مرة على مستوى العالم أو على مستوى الدولة، كما أسهمت الشبكة في الحفاظ على الموائل والأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض، مقارنة بالأنواع خارج نطاق المحميات بسبب المهددات البشرية كالاحتطاب والرعي الجائر.
وتتميز شبكة زايد للمحميات الطبيعية باحتوائها على عدد من أهم وأفضل الموائل البرية والبحرية في الإمارة، لما تضمه من موائل غنية بالتنوع البيولوجي من حيث عدد وكثافة أنواع النباتات والحيوانات المحلية، إضافة إلى استيعابها الكائنات المهددة بالانقراض على المستويين المحلي والعالمي. وتعد الشبكة ذراعاً بيئية مستدامة تستخدمها هيئة البيئة أبوظبي لتنفيذ برامج صون وحماية الأنواع المهددة بالانقراض، والإسهام في الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، بما يضمن استدامة الموارد وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها.
وأسهمت شبكة زايد للمحميات الطبيعية في تحقيق الاستقرار لعدد كبير من الكائنات مثل السلاحف البحرية وأبقار البحر والمها العربي وزيادة أعداد الطيور، مثل الفلامنجو والحبارى واستقرار البيئات، مثل الشعاب المرجانية والقرم، فضلاً عن تعزيز مكانة الدولة على خريطة العمل البيئي العالمي؛ إذ تؤكد جميع الاكتشافات مؤخراً تسجيل أنواع كانت قد انقرضت، أو لم يتم تسجيلها لأكثر من 20 عاماً مثل القط الصحراوي والوشق وغيرها، كما يستمر اكتشاف أنواع جديدة تسجل للمرة الأولى على مستوى العالم، أو مستوى الدولة.
وتكللت جهود هيئة البيئة أبوظبي في حماية الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض عالمياً، بإدراج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي على قائمته الخضراء للمناطق المحمية، في إنجاز جديد يضاف إلى الإنجازات العديدة التي حققتها محمية الوثبة التي أصبحت في عام 2013، أول محمية في أبوظبي تُضم لقائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، والذي تلاه انضمام محمية بو السياييف البحرية لقائمة محميات الأراضي الرطبة عام 2016 لدورهما في الحفاظ على الموروث الطبيعي للإمارة، والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.
وتمتاز المحميات البحرية في إمارة أبوظبي بوجود أكبر تجمع في العالم لأبقار البحر بعد أستراليا، بواقع 2762 بقرة بحر في محمية مروح، إضافة إلى وجود أكبر قطيع من الدلافين الهندية، إلى جانب نجاح المحميات البحرية في احتضان السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، بما يؤكد أهمية المحميات في الحفاظ على الحياة الفطرية.
وتعمل هيئة البيئة أبوظبي على تعزيز فاعلية إدارة المناطق المحمية، من خلال إعداد وتنفيذ خطط تطويرية للمواقع المحمية، والتي تتضمن تصميم وتنفيذ برامج الرصد البيئية، وتعزير برامج التفتيش والحماية، وتطوير البنية التحتية والمرافق، وتطوير الخطة التشغيلية والصيانة، وتعزيز وتدريب الكوادر الوطنية وفق أحدث المعايير العالمية المستخدمة في إدارة المناطق المحمية من أجل ترسيخ المكانة العالمية المتميزة التي تحتلها إمارة أبوظبي، من حيث مساحة المحميات الطبيعية بالنسبة إلى عدد السكان في الإمارة؛ حيث تحتل المرتبة الأولى إقليمياً والعاشرة دولياً وفقاً للمقارنات الإقليمية والعالمية.
وتضم شبكة زايد للمحميات الطبيعية 20 محمية موزعة على 14 محمية برية تمثل 16.9% من مساحة أراضي الإمارة، و6 محميات بحرية تمثل 13.9% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتضم قائمة المحميات البحرية، متـنـزه السعديات البحري الوطني الذي يقع في المنطقة البحرية المتاخمة لجزيرة السعديات، وهي موطن يتميز بوفرة الحياة البحرية مثل سلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض. وتعد محمية الياسات المحاطة بالشعاب المرجانية موطناً مهماً للعديد من الكائنات البحرية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ynkats2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"