سيد الملاعب الإنجليزية

23:09 مساء
قراءة دقيقتين

في عالم كرة القدم مدربون صنعوا المجد لأنفسهم، قبل أن يقودوا أنديتهم إلى قمة الهرم، مدربون يختلفون في أسلوب التفكير والتخطيط والتنفيذ، وعلى خارطة كرة القدم العالمية هناك مدربون تحولوا إلى أساطير، وحفروا أسماءهم في سجلات التاريخ التي خلدت ذكراهم، وفي زمننا الحالي يفرض الفيلسوف بيب غوارديولا نفسه واحداً من الأساطير الذي غيروا قواعد ومفاهيم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، لما يملكه من دهاء كروي خارق، كيف لا وهو صاحب السداسية التاريخية مع برشلونة، والمدرب الذي لعب دوراً رئيسياً وأضاف المتعة إلى كرة القدم الحديثة، وأضاف بعداً جديداً وجميلاً إلى الكرة الألمانية، كانت تفتقدها عندما تولى القيادة الفنية لبايرن ميونيخ، وهو الذي غيّر لون مدينة مانشستر من اللون الأحمر، وجعلها تكتسي باللون الأزرق السماوي، بعدما كانت حمراء لعقود طويلة.

والمدرب الإسباني غوارديولا قد استولى على سيادة الملاعب الإنجليزية، وهيمن على لقب أقوى الدوريات الأوروبية، وقلب موازين وقوانين كرة القدم في العالم، متفوقاً على منافسيه وساحباً البساط من تحت أقدام حاملي دوري الأبطال، وأنهى جيلاً لريال مدريد قد يحتاج إلى سنوات طويلة للعودة لمنصات التتويج الأوروبية، بعدما لقّن الريال درساً من الصعب نسيانه، وأذاقه واحدة من أقسى هزائمه في البطولة الأوروبية، وهو المدرب الوحيد الذي أخرج ريال مدريد من دوري الأبطال ثلاث مرات.

غوارديولا وجد في مانشستر سيتي البيئة المثالية لمشروع طموح بإمكانات مذهلة، ونجح في ترجمتها بأسلوبه الاستثنائي على أرض الواقع، وجعل لمان سيتي مكانة مرموقة عالمياً وقاده إلى النهائي الثاني بالشامبيونزليج في زمن قياسي، وبات على بُعد خطوة أخيرة لتحقيق الحلم مع السيتي بتحقيق لقب دوري الأبطال، تلك الإنجازات صاحبتها العديد من الأرقام القياسية التي ميزت مسيرة غوارديولا على استاد الاتحاد، بسجل خالٍ من الهزائم في 26 مباراة متتالية في دوري الأبطال منذ 2018، ويعد ثاني أكثر المدربين وصولاً إلى دوري الأبطال، ولا يتفوق عليه سوى أنشيلوتي بفارق مباراة واحدة، كما أصبح أسرع المدربين تحقيقاً للفوز رقم 100 في دوري الأبطال، وهو الوحيد الذي لا يزال يقاتل على عدة جبهات حتى هذه اللحظة من الموسم.

آخر الكلام

الفيلسوف غوارديولا، أصبح يقف على بوابة مجد جديد، ولا تفصله سوى أيام قليلة عن تحقيق حلم الثلاثية التاريخية، وتعد الأيام القليلة القادمة هي الأهم في مسيرة النادي الذي أصبح يتزعم الأندية الإنجليزية، ويحلم بزعامة أوروبا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2dshswb6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"