لحظة فارقة

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا عدنا إلى التاريخ القريب منذ بداية الألفية أو قبلها بسنوات، فإن أكثر ما يلفت انتباهنا ونعيش تفاصيله اليوم هو حال الاستقرار الذي تنعم بها بلدان الإقليم. فمنطقة الخليج لم تشهد يوماً استقراراً مماثلاً لما تشهده الآن، فهي تمر بمرحلة مشرقة بدأت تظهر بشكل واضح مع خطوات التقارب التي اتخذتها وتعمل على اتخاذها دول المنطقة العربية، والمحيطة بها فرادى أو مجتمعة.

يبدو واضحاً أن السياسات الجديدة في المنطقة الأوسع نطاقاً تميل باتجاه تصفير المشاكل أو تقليلها إلى الحد الأدنى، فبعض الدول لم تعد قادرة على تحمل الاضطرابات، أو الانشغال بها، لأن التعب أرهقها وأفقر اقتصاداتها، واستنفد دخلها وأثر في نموها الذي بات سالباً، فيما التضخم ينهش جيوب شعوبها، والبطالة تحوّل شبابها إلى قنابل موقوتة قد تنفجر في أية لحظة.

يبدو واضحاً أيضاً، أن المهاترات في منطقتنا وإقليمنا، وعلى الرغم من التسميات التي أخذتها والأشكال التي خطتها والأسباب التي تمسكت بها، مرهقة وغير مضمونة النتائج، وأن قناعات تولدت لدى الساسة بأن الفاتورة المالية والاقتصادية مكلفة جداً، وأن لا طريق متاحاً الآن إلا للتنمية والبناء والتعاون المشترك بين دول الإقليم والمنطقة.

أمام هذه اللحظة التاريخية، تُفتح الأبواب لمرحلة جديدة تتيح لدولنا العربية ودول المنطقة عموماً، النهوض بشعوبها واستغلال إمكاناتها وثرواتها لتحقيق مستقبل مزدهر يواكب - لا بل ويتقدم على - ما تفعله دول العالم منذ زمن لأن منطقتنا تمتلك الكثير من الإمكانات الكامنة.

ما تقدم هو توصيف للأجواء الإقليمية التي أصبحت واقعاً يعيش تفاصيله اقتصاد الإمارات الذي يحقق مزيداً من النجاح والنمو في هذه الأجواء، واستعداده لقطف ثمار هذه اللحظة بعلاقات دولتنا الطيبة مع جميع الدول، وبإمكاناتها المبهرة في مختلف القطاعات، وبالرؤية التي تمتلكها سواء في الإدارة الحكومية أو على صعيد ابتكارات القطاع الخاص.

لن نتحدث هنا عن الجهود الجبارة التي اتخذتها القيادة السياسية في دولة الإمارات، لترطيب الأجواء بين دول المنطقة عموماً، بل عن النموذج الإماراتي في البناء والابتكار والتنمية.

وهذا الأمر اعتادت دولة الإمارات عليه عند كل مفترق، ولطالما ارتكزت في علاقاتها مع محيطها على مبادئ الأخوة وحسن الجوار والمصالح المشتركة والتنمية الشاملة والجامعة، حتى يستفيد الجميع من التقدّم الحضاري.

وعند كل مفصل، كان هذا منطلق دولة الإمارات في التعاطي مع مجريات الأحداث، لتبني دائماً على الأسس الجامعة للأمة ومصالح دول المنطقة وشعوبها في إطار من التعاون نحو غدٍ أفضل وأكثر إشراقاً، وهي في هذا الإطار لم تبخل يوماً في تقديم نماذج التنمية كتجارب يستفيد منها الآخرون.

اقتصاد الإمارات الذي واصل نموه المستدام منذ تأسيس دولة الاتحاد قبل 50 عاماً، وتعامل مع مستجدات كل مرحلة بحكمة وبنى المدماك فوق المدماك، أصبح اليوم صرحاً من التنمية والتطوير والابتكار، تتطلع دولة الإمارات من قمة هذا الصرح نحو آفاق جديدة، في محيط خليجي وعربي وإقليمي أكثر قدرة على النهوض. وللحديث بقية..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ra5me69

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"