لو حُلّت مشاكل الإسكان في أغلبية دولنا العربية، لحُلّت الكثير من مشاكل الناس وقضاياهم؛ لأن أغلبية الناس للأسف في هذه الدول، إن لم يكن معظمها، يقضون أعمارهم كلها، وهم يحاولون تأمين مساكن لهم ولأسرهم، وقد يتوفاهم الله، ويورثون ديون بيوتهم إلى أبنائهم، ليدخلوا هم أيضاً في براثن البنوك والسداد والديون، بدل أن يبحثوا عن حياتهم ومستقبلهم.
مشكلة السكن، هي القضية الكبرى في كثير من دول العالم، ونعرف جيداً المشاكل البنكية التي تنشأ عن هذا القطاع، وكيف ظهرت أزمة الرهن العقاري في أمريكا عام 2007، بسبب تهافت البنوك على منح قروض عالية المخاطر للأفراد، وتوالت الأزمة إلى أن تنازعت معظم البنوك على الوحدات السكنية نفسها، ووجد أغلبية المنتفعين أنفسهم غارقين في الديون بلا منازل.
في الإمارات، حقيقة ساطعة كالشمس، فلا يمرّ شهر من دون أن تكون هناك مكرمة سكنية أو قروض حسنة، أو سداد ديون، وقبل أسبوعين فقط، وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اعتمد سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي، ميزانية بقيمة 85.4 مليار درهم؛ لتطوير مساكن وأحياء مجتمعية متكاملة توفر نحو 76 ألف مسكن وأرض سكنية، خلال خمس سنوات، بهدف، «توفير المسكن الملائم والعصري للمواطنين، وتحقق لهم الاستقرار الأسري، وترفع عن كواهلهم أعباء توفير وحدة سكنية»، كما جاء في الخبر.
وبالأمس أيضاً، اعتمد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، حزمة موافقات سكنية جديدة لمواطني الدولة، تبلغ قيمتها 1.6 مليار درهم، وتشمل 2000 مواطن، ضمن «برنامج الشيخ زايد للإسكان»، بهدف «توفير الحياة الكريمة والمسكن الملائم لجميع المواطنين، بما يلبي احتياجاتهم ويعزز استقرارهم ورخاءهم، ويرتقي بجودة حياتهم».
وفي الشارقة، وقبل أيام فقط، وبتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اعتمد المجلس التنفيذي برئاسة سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، الدفعة الثانية من مستحقي منح الأراضي السكنية والاستثمارية لعام 2023، التي يبلغ إجمالي المنتفعين منها 2500 منتفع، ليصل إجمالي عدد منح الأراضي لدفعتي 2023 إلى 4000 قطعة أرض، «بهدف توفير حياة كريمة ومستقرة للمواطن والأسرة الإماراتية».
كل هذه الأخبار الطيبة صدرت في شهر مايو/أيار الذي لم ينقضِ بعد، عن قادة عظماء، يعرفون كيف يؤمّنون الحياة الكريمة لأبنائهم؛ لأنهم يدركون تماماً بأن من يسكنون آمنين مطمئنّين في منازلهم، سيكون عطاؤهم أكبر، وسيقدمون لبلادهم أكثر وأكثر.
