عادي
فريق جامعي يدرس 6 منها في «المدينة القديمة»

مشروع بحثي لحماية المنازل التراثية في رأس الخيمة

16:05 مساء
قراءة دقيقتين
رأس الخيمة: عدنان عُكاشة
أطلق فريق بحثي من «الجامعة الأمريكية» في رأس الخيمة، بحثاً ميدانياً ومشروعاً تجريبياً، هدفه الحفاظ على التراث العُمراني في الإمارة، واتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة وضع المنازل التراثية، بمُشاركة طلبة الهندسة المعمارية في توثيق بعض المنازل التاريخية بمنطقة المدينة القديمة، بتمويل «مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبُحوث السياسة العامة».
وأكدت الجامعة، أن حال المساكن التراثية والمباني القديمة في رأس الخيمة، التي تتميز بتراثها المعماري، واستخدامها لمواد بناء مُتنوعة، دفعت مجموعة الباحثين وطلبة الهندسة المعمارية في الجامعة، إلى تنفيذ المشروع الجديد، للإضاءة على أهمية الحفاظ على التراث العُمراني، حيث تتعرض المنازل القديمة للإهمال، في غياب عمليات الترميم والصيانة.
وأشار فريق البحث، الذي يقوده الدكتور توفيق أبوهنطش، ويضم الدكتورة إيمان العاصي، والمهندسة عبير أبو رائد، إلى أن «كورنيش رأس الخيمة القديم» يُقدم مشهداً نموذجياً للمباني التقليدية المتدهورة، المنتشرة مُقابل الساحل، التي بُنيت في المُتوسط منذ أكثر من 60 عاماً، من المواد التقليدية، وأبرزها الحجر المرجاني ورمل البحر الممزوج بالأصداف البحرية، في حين أن معظم المساكن في حال سيئة حالياً، وبعضها يُستخدم لأغراض التخزين، بينما يحظر القانون هدمها. لافتاً إلى أن تضاؤل القيمة الاقتصادية للمباني القديمة، جعلها غير مرغوب فيها، مُقابل تصاعد قيمة الأراضي المُشيدة عليها، وضعف الوعي العام بالأهمية الثقافية للمباني التراثية.
وقال فريق الباحثين: إن المشروع حدد 6 منازل تاريخية، وفقاً لمعايير محددة، قبل أن يبدأ الطلبة عملهم الميداني، الذي امتد 6 أشهر، التقطوا خلالها صوراً لمكونات المنازل الخارجية والداخلية، وعملوا على قياس وتسجيل الزخرفة على جدران وأسقف المباني، للتحقق من دقة قياساتهم، مع توظيف مسّاح محترف، ثم نُقلت البيانات والوثائق إلى استوديوهات الجامعة، حيث حوّلت القياسات والرسوم إلى رسوم فنية، باستخدام برامج متخصصة، مثل AutoCAD و Revit، وتمكن الطلبة من إنتاج رسوم دقيقة، ثنائية الأبعاد وثلاثية، وأنتجوا شرائح ملونة، عُرضت للجمهور.
وقال د. محمد الزرعوني، النائب المشارك للأبحاث وخدمة المجتمع في الجامعة: إن تثقيف الأجيال الشابة بقيمة التراث وتأثيره في حياتهم، لا يقل أهمية عن الحفاظ عليه. ومن الخطط الاستراتيجية المهمة دمج وثائق البناء التاريخية في مناهج التدريس لبعض البرامج التعليمية، مثل الهندسة المعمارية، عبر إنشاء وحدات تعليمية ذات نتائج تعليمية محددة، وتشجيع الطلبة على الاندماج المباشر مع تراثهم، والتعرف على أهميته في سياق فهم المجتمع وثقافته الحديثة.
وأشار إلى تصميم دورتين من المنهج المعماري في الجامعة، هما التصميم الحضري والحفاظ على العمارة التاريخية، لدراسة السياق الحضري لمدينة رأس الخيمة القديمة، والنظر في استراتيجيات الحفاظ عليها. مُؤكداً أن المشروع كان له تأثير عميق في علاقة الطلبة بالتراث الثقافي لرأس الخيمة، وفهمهم له.
وقال الدكتور أبوهنطش، الأستاذ المشارك في الهندسة المعمارية والتصميم والتاريخ والنظرية، إن الحفاظ على المباني التُراثية، المهمة للموروث الثقافي، ضروري، قبل أن تختفي، وهي تُمثل الثقافة الغنية للمجتمع الإماراتي في رأس الخيمة، ويعدّ التوثيق أداة أساسية للاحتفاظ بسجل خاص للمباني التاريخية، ولإتاحتها للرجوع إليها مُستقبلاً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8j9ac7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"