عادي

ملتقى المسرح العربي: الخشبة تمتلك معجمها الموسيقي الخاص

14:42 مساء
قراءة 4 دقائق
تواصلت مساء الأحد، في المركز الثقافي في دبا الحصن، فعاليات الدورة السادسة من «مهرجان المسرح الثنائي» الذي تقيمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة. واستهلت أنشطة اليوم الثالث للمهرجان بالجلسة الختامية لـ«ملتقى الشارقة الثامن عشر للمسرح العربي»، الذي جاء هذا العام تحت عنوان «المسرح والموسيقى»، وأدارها عبد الله راشد (الإمارات)، وكانت أولى مداخلاتها تحت عنوان «الموسيقى في المسرح العربي.. أي حضور» للفنان المغربي رشيد برومي، الذي سجل جملة من الملاحظات النقدية حول طرق استخدام الموسيقى في تجارب المسرح العربي، أكانت حية تلك الموسيقى أم مسجلة، بآلة واحدة أم بمجموعة آلات، بمقامات شرقية أم بسواها، مشيراً إلى أن الموسيقى استخدمت في العروض المسرحية العربية في معظم الأحوال على نحو تزييني لا علاقة له بالخط الدرامي والهوية الفنية للعمل المسرحي.
وتطرق برومي إلى بعض النماذج البارزة في ما يعرف بـ «المسرح الغنائي» في مصر ولبنان والمغرب، وقال إنها أقرب إلى حقل الموسيقى منها إلى المسرح. وتحدث عن التحدي الأساسي الذي يواجه أي توظيف للموسيقى في الأعمال المسرحية، ويتمثل في ألا تطغى وتكون أكثر تأثيراً على المتلقي من الخطاب المسرحي. وذكر أن موسيقى العرض المسرحي تصدر عن حركة الممثل وإيقاعه، وتناغم حضوره فوق الخشبة مع العناصر التي تشكل السينوغرافيا، مشدداً على أن «للمسرح معجمه الصوتي الخاص، وكل ما يفعله المؤلف الموسيقي هو أنه يقوم بتأطير موسيقى العرض». وتطرق الباحث المغربي إلى تجربته في التأليف الموسيقي المسرحي.
وتحت عنوان «أبو الفنون والموسيقى.. مسرحية تقاسيم على العنبر نموذجاً» استعرض الباحث رعد خلف تجربته الشخصية في تأليف المادة الموسيقية المصاحبة للمسرحية التي أخرجها جواد الأسدي، مفصلاً منهجه في إعداد الموسيقى، بداية من مرحلة البروفات، وصولاً إلى تقديم العرض بشكله النهائي. واستمع الحضور إلى بعض المقاطع التي ألفها خلف لتشكيل الجانب العاطفي والأثر التعبيري للعرض المأخوذ عن قصة «العنبر رقم 6» للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف، ويحكي قصة مجموعة من الفنانين والمفكرين حجزوا في مصح عقلي.
وعن التحديات المادية والتقنية التي تنهض أمام أي محاولة لصناعة عرض مسرحي موسيقي، تحدث المخرج المصري هاني عفيفي في مداخلته المعنونة بـ «المسرح والموسيقى.. الإشراقات والتحديات»، منطلقاً من تجربته الشخصية، وذكر أن الإمكانات الإنتاجية لكل عرض مسرحي هي التي تفرض نوع وحجم الدور الذي يستعان فيه بالموسيقى، مشيراً إلى أن التحدي الإنتاجي «يظل حاجزاً أمام الفرق الصغيرة والإنتاجات محدودة التكلفة في توفير مؤلف موسيقي للعرض، وما يتبعه من توظيف عازفين لكل ليلة عرض، أو تكاليف التسجيل والمونتاج». أما التحدي التقني الأكبر في توظيف الموسيقى الحية مسرحياً فيتمثل في «الهندسة الصوتية ومراعاة حسابات السعة الاستيعابية لعدد المتفرجين، وإمكانيات وصول الصوت بوضوح وأريحية إلى كل متفرج، لاسيما مع قلة المسارح التي تحتوي على مكان للموسيقيين، وتنوع صالات العرض التي يعرض بها العرض خلال الفعاليات المختلفة».
وأضاف موضحاً: «في كثير من الأحيان يحاول المخرجون توظيف بعض الآلات في سينوغرافيا العرض المسرحي لمزيد من الاستفادة من توافر العزف الحي، وهنا يجب على المخرج مراعاة نوع الآلات في توزيعها، لتكون الهندسة الصوتية شريكاً في التشكيل الجمالي للعرض، ومعرفة المخرج بأساسيات الهندسة الصوتية وكذلك ثقافته الموسيقية عاملان مؤثران في حسن اختياره للموسيقى وتوظيفها في العرض».
وفي المداخلة الأخيرة التي جاءت تحت عنوان «الموسيقى وأسئلة التأصيل والتحديث في المسرح العربي- المغرب نموذجاً»، استعرض عبد المجيد فنيش تجارب بعض المسرحيين في المغرب، الذين عمدوا إلى توظيف الموسيقى التقليدية بألحانها وآلاتها لصياغة هوية محلية لعروضهم المسرحية، مشيراً إلى أن للسلم الموسيقي الشرقي خصوصيته التي يجب التنبه إليها عند استثمار الموسيقى مسرحياً.
وفي ختام الملتقى قدّم أحمد بو رحيمة، مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة مدير المهرجان، شهادات شكر وتقدير للمشاركين فيه.
  • نافذة وشمعة
وفي برنامج العروض، شهد الجمهور المسرحية المصرية «النافذة» للمخرج محمد مرسي، أداء إسلام عبد الشفيع ورضوى حسن، وفي المسرحية التي كتب نصها البولندي إيرينيوش إيريدينسكي، ينتبه «الزوج» فجأة إلى وميض عود ثقاب في نافذة البيت المجاور الذي يعلم أنه يخلو من الناس، فيبقى متسمراً في مكانه ينتظر ومضة ثانية، فتنزعج «الزوجة» من شرود زوجها ومكوثه لأيام جوار النافذة، وتبدأ في طرح الأسئلة عما يشغله وما يتطلع إليه، لكنه يركز بصره في مواجهة النافذة في حالة من الجمود، وترتاب الزوجة وتغضب، قبل أن تعلم أن زوجها ينتظر بأمل أن يتكرر وميض عود الثقاب في عتمة البيت المجاور لبيتهما.
وفي الندوة النقدية حول العرض التي أدارها الناقد المصري د. عصام الدين أبو العلا، ذُكر أن نص المسرحية كتب في الأساس ليقدم في الإذاعة، وأشاد بعض المتحدثين بسينوغرافيا العرض وأداء الممثلين.
وفي البرنامج التدريبي لليوم الثالث نظم المهرجان ورشة تدريبية بعنوان «مبادئ الإخراج في المسرح المدرسي»، أشرف عليها المسرحي المغربي سفيان المسعودي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4w3r5rdu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"