الإمارات تستكشف الكويكبات

عُرفت الإمارات بأنها دولة طموحة، تبتكر سبل الإنجاز والنجاح، وتصنع دروب التميز والريادة، وتؤكد أنها استثنائية، عبر انفتاحها في مجالات شتّى، حتى غدت موئلاً للمبدعين، ومحطة للإنجازات الحضارية. وحرصت على الإمساك بكل مقومات التطور، وعانقت السماء بارتياد الفضاء، بإطلاقها مشروعات تؤكد علوّ تطلعات حكامها ونبوغ قيادتها، وتفرّد مبدعيها، لتسير بخطوات واثقة ومتسارعة، لتواكب أعظم ما وصلت إليه الحضارة من وسائل تكنولوجية حديثة.
 ودخلت الإمارات رسمياً السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم أصدره المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، ليجسد فكرة خلّاقة، بإعلان القيادة الرشيدة مشروع إطلاق مسبار الأمل الإماراتي في رحلته التاريخية إلى المريخ، الذي يُعدّ أول مسبار عربي للكوكب الأحمر.
واستكمالاً لهذه المسيرة الرائدة، أعلن أمس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، التفاصيل العلمية لأحد أهم المشاريع الفضائية «استكشاف حزام الكويكبات».. مشروع سبق حضاري مهم يستمر 13 عاماً.. ستة منها للتطوير، وسبعة ستكون رحلة استكشاف، بمركبة حملت اسم «محمد بن راشد» ستقطع خلالها 5 مليارات كيلومتر، متجاوزة كوكب المريخ، لاستكشاف سبعة كويكبات، ثم ستهبط على آخر كويكب عام 2034.
مشروع سبّاق علمياً وحضارياً وأهدافاً، لأنه سيتضمن إنشاء شركات خاصة في تكنولوجيا الفضاء، وإنشاء مركز تحكّم أرضي لمهمات الفضاء العميق، لتشغيل المهمة وتدريب كوادر إماراتية جديدة في هذا القطاع. وستقطع المركبة عشرة أضعاف ما قطعه مسبار الأمل.. وهذا يعني بوضوح وتلقائية وعفوية أن شعار شباب الإمارات القائمين على المشروع «لا شيء مستحيل» أمامهم، كما قال الشيخ محمد بن راشد.
الإمارات تمضي في طريقها نحو المئوية برؤية طموحة تستشرف المستقبل وتؤسس لمرحلة جديدة في مسيرة التطور الحضاري والعلمي والإنساني والتنموي.
 إماراتنا الغالية، توثق النجاحات والإنجازات، لتتضاعف الفرحة بنجاح مشروعها في قلب الفضاء الخارجي، وهذه النجاحات النوعية تلخص المسيرة التنموية للإمارات منذ تأسيسها، مروراً بإعداد كفاءات علمية مؤهلة استطاعت تصميم الحاضر بتميّز غير مسبوق، ثم تطويره نحو مستقبل مشرق حافل بالعطاء.
[email protected]