الروتين يبعدنا عن الأفكار المبدعة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

الأفكار، أعتبرها المفتاح الحياتي لكل شيء، لا يمكن أن تتصور الحياة دون فكرة تشير إلى الطريقة والأسلوب والآلية. الفكرة، هي مهد الاختراع والابتكار، بل أستطيع القول بأن الأفكار تتحكم بشكل جوهري وقوي، بمسيرتنا، تفوقنا أو إخفاقنا، تقدمنا أو تراجعنا، نجاحنا أو فشلنا. أعتبر أننا عندما نمتلك فكرة جوهرية قوية، نقية، مميزة، ثم نحسن ترجمتها وطرحها لتصبح واقعاً مشاهداً، أو نتبعها وننفذ جوانبها ومتطلباتها، فإننا دون شك، نكون كمن يسير على الطريق الصحيح.
ليتوقف كل واحد منا مع أفكاره، ليتأمل ويتعلم كيف يدركها، ويفهم مرورها السريع. يتدرب على اقتناصها، ويطور مهارة بلورتها وتنفيذها، أو على الأقل التعبير عنها.
أقول كل واحد منا، لأن معظمنا، مع الأسف، يتجاهلون ما يدور في أذهانهم من أفكار، بل لا يولونها أي اهتمام، أو التفاتة، والسبب إما لأنهم لم يتعودوا على منح أفكارهم الفرصة، أو لأنهم لا يثقون بقدراتهم، وعندما تمر بهم فكرة ما، يسخرون منها، ويعتبرونها سطحية، والبعض، عندما تمر به فكرة ملهمة، لقضية أو موضوع مهم يمس المجتمع، يضحك بسخرية على نفسه، ويقول: أكيد هناك من انتبه لهذه الفكرة، مستحيل أن تكون فكرتي جديدة، أو أنها غير مسبوقة.
والحقيقة أن تعلم تنمية الأفكار، ثم فهمها وتوظيفها وإدارتها، ومهارة توجيه العقل، نحو هدف ما، والتركيز عليه، حتى يخرج ببعض الأفكار التي تحمل مبادرات، وحلول، أو مخارج ومسالك جديدة، جانب يجب أن نوليه الرعاية والاهتمام، لأني أعتقد أنها من المهارات التي معظمنا يفتقدها، والسبب، أن الروتين الحياتي، الذي نعيشه، يكون له سطوة وقوة، تتمثل هذه القوة، في منعه من الاحتفاء بالأفكار، أو الحد من الفكرة الجديدة، لأن الروتين أبسط وأسهل، وغير متعب للذهن والعقل، الروتين عملية تكرار، لفعل أو مهمة، سبق أن نفذتها عدة مرات، ولا جديد فيها، وهي مريحة، وتبعث على الاطمئنان، لأنها تشعرك بأنك تعمل وتنجز، ولكنها تعيق تطورك، وتمنع التجديد، والتحديث، وكأنها تساهم في تسطيح العقل.
مهمة تنمية الأفكار عملية أرى أنه من المهم أن تبدأ منذ وقت مبكر، مع أطفالنا، يجب أن نغرس في أرواحهم وعقولهم الغضة، أهمية التأمل، التفكير، في كل خطوة ومرحلة من مراحل النمو، حتى يصبح التفكير جزءاً من نظرتهم، وطريقة عملهم، بل يصبح مهارة، يتوجهون نحوها في كل لحظة من لحظات الزمن.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y72ez9d9

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"