اللصوص الجدد

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

من يسرق الأفكار ومن يقلّد الآخر، المؤلفون وكتاب الأفلام السينمائية أم الباحثون ومطورو الوسائل الإلكترونية؟ ما كنا نراه في أفلام الأكشن وخصوصاً أفلام الجاسوسية والمطاردات مثل سلسلة العميل جيمس بوند والمسلسل الأمريكي «ذا سيكس مليون دولار مان» (١٩٧٤).. حسِبه العالم مجرد ضرب من الخيال ومبالغات سينمائية، لكن ما وصلنا إليه من طرق وأساليب للتجسس واستغلال الناس إلكترونياً والذكاء الاصطناعي وزرع شريحة في دماغ الإنسان.. يعيدنا إلى ما سألناه في البداية وغايتنا معرفة ما الهدف وإلى أين سنصل؟

مع تكرار استغلال الهواتف النقالة أسوأ استغلال وكثرة التحذير من الرسائل المجهولة المصدر التي تردنا من خلال الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني وتغرينا بادعاء كسبنا جوائز وما علينا سوى استكمال ملء البيانات والاستمارة من أجل تسلم المبالغ النقدية القيّمة.. بتنا نعلم جيداً مفاتيح اللعبة ونستدرك بعدم الاستجابة وعدم فتح أي رسالة من هذا النوع وأي ملف مرفق أو عدم الرد على الاتصالات الواردة من جهة مجهولة وأرقام دولية غريبة، لأنها كلها تسهل على هؤلاء النصابين عملية سرقتنا والتسلل إلى هواتفنا والتجسس على خصوصياتنا؛ لكن الجديد اليوم والذي لم يخطر على بالنا أبداً أن يكون وسيلة نصب وتجسس جديدة يتم من خلالها اختراق البيانات الهاتفية والمصرفية بسهولة، الشواحن اللاسلكية للهواتف!

لا يهدأ القراصنة ولا يملون من ابتكار أساليب للوصول إلى كل إنسان أينما كان، وقد توصلوا إلى تزويد الشواحن بقارئ ذكي يسرق بيانات الهاتف فور توصيله به، فيتمكن اللص الإلكتروني من تسلم كل البيانات فوراً والتحكم بها عن بعد.

هل علينا أن نخاف؟ طبعاً، والخوف يستلزم منا اتخاذ كل الإجراءات اللازمة كي لا نكون فريسة سهلة، وبما أننا لسنا جميعاً خبراء في عالم الإلكترونيات، فمن المهم أن نطلع ونقرأ ونتابع ونستجيب للتحذيرات التي تصدر عن جهات معنية وعن خبراء، والأفضل طبعاً أن نلجأ للشركات المعروفة والمعتمدة لشراء أي من المنتجات الإلكترونية، لكن للأسف الغالبية اليوم يبحثون عن الأوفر خصوصاً أن المعروض كثير والأسواق مفتوحة وكل بضاعة تجد منها الأصلي والمستنسخ المطابق تماماً والذي تعجز عن تمييزه عن الأصل إذا لم تكن خبيراً، كذلك يستسهل كثيرون الشراء أونلاين من جهات مختلفة ليست كلها مضمونة.

كيف يمكننا أن نتفادى السرقة الإلكترونية والتجسس ونحن نعطي بياناتنا وأرقام بطاقاتنا البنكية لجهات عدة؟ والأسوأ أن كل عملية شراء إلكترونية تتطلب منك تقديم تلك البيانات، بينما هناك صفحات ومواقع تغري المستهلكين بعروض شراء مذهلة لمنتجات متنوعة حتى المأكولات منها.

التطور الإلكتروني الذي بات يتيح تقليد الأصوات وسرقة البيانات والتجسس على الهواتف وسرقة الرصيد المالي، يدفعنا خطوة إلى الوراء كي نتمهل في التفكير والتصرف، كي لا ندفع الثمن ندماً وقهراً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59c6szj9

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"