ثلاث وقفات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

... حبيب الصايغ حاضر في معرض أبوظبي الدولي للكتاب. حاضر شاعراً، وناثراً، وصحفياً، وناشطاً ثقافياً أنعش بإدارته المرنة الذكية، اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وأعاد الحياة للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب الذي وجد أن أمثل مقر له هنا في الإمارات، فعادت الثقة الثقافية للاتحاد، وحافظ على هويته المؤسساتية العربية بفضل حيوية وثقافة وشعرية حبيب الصايغ.
كان صاحب «قصائد على بحر البحر» شعلة كتابة. كان يحب الكتابة لأنها تجري في دمه مهما كانت هذه الكتابة: شعراً أم صحافة أم عموداً صحفياً احترافياً في الطرح والمعالجة والإقناع.
الإمارات فَقَدَتْ برحيل حبيب الصايغ أكثر من حبيب الصايغ:.. فَقَدَتْ حبيب الشاعر، وحبيب الصحفي، وحبيب القيادي الثقافي، وحبيب صاحب الشبكة الواسعة من العلاقات الثقافية التي كان من شأنها دائماً تعزيز التعاون الأدبي والإبداعي والمؤسساتي بين الإمارات وشقيقاتها البلدان العربية؛ حيث كان الصايغ يحتفظ بعلاقات صداقة أصيلة مع المئات من الكتاب العرب، وكان هؤلاء يحتفون به حين يزور بلدانهم الشقيقة، وضمنياً هو احتفاء بالثقافة الإماراتية.
كان حبيب الصايغ يمثل الإمارات دائماً بصورة بالغة الإيجابية تليق بالمكانة الثقافية للدولة، واثقاً دائماً من بلاده ومن نفسه ومن محيطه الثقافي الإماراتي الذي أعطاه الإجماع الثقافي الذي يليق به.
***
تحدث قبل أيام في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الروائي السوري المحترم نبيل سليمان عن جماليات السرد في الرواية الإماراتية، وفي الثقافة نكرر مثلاً دائماً هو «.. أعطِ الخبز لخبّازه..» ولعلّ نبيل سليمان أفضل من يعجن ويخبز حنطة الرواية على نار هادئة، ونحسب دائماً أن أفضل من ينقد الشعر هم الشعراء الحقيقيون، وأن أفضل من ينقد الرواية هم الروائيون المجرّبون، ونبيل سليمان وراءه تراث روائي عريق، وهو كاتب مثقف وتجمعه بكتّاب وكاتبات الإمارات علاقات صداقة وثقافة عريقة وطويلة؛ لكثرة تردده على الإمارات التي كرّمته بجوائز تليق بقيمته الأدبية.
الإمارات في حاجة إلى مثل هؤلاء الكتاب العرب القارئين بصدق للنتاج الأدبي المحلي، وفي ضوء هذه القراءة فهم أفضل من يكتب نقداً تطبيقياً يلائم روح الكتابة الإماراتية.
تحتفل مؤسسات ودوائر عربية ثقافية بالشاعرة والناقدة الفذّة نازك الملائكة التي يحمل اسمها العراقي اللّامع أكثر من معنى وأكثر من إشارة: فهي نازك المجددة في البناء الخليلي للقصيدة العربية، وهي نازك المنظّرة للشعر الحديث، وهي نازك سليلة العائلة الشعرية العريقة.
تستحق صاحبة «عاشقة الليل» أن يُحتفى بها هنا أيضاً في الإمارات، وطن الشعر والأدب والمحبة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/573bw92a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"