عادي

في السودان.. المدارس تتحول إلى مستشفيات في الميدان

14:45 مساء
قراءة دقيقتين
الخرطوم - (أ ف ب)
أمام لوح أسود، تتلقى مريضة محاليل وهي ممدة على طاولة تلميذ فيما كيس المصل معلق إلى نافذة في الخرطوم، بينما تحاول مجموعة من المتطوعين بما توفر من أدوات، أن تحل محل المستشفيات المغلقة.
في مدرسة صغيرة بحي الراشدين في أم درمان، الضاحية الشمالية للعاصمة السودانية، يستقبل الطبيب محمد الطاهر مع شابين من الحي تحولا إلى ممرضين، المرضى لمعالجتهم باستخدام بضع صناديق من الأدوية قام الجيران بجمعها.
ويقول الطبيب الذي يرتدي قميصاً أزرق اللون وسروال جينز لوكالة فرانس برس: «نعالج الأطفال والأشخاص الذين يعانون أمراضاً مزمنة مثل المصابين بالسكري وارتفاع الضغط».
ويؤكد الطبيب أنه مع خروج ثلاثة أرباع المستشفيات من الخدمة في الخرطوم، وفق نقابة الأطباء، «بات معدل الوفيات بسبب هذه الأمراض المزمنة أكبر عشر مرات من ضحايا الحرب في الوقت الراهن».
وبحسب نقابة الأطباء، فإن «12 ألف مريض» مهددون بالموت لعدم قدرتهم على إجراء غسيل الكلى في المستشفيات حيث نفد مخزون الأدوية وصارت المولدات لا تعمل لعدم توافر الوقود.
يعاني النظام الصحي في السودان مشكلات كثيرة في الأصل.
غير أن منظمة الصحة العالمية لاحظت كذلك «هجرة الأدمغة والعاملين المدربين في مجال الصحة» مع بداية الحرب.
واستجابت مها محمد على الفور للنداء الإنساني. وتتولى السودانية الشابة التي ترتدي عباءة وغطاء رأس أسودين إدارة صيدلية المستشفى الميداني الصغير الذي يوفر للمرضى «بين التاسعة صباحاً والثالثة بعد الظهر خدمات طبية عامة كما يجري جراحات صغيرة»، وفق اللافتة المكتوبة بخط اليد والمعلقة عند المدخل.
وتقدم هذه الخدمات «مجاناً» في بلد يعيش فيه 65% من السكان تحت خط الفقر.
أمام أرفف وضعت عليها محاليل وأدوية، تدعو هذه المتطوعة إلى «مزيد من التبرعات» فيما تم نهب مخزون المساعدات الإنسانية والطبية الموجودة وسط مناطق المعارك.
ويصل إلى ساحة المدرسة مريضان لتسجيل اسميهما لدى سيدتين تجلسان خلف طاولة وضع عليها صندوق للتبرعات.
ويشرح أشرف وهو متطوع آخر «أن قتالاً يجري في حينا وبالتالي معظم المستشفيات أغلقت أبوابها وصار الناس يأتون هنا لتلقي الرعاية المجانية من الأطباء».
ويقول مواطن سوداني إن الهدنة التي اتفق عليها طرفا النزاع بمثابة تمهيد لطريق أطول في تحقيق الوقف الدائم لإطلاق النار ولكنها تظل غير كافية في الوقت الحالي لمعالجة الوضع الإنساني الذي تأزم بشكل كبير.
واتفق الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو، على تمديد الهدنة خمسة أيام إضافية «للسماح ببذل جهود إنسانية إضافية»، حسبما أعلنت السعودية والولايات المتحدة الاثنين في بيان مشترك.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n7h6txe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"