عادي
إطلاق الحوار الوطني للطموح المناخي في أبوظبي

150 ممثلاً للشركات يناقشون تسريع التحول إلى الصناعة الخضراء

21:49 مساء
قراءة 6 دقائق
خلال توقيع الشركات على خفض انبعاثاتها الكربونية
- تصوير محمد السماني
  • الحوار يستهدف مساهمة القطاع الصناعي بتحقيق الحياد المناخي «2050»
  • 28 شركة بالإمارات تتعهد بخفض انبعاثاتها الكربونية قبيل «COP 28»
  • تفاهم بين حديد الإمارات و«DNV» لتعزيز التمويل المستدام لإزالة الكربون
  • مريم المهيري: الإمارات حريصة على الإيفاء بالتزاماتها المناخية العالمية
  • نؤمن بضرورة العمل لأجل الحد من ارتفاع الحرارة بأقل من 1.5 درجة
  • القطاع الصناعي مسؤول عن نسبة كبيرة من الانبعاثات بالإمارات والعالم
  • شيخة المزروعي : إطلاق استراتيجية التغير المناخي في أبوظبي قريباً
  • هيئة البيئة في أبوظبي تزرع أشجار القرم باستخدام «الطائرات المسيّرة»

أبوظبي: عماد الدين خليل

نظمت وزارة التغير المناخي والبيئة «الحوار الوطني العاشر للطموح المناخي»، صباح أمس الثلاثاء في أبوظبي، تحت شعار: «تسريع وتيرة التحول إلى الصناعة الخضراء منخفضة الكربون»، بالتعاون مع «شركة حديد الإمارات – أركان»، بحضور أكثر من 150 شخصاً يمثلون كبرى الشركات المصنعة الحكومية والخاصة في الدولة.

ويستهدف الحوار في نسخته العاشرة، القطاع الصناعي، وتعزيز مشاركته في خفض الانبعاثات الكربونية في دولة الإمارات قبيل استضافة اجتماعات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP28) العام الجاري.

وتعهدت 28 شركة عاملة في القطاع الصناعي في دولة الإمارات خلال الحدث بتنفيذ أهداف لخفض الانبعاثات الكربونية، واتباع سبل أكثر استدامة في إدارة عملياتها؛ وذلك قبيل استضافة الإمارات لأعمال مؤتمر الأطراف COP28 خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023، لتكون تلك الشركات الدفعة السادسة التي تنضم إلى «تعهد الشركات المسؤولة مناخياً» الخاص بمبادرة «الحوار الوطني للطموح المناخي»، وبذلك يرتفع إجمالي أعداد الشركات التي وقعت على التعهد حتى الآن إلى 90 شركة من مختلف القطاعات في الدولة.

الحياد المناخي

وأكدت مريم المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة، خلال كلمتها الافتتاحية للحوار، أن دولة الإمارات حريصة على الإيفاء بالتزاماتها المناخية العالمية من خلال المضي قدماً في تحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول عام 2050، مشيرة إلى أن التعاون مع كافة الشركاء في الدولة يسهم في الوصول إلى هذا الهدف، معربة عن سعادتها بتعهد كبرى الشركات الصناعية في الإمارات بخفض انبعاثاتها الكربونية قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28» العام الجاري.

وقالت: «إن القطاع الصناعي مسؤول عن نسبة كبيرة من الانبعاثات الكربونية في الإمارات والعالم، وينبغي أن نعمل من الآن على إيجاد حلول عملية لخفض تلك الانبعاثات، ونحن على ثقة أنه وبالتعاون مع جميع الشركاء والتزامهم الكامل، سنكون أكثر قدرة على تحقيق كافة أهدافنا المشتركة، ومواجهة التغير المناخي، وخلق مستقبل أكثر استدامة لنا وللأجيال القادمة».

وأضافت: «تؤمن دولة الإمارات بضرورة العمل من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأقل من 1.5 درجة مئوية من أجل تفادي عواقب التغيرات المناخية، وآثارها في حياة الإنسان؛ لذلك كانت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط توقع على اتفاق باريس للمناخ، وكذلك تقدم المساهمات المحددة وطنياً، لخفض الانبعاثات الكربونية، وبدعم قيادتنا الرشيدة، نعمل من خلال الحوار الوطني للطموح المناخي وغيره من المبادرات على إشراك كافة أصحاب المصلحة لتحقيق أهدافنا المناخية والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050».

ووجهت مريم المهيري الشكر إلى ممثلي الشركات الحضور خلال الحدث، وأعربت عن سعادتها بتوقيع تلك الشركات تعهداً بوضع أهداف خفض الانبعاثات الكربونية لأنشطتهم الصناعية قبيل مؤتمر الأطراف COP28، مؤكدة أن توقيع التعهد خطوة مهمة نحو ترسيخ قطاع صناعي مستدام، يحافظ على البيئة، ويواجه التغير المناخي، ويدعم النمو الاقتصادي المستدام.

الاتفاقات الدولية

ويأتي الحدث في إطار «عام الاستدامة»، ويهدف إلى تحديد ورفع مستوى الطموح المناخي القطاعي في الدولة، مواكبة لمستهدفات مبادرة الإمارات الاستراتيجية للسعي نحو الحياد المناخي بحلول 2050، وتعزيزاً لوفاء دولة الإمارات بالتزاماتها تجاه الاتفاقات الدولية للعمل المناخي وعلى رأسها اتفاق باريس للمناخ، وتعزيز مساهمة الشركاء الاستراتيجيين ومختلف القطاعات من الجهات الحكومية والخاصة، لتحقيق تلك الأهداف.

وشهد الحدث حضور المهندس سعيد عمران الرميثي الرئيس التنفيذي لمجموعة حديد الإمارات أركان، إلى جانب ممثلين عن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووكالة الإمارات للفضاء، وهيئة الفجيرة للبيئة، وبلدية دبا الفجيرة، وهيئة البيئة – أبوظبي، وبلدية دبي، وبلدية رأس الخيمة، ومجموعة حديد الإمارات «أركان»، ومجموعة «بيئة».

البصمة الكربونية

وقال المهندس سعيد الرميثي: «نحن نفخر بقيادة جهود إزالة الكربون في القطاع، ما يدعم المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 في الدولة، وتُسخّر المجموعة الابتكار عبر مجموعة منتجاتها ومبادراتها وعملياتها من خلال تقليص الأثر البيئي بشكل فعّال بما يتماشى مع أهداف دولة الإمارات الطموحة لتحقيق غد أكثر اخضراراً، كما نعمل عن كثب مع أصحاب الشأن لخفض البصمة الكربونية بشكل أكبر في القطاع الصناعي، وتسريع عملية الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون واغتنام فرص عمل جديدة».

وشهد الحوار الوطني العاشر للطموح المناخي، توقيع مذكرة تفاهم بين حديد الإمارات وشركة «DNV»؛ بهدف التعاون في تعزيز التمويل المستدام لإزالة الكربون، والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، وتحول الطاقة، وضمان الصلب الأخضر، والمشتريات المستدامة وسلسلة التوريد، والتحقق من ائتمان الكربون.

وشهد الحدث كذلك العديد من النقاشات وورش العمل حول عدد من الموضوعات المهمة التي تُمكن القطاع الصناعي من خفض الانبعاثات الكربونية، وتطبيق آليات ووسائل مستدامة ومبتكرة، تسهم في تعزيز التمويل الأخضر، والاقتصاد الدائري واقتصاد الهيدروجين، وغيرها من التقنيات الحديثة وعلى رأسها إزالة واحتجاز وتخزين الكربون.

استراتيجية أبوظبي

استعرضت شيخة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط والسياسات البيئية المتكاملة في هيئة البيئة – أبوظبي، خلال كلمتها في الحوار الوطني العاشر للطموح المناخي، مشروعاً مبتكراً يستخدم تقنية الطائرات بدون طيار لزراعة أشجار القرم، وأسهمت في زراعة مليون بذرة قرم باستخدام تلك التقنيات، مؤكدة أهمية وضع حلول مبتكرة وعملية، يمكن تنفيذها على أرض الواقع ضمن مسيرة الحد من تغير المناخ.

وقالت: إن مبادرة زراعة أشجار القرم في أبوظبي تعد إحدى أقدم المبادرات في العالم؛ حيث يعود تاريخها إلى عام 1970؛ إذ كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو أول من بدأ برنامج زراعة أشجار القرم، فقد تمت زراعة 40 مليون شجرة قرم في أبوظبي خلال السنوات ال 10 الماضية.

وأضافت: «نؤكد التزامنا ومساهمتنا بشكل كبير في المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 من خلال المتابعة المستمرة والمنتظمة لعملياتنا، والحرص على استكمالها من خلال تكامل خططنا المستقبلية، وبالفعل، لقد بدأنا الانطلاق في هذا المشوار؛ إذ سنقوم قريباً بإطلاق استراتيجية التغير المناخي في إمارة أبوظبي، والتي صممناها لتحقيق مستويات تفوق المطلوب من إمارة أبوظبي في إطار المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050».

وأشارت إلى أن الهيئة قامت بإجراء دراسات كشفت عن قدرة أشجار القرم في أبوظبي على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن للهكتار سنوياً، أي ما يعادل 8750 طناً على مستوى الإمارة، وما يعادل كذلك استهلاك الطاقة ل 1000 منزل سنوياً.

وأوضحت أن الغطاء النباتي في المناطق الساحلية يعمل على التقاط الكربون وتخزينه بشكل أكثر فاعلية وبسرعة تفوق ال 100 مرة عن الغابات، وجاء اسم الكربون الأزرق لما يشمله هذا الغطاء من أشجار القرم والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة، مؤكدة أن المحافظة على هذه النظم البيئية هو أحد أحدث الطرق وأكثرها فاعلية للتقليل من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والحد من تداعيات التغير المناخي في العالم.

وأوضحت أنه من أبرز الأمثلة الناجحة في مجال احتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون واستخدامه وتخزينه في أبوظبي، مشروع «ريادة» الذي يتم من خلاله تجميع غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصنع حديد الإمارات وحقنه في آبار النفط التابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية -أدنوك، ما يمنعه من الانتشار في الغلاف الجوي، كخطوة مهمة للحد من تغير المناخ، ويعمل مشروع «ريادة» على التقاط ونقل وحقن ما يقدر ب 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

«حديد الإمارات» تخفض الانبعاثات

أكد محمد العفاري، نائب الرئيس الأول للتسويق بمجموعة «حديد الإمارات أركان» أنه تم وضع خطة لتخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من العمليات التشغيلية لشركة حديد الإمارات إلى 40% بحلول عام 2030، لافتاً إلى أنه تم تنفيذ ما يقارب 35% من تلك الخطة على أن يكون المتبقي 5% يتم تنفيذها خلال الأعوام المقبلة.

وقال: إن 80% من الطاقة التي تم استخدامها في إنتاج منتجات الحديد خلال العام الماضي 2022 كانت من الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أن نسبة تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تبلغ سنوياً 800 ألف طن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bf75rmw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"