عادي

آلات البيانو تستعيد نبضها الموسيقي في إدنبره

19:50 مساء
قراءة دقيقتين

في متجر كبير سابق بالقرب من ميناء إدنبره في اسكتلندا، يضع تيم فنسنت سميث يده داخل بيانو كبير، ويقرص الأوتار المشدودة بدقة، تمهيداً لإعادة الحياة إلى هذه الآلة المهجورة، كما فعل مع المئات من مثيلاتها.

قرر فنسنت تكريس نفسه لهذه المهمة خلال إقامته في باريس قبل 20 عاماً. كان يعمل آنذاك في مكتبة «شكسبير أند كومباني» للمؤلفات الصادرة بالإنجليزية، على ضفاف نهر السين، مقصد أجيال من الكتّاب، من بينهم إرنست همنغواي.

كان مالك المكتبة يكلّف فنسنت إحضار ألواح خشبية من مكبات النفايات في المنطقة ليصنع منها الرفوف والمقاعد والأسرّة للموظفين الموسميين. وفي الأغلب كان تيم فنسنت سميث يندهش من جودة آلات البيانو التي تُرمى في هذه المكبّات.

في إدنبره، تمكّن الموسيقي مع فريق من المتطوعين في إعادة النبض الموسيقي إلى مئات آلات البيانو التي يتخلى عنها أصحابها سعياً إلى توفير مساحات إضافية في بيوتهم.

وما إن ينجز ترميم آلات البيانو هذه، حتى يطرحها للراغبين في «تبنيها». أما تلك التي لا يمكن تصليحها، فتُحوّل إلى قطع فنية أو إلى أثاث.

ويقول لوكالة فرانس برس: «اكتشفت أن ثمة أكواماً من آلات البيانو تُرمى في مكبات النفايات ورحتُ أصنع الأثاث منها، على غرار مقعد إلى جانب النافذة وسرير مرتفع مع درج، ثم بقيت أتلقى آلات البيانو».

وأدرك عندها أن آلات بيانو كثيرة تُرمى «تكون في حالة لا تزال جيدة إلى حد ما»، فقررت مع صديق موسيقي هو ماثيو رايت تأسيس «بيانودروم» لإنقاذ أكبر عدد ممكن منها.

وللمملكة المتحدة باع في صناعة آلات البيانو، ويعود هذا التقليد فيها إلى أكثر من 200 عام. وفي مطلع القرن العشرين، كان عدد صانعي هذه الآلات في بريطانيا نحو 360، كان نتاجهم يُصدّر إلى مختلف أنحاء العالم، فكانت تبدع على ملامسها أنامل الملحنين الكبار من أمثال شوبان وليست ويوهان كريتيان باخ، النجل الأصغر ليوهان سيباستيان باخ،

وكانت هذه الآلات في الماضي عنصراً مهماً في الحياة الاجتماعية والهوية البريطانية، وكانت تشغل حيزاً أساسياً في المنازل وفي حانات الأحياء.

وفي مرحلة لاحقة، بدأ التلفزيون والبيانو الإلكتروني يشكلان وسيلتين بديلتين للترفيه، فقبعت آلات البيانو التقليدية في زوايا صالات الاستقبال في المنازل، وأصبحت مجرّد قطعة أثاث إضافية يتكدس الغبار عليها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3s7mb4pz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"