الكوادر أساس ثروة البلاد

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

يتأثر الإنسان بالأجواء التي يعيشها مجتمعه، فإذا كانت أجواء صالحة، تعبق بالقيم الرفيعة، وتدفع نحو الفاعلية والرّقي، فإنها تشكل أرضية مساعدة لانطلاق الفرد وتقدمه. فالفرد جزء من مجموع، يتفاعل ويتناغم مع الحالة السائدة عادة.

هذا واضح في المجال الصحي، مثلاً، حيث إن اختلاط الفرد بالناس المصابين ببعض الأمراض يعرّضه للإصابة عن طريق العدوى، وهكذا فإن كثيراً من الأفكار والسلوكات يأخذها الفرد، ويتطبّع بها من خلال تكيّفه الاجتماعي.

ونحن، أبناء الإمارات، ننتمي لأمة قوية، ويربطنا مجتمع عزيز، وذلك يوفّر لنا الحماية والمنعة، فلا بدّ أن ندرك مدى أهمية أن يكون الهمّ الاجتماعي العام حاضراً في تفكيرنا، ومدرجاً في جدول اهتماماتنا، وأن نفكر في المحافظة الدائمة على وطننا لبناء وتطوّر أجيال الإمارات. فالمسؤولية مسؤولية الجميع، وكل فرد على أرض الإمارات يقع على عاتقه جزء من الأمانة، وعليه أن يستحضر التفكير والاهتمام بواقع مجتمعه، وأن يجعل ذلك جزءاً من برنامج حركته وسعيه.

ومهما كان انشغال الإنسان بشؤونه الخاصة، فبإمكانه إنفاق جزء من وقته يومياً، من أجل الخدمة الوطنية والعامة لأبناء وطنه، فلا بدّ من دعم التقدم في المجتمع، وعلى الأفراد أن يشجعوا كل مبادرة ونشاط إيجابي ينبثق من أرض مجتمعهم، فالتشجيع والتفاعل أمران ضروريان لتحفيز الإنتاجية، وتطويرها في مختلف المجالات، فالعالِم إذا التفّ حوله أبناء مجتمعه، والخطيب إذا تجاوب معه المستمعون، والمفكّر إذا لاحظ الاستقبال لأفكاره، والأديب إذا أحسّ بأصداء عطائه، والمصنّع إذا راجت بضاعته، والمزارع إذا اشترى الناس إنتاجه، فمكانة الفرد في العالم من مكانة المجتمع الذي ينتمي إليه، لذلك نجد أن قيمة المواطن الإماراتي في المجتمعات الأخرى قيمة عالية جداً، لذلك نجد أن الدولة تبذل الغالي والثمين مقابل استعادة رفات لمواطن من مواطنيها توفي في الخارج، في حين أن مجتمعات أخرى يموت أفرادها بالملايين ولا تهتز لأحد فيها شعرة.

فما أهون الفرد حين يهون على أمته، وما أهون الأمة إذا هانت في أعين أفرادها.

إننا نحظى بقيادة استثنائية ضربت أروع الأمثلة في دعم كل سبل التقدم وبالأخص ما يخدم الكوادر بمختلف تصنيفاتهم، وكل ما علينا هو مواكبة هذه الروح في العطاء، والعمل على التغيير والتجديد، وأن نكون على المسار نفسه، وأن نحقق طموحاتهم في أن نكون أفضل شعوب العالم ابتكاراً وتطوراً لخدمة وطننا المعطاء.

ولا ننسى ما قاله رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، للشباب «نحن شركاء في هذا الوطن، في سعادته وتقدمه وأمنه وهمومه ورسالة ردعه، فهناك من يحمل الراية الآن ويتقدم بها ليسلمها للجيل المقبل، وهذا أمر قادم لا محالة، وهذه سنة الحياة».

من هذا المنطلق نشدد على أهمية بذل المزيد من العطاء، ونحث الشباب على ألا يتوقفوا رغم كل التحديات، وأن يرفعوا راية العطاء رغم كل الظروف التي تواجه الإنسان، فالوطن وخدمته لن يقفا على تكليف إنما العطاء مستمر بأشكال مختلفة، وظروف مختلفة، ولفئات مختلفة، وبمختلف تصنيفاتهم، وأن نحافظ على منجزاتنا وكوادرنا، فهم أساس التقدم.

إن المحافظة على الخبرات الوطنية، وعدم هدر مجهودهم واستثمار البلاد فيهم تحت أية مسميات أو مبررات، واجب ومسؤولية، فالكوادر أهم ما تملكه الدولة، وأية خسارة في سبيلهم ربح.

إن تحرّي الدقة المطلقة في تنفيذ كل القرارات يتطلب مجهوداً مضاعفاً من المسؤولين، واختيار الكوادر في الأماكن التي تخدم المهام يتطلب كذلك مجهوداً وإخلاصا مطلقاً. حفظ الله وطننا، وقادتنا، وشعبنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ubd23c2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"