إعداد: محمد عز الدين
تمكّن فريق دولي من العلماء الأكاديميين في مجال الآثار بقيادة البرازيل من ترميم وجه الفرعون الشاب توت عنخ أمون ورؤية ملامحه الحقيقية لأول مرة منذ 3300 عام.
توت عنخ آمون، أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة، ابن إخناتون، وتولى العرش وهو في سن التاسعة أو العاشرة، وعندما أصبح ملكاً تزوج أخته غير الشقيقة أنخيسنباتن، وحكم الفترة ما بين 1323 و1332 قبل الميلاد. وتوفي عن عمر يناهز 18 عاماً، وسبب وفاته غير معروف، واكتُشفت مقبرته عام 1922.
واستطاع العلماء توضيح ملامح وجه الفرعون بتكوين نموذج رقمي لشكل جمجمته المحنطة لصعوبة وصولهم إلى جمجمته الحقيقية، ليبدو كما كان عليه إبان فترة حكمه لمصر. وكل ما حصلوا عليه لتصوير وجه توت عنخ آمون هو قائمة من القياسات وصور للجمجمة.
وقال خبير الغرافيكس البرازيلي شيشرون مورايس: «كان عملنا أشبه بعمل المحققين السريين، حيث قمنا بتقصي المعلومات وتجميعها حتى نتمكن من تصميم نموذج ثلاثي الأبعاد للجمجمة. ومع البيانات النسبية وقياسات الرأس المهمة تمكّنا من رسم جمجمة رقمية وتعديلها لتطابق جمجمة توت عنخ آمون. عندما ننظر إلى صورته الآن يبدو لنا وكأنه طالب شاب، أكثر من كونه سياسياً لديه الكثير من المسؤوليات الملكية والسياسية؛ مما يجعل الشخصية التاريخية أكثر إثارة للاهتمام».
وأضاف: «نظراً للقياسيات، والمعلومات، والبيانات المجمعة فنحن على ثقة بمطابقة النموذج الرقمي الوجهَ الحقيقي للفرعون».
وقال مايكل هابيشت، عالم المصريات بجامعة فليندرز الأسترالية، ومؤلف مشارك في الدراسة: «هذه أول محاولة لعرض صورة شبيهة ب«توت عنخ آمون» على الجمهور.
وأضاف الفريق عناصر إضافية إلى عملهم النهائي لإضفاء الطابع الإنساني على الصورة تمثّلت في سلسلة من صور الأشعة المقطعية المأخوذة لأفراد أحياء ينتمون إلى عدة أسر مختلفة».
وأضاف: إن «الصورة النموذجية أقرب ما يكون للحقيقة، مقارنة بتلك التي صوّرها فريق فرنسي قبل بضع سنوات، وتُطابق الصور القديمة لتوت عنخ آمون، التي وُجدت في مقبرته ضمن كنوزه».
