عادي

سلطان بن أحمد يشهد انطلاق مؤتمر رؤساء الجامعات العربية والروسية بجامعة الشارقة

14:53 مساء
قراءة 6 دقائق
الشارقة: «الخليج»
أكد سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس «جامعة الشارقة»، أن استضافة المؤتمرات والندوات التي تجمع نخبة من رؤساء الجامعات والخبراء والأكاديميين، تهدف إلى تعزيز أفق التعاون العلمي والبحث الأكاديمي بين الجامعات العريقة في المنطقة، والمعروفة بمكانتها المرموقة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها، خلال حفل انطلاق المؤتمر الثالث لرؤساء الجامعات في اتحاد الجامعات العربية والروسية، الذي أقيم صباح الأربعاء، على مسرح الرازي بجامعة الشارقة. واستهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وآيات من القرآن الكريم.
ورحب سموّه في مستهل كلمته بالحضور، واصفاً التطور الذي شهده التعليم العالي في إنشاء الجامعات وابتعاث الطلبة قائلاً «قبل تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، كان طالب العلم يتكبّد مشقات السفر لطلب العلم في كثير من الدول المجاورة أو الدول البعيدة، وعند تأسيس الدولة وإدراك القادة أهمية التعليم العالي، أنشئت أول جامعة، وهي جامعة الإمارات العربية المتحدة، ليتعلم فيها ويستفيد منها الكثير من طلبة الدولة، فضلاً عن ابتعاث عدد من الطلبة للخارج بسبب قلة التخصصات المتوافرة في الدولة. ومع مرور الأيام سريعاً، ها نحن اليوم نقف في جامعة الشارقة، لنفتخر بالقول إن جامعتنا تضم طلبة من أكثر من 100 دولة، وبالرغم من ذلك مازلنا نبتعث طلابنا إلى الخارج، لأننا نعلم أهمية التبادل الثقافي والمعرفي بين الدول والجامعات، عبر البعثات والمؤتمرات المقامة في العالم ومثل جمعنا اليوم الذي تستضيفه جامعة الشارقة، التي أسسها صاحب السموّ حاكم الشارقة، ورسم ملامح مكانتها العلمية الرفيعة، لتتصدر ترتيب الجامعات في المنطقة، فهي الأولى في الدولة في البحث العلمي، وحصلت على تصنيف أفضل (251 – 300) جامعة في العالم، بحسب تصنيف مؤسسة التايمز للتعليم العالي».
وفي ختام كلمته قال سموّه «نتطلع إلى أن نحقق معاً أهداف لقائنا في الدورة الثالثة من هذا المؤتمر، لنتحاور ونتعاون ونطور الشراكات في البحوث العلمية والبرامج الأكاديمية بتوقيع اتفاقيات تعاون. وأتمنّى من جميع المشاركين قضاء وقت ممتع ومفيد في الجلسات العلمية والحوارية، وزياراتكم المتنوعة في مدينة الشارقة. كما أشكر جميع من أسهم في بناء هذا اللقاء العالمي، ومن عمل على تنميته وتطويره».
وقال الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم خلال الافتتاح «يسعدني ويشرفني أن أكون معكم اليوم في هذا المؤتمر الذي يعكس توجه الدولة في فتح أوجه التعاون مع جميع دول العالم، والتعليم هو أساس التعاون، لأنه يبني العقول ويوطد الثقافات ما بين الدول أيضاً، ونحن في الوزارة نشجع جميع الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، للتعاون الدولي، فهنالك مؤشر نضعه على الجامعات الحكومية والخاصة عن التعاون الدولي، ونفتح المجال لهم للنظر في آلية هذا التعاون الذي قد يكون تبادلاً طلابياً أو تعليمياً أو بحثاً علمياً مشتركاً، وحتى في البرامج».
وأشار الفلاسي، إلى أن جامعة الشارقة المستضيفة لهذا المؤتمر، هي أكثر جامعة لديها بحوث مع الجامعات الروسية، تليها جامعتا «الإمارات» و«خليفة». وتعدّ جامعة الشارقة من أكثر الجامعات تعاوناً في البحث العلمي مع الدول العربية، وتعكس نظرة صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في التعاون مع الدول المجاورة والعالم. لافتاً إلى أن مستوى التعاون الدولي للجامعات الأخرى الحكومية والخاصة في الدولة، ليس بالمستوى الذي تطمح إليه الدولة، ولكن بوجود هذه الجامعات العريقة التي بادرت وتميزت، وبمثل هذا المؤتمر ستسهل عملية التعاون الدولي، نظراً لوجود 200 جامعة ثلثاها عربية، وثلث روسية والغاية منه هو فتح أوجه التعاون بين الجامعات.
وأوضح أن الابتعاث أداة مهمة جداً، حيث تبتعث الدولة 1200 طالب لمختلف دول العالم، منهم طلبة في الاتحاد الروسي، ومن شرق العالم إلى غربه، والهدف في الابتعاث لا يقتصر على التحصيل العلمي فقط، فهنالك جامعات قوية في الدولة، ولكن البحث عن التخصصات الموجودة خارج الدولة، ولانسجام الطلبة مع هذه المجتمعات والعودة بالعلم والمعرفة والمهارة والثقافات أيضاً، ما يعزز مكانة الدولة.
وأضاف الفلاسي «أعلنت منذ مدة وجيزة مهمة جديدة لاستكشاف الفضاء، وهنا ألفت إلى أن الاتحاد الروسي، كان من أوائل الشركاء لدولة الإمارات، حيث تدرب رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي في الاتحاد الروسي، ليكونا أول رائدي فضاء، وهذا لم يكن ليحدث لولا التعاون الكبير مع الاتحاد الروسي».
وحيّا الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية في بداية كلمته المشاركين، وقال «شهدت العلاقات العربية الروسية في التعليم العالي، على مدى عقود، تبادلاً ثقافياً وعلمياً مستمراً، حيث يدرس الآن نحو 50 ألف طالب عربي في الجامعات الروسية، فضلاً عن مئات الآلاف من الخريجين من الجامعات الروسية بمختلف التخصصات العلمية والإنسانية، ما يعكس أهمية زيادة الجهود لإحداث التطور المطلوب في البحث والنشر العلمي المشترك والزيارات العلمية المتبادلة وتبادل الخبرات والموارد».
وأشار إلى ضرورة زيادة حجم التعاون بين أعضاء اتحاد الجامعات العربية والروسية، في المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية، والتنسيق المشترك، لتعميق أواصر التعاون وإتاحة المجال لإقامة برامج تعليمية وتدريبية تطبيقية مشتركة، إلى جانب خلق بيئة علمية صالحة، لبناء المستقبل والإنسان.
واختتم الدكتور عمرو عزت، قائلاً «إن اتحاد الجامعات العربية الذي يضم في عضويته 450 جامعة عربية، يمثل إحدى أهم مؤسسات العمل العربي المشترك، يسعى للنهوض بالتعليم العالي في الوطن العربي وخاصة في البحث والنشر العلمي والتحول إلى الرقمية، وبناء القدرات وضمان الجودة ووضع حلول عملية لكثير من هذه التحديات عبر مشاريعه وبرامجه العلمية والبحثية».
وألقى الدكتور فيكتور انتونوفتش ساندوفنشي، رئيس «جامعة موسكو» الحكومية في لومونوسوف بالاتحاد الروسي، كلمةً ثمّن فيها الجهود الكبيرة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في الاهتمام بالعلم ودعم مؤسساته، وتأسيس الجامعات المتنوعة في الإمارة.
وقال «يصادف هذا العام مرور ست سنوات على إنشاء اتحاد رؤساء الجامعات الروسية والعربية، حيث أصبح أداة فعالة لتطوير العمل المشترك، وتعزيز الشراكة العلمية الرائدة، ومتابعة توسيع نطاق هذا الجهود الثنائية البنّاءة في جميع الحقول الرئيسة التي تهم الجامعات والمؤسسات العلمية، إلى جانب جوانبه الدبلوماسية والتعليمية».
وقدم الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة في كلمته الشكر إلى سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، على تشريفه حفل الافتتاح ورعايته واهتمام سموّه الكبير بتعاون الجامعة مع كافة الجامعات العربية والعالمية.
ورحب بالحضور الكبير في هذا الحدث العلمي العالمي لبحث أطر التعاون ووضع الاستراتيجيات التي تشمل البحث العلمي المشترك في شتى المجالات والتبادل الطلابي والشبابي وطرح البرامج الاكاديمية المشتركة. مؤكداً أهمية المؤتمر الذي يتماشى مع خطة جامعة الشارقة الاستراتيجية الخمسية في التركيز على التعاون مع المؤسسات التعليمية المحلية والإقليمية والعالمية، ويعدّ من أهم الركائز التي مكنت الجامعة من تحقيق تقدمها الملموس في مدة زمنية وجيزة، نسبياً، استطاعت خلال أقل من 25 عاماً منذ تأسيسها، الوصول إلى 125 برنامجاً أكاديمياً معتمداً محلياً ودولياً لمختلف الدرجات العلمية.
وتخلل الحفل عرض مادة مصوّرة تناولت أهمية المؤتمر وأبرز أهدافه، حيث تستضيف جامعة الشارقة فعاليات هذا المؤتمر، بالتعاون مع الأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية، بمشاركة كبيرة لرؤساء 60 جامعة من كبرى الجامعات الروسية، ورؤساء 7 جامعات من دولة الإمارات، و 150 من الرؤساء والممثلين عن الجامعات العربية، تنتمي إلى 21 دولة.
وتركز جلسات المؤتمر، الذي يعقد بشكل دوري كأحد الأنشطة المهمة التي تنظمها الأمانة العامة لاتحاد الجامعات في الدول العربية واتحاد الجامعات الروسية، على مناقشة رفع مستوى التعليم والتعلم والبحث العلمي، بالشراكة مع أعرق الجامعات العربية والعالمية، ووضع استراتيجيات وأطر التبادل بين الجامعات في شتى المجالات، كالتبادل الطلابي والشراكات في البرامج التعليمية ومشاريع البحث العلمي، للعمل على مدّ جسور التعاون بين الجامعات الأعضاء في اتحاد الجامعات العربية والجامعات في جمهورية روسيا الاتحادية.
وتشمل محاور المؤتمر: رسم استراتيجيات تبادل التجارب والخبرات والتبادل الطلابي بين الجامعات العربية والروسية في مجالات التدريب والأنشطة اللاصفية والبرامج الرياضية، ومناقشة البحوث العلمية المشتركة بين الجامعات المشاركة ورسم آفاق التعاون في مجالات البحث العلمي والبرامج الأكاديمية المشتركة، إلى جانب الاعتماد الأكاديمي والتصنيفات الأكاديمية العربية والروسية والدولية، والعمل على مواكبة التحول الرقمي في التعليم العالي في ظل التطورات التكنولوجية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المفتوحة.
وتفضل سموّ نائب حاكم الشارقة، في نهاية الحفل بتكريم المتحدثين والشركاء والرعاة والداعمين، كما تسلم سموّه عدداً من الهدايا والدروع التذكارية.
حضر الحفل بجانب سموّه: الشيخ سعود بن سلطان بن محمد القاسمي، مدير مكتب الشارقة الرقمية، والشيخ سالم بن محمد بن سالم القاسمي، مدير هيئة الإنماء التجاري والسياحي، والدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم الإماراتي، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء ومديري الجهات الحكومية، ورؤساء الجامعات والمعاهد العربية والروسية، وجمع من الأكاديميين والطلبة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/55wyh293

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"