عادي

أسماء القرآن

22:56 مساء
قراءة دقيقتين
أحمد حلمي

أحمد حلمي سيف النصر

ذكر الفخر الرازي للقرآن، اثنين وثلاثين اسماً، وجعل الفيروزآبادي للقرآن مئة اسم، وأشهر أسماء القرآن أربعة: الذكر: لأن الله ذكّر به عباده، وعرّفهم فيه فرائضه وحدوده، قال تعالى: «وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ» (الأنبياء 50)، وهو الفرقان: لأنه فرّق بين الحق والباطل، «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً» (الفرقان 1)، وهو الكتاب: لأن الله كتب أحكامه وتكاليفه على عباده، أي أوجبها عليهم، قال تعالى: «وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَك» (الأنعام 92)، وهو القرآن: أي البيان ومنه، «فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ» (القيامة 18) أي بيناه؛ لأن فيه بياناً للناس، في ما يحتاجون إليه في أمور دينهم.

وأورد القرطبي في تفسيره، أن مجموع عدد سور القرآن 114 سورة، وعدد آيات القرآن 6236 آية، وعدد كلمات القرآن 77439 كلمة، وعدد حروف القرآن 323015 حرفاً.

والقرآن علم على ذلك الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وهو: «كلام الله المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للتعبد بتلاوته»، فمعانيه وصياغته من عند الله، وهو المدوّن في المصحف والمبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، «إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» (النجم 4).

والسورة معناها: الإبانة بأن الكلام مفصول عن ما قبله، وسميت في القرآن سورة، لشرفها وارتفاع قدرها، تماماً كما يقال لما ارتفع من الأرض سور، أو لأنه يُبنى قطعة قطعة، ويقال أيضاً للدرجة الرفيعة من المجد والملك سورة، كقول النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر:

ألم تر أن الله أعْطاك سورة ترى - كل ملك دونها يتذبذب

والقرآن ليس معجزاً للعرب وحدهم، وإنما هو معجز للعربي وغير العربي؛ لأن دعوة الإسلام دعوة عالمية ليست مرتبطة بلغة معينة، ولا بوطن خاص، وإنما هي دعوة تحتوي العالم بأسره، ومن أجل ذلك كان القرآن معجزاً لكل الأمم.

وحجة القرآن على العرب الفصحاء، كحجته على غير العرب من الأعاجم، كما أن حجة موسى عليه السلام في قلب العصا حيّة، كانت حجة لأمهر السحرة، وحجة عيسى عليه السلام في إحياء الموتى لم تكن لأعظم الأطباء وحدهم، وإنما كانت للطبيب الماهر والخامل، وغير الطبيب على السواء. وإذا عجز أمهر السحرة وأعظم الأطباء عن الإتيان بمثل ما أتى به موسى وعيسى عليهما السلام، كان ذلك أدعى إلى عجز غيرهم. فكذلك الشأن في معجزة القرآن، أتى به محمد صلى الله عليه وسلم لأفصح الناس وأقدرهم على نظم الكلام العربي، ورغم حرصهم على تكذيب الرسول، وإفساد دعوته، لم يفلحوا في مجاراته، ولم يستطيعوا تكذيبه، وإذا كان العرب الفصحاء عاجزين عن مجاراة أسلوب القرآن في فصاحته وبلاغته، فغيرهم من الأعاجم أعجز.

واتبع القران في التعبير عن مراميه، نهجاً رفيعاً سامياً في تناسق تام بين مقاصده العظيمة لا نفرة فيه، بحيث يدرك الأعجمي، مِن هذا التناسق في التعبير، والدقة في الأداء القرآني الذي يتفق وما يكتشفه العلم حديثاً، سراً من أسرار الإعجاز في الأسلوب البياني للقرآن المجيد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26bbmkcj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"