عادي

«الناتو» لا يزال منقسماً حيال أوكرانيا.. وأمريكا تنتظر «اللحظة الأخيرة»

22:14 مساء
قراءة 3 دقائق

أوسلو - أ ف ب

بحثت دول حلف شمال الأطلسي المجتمعة في أوسلو الخميس مواضيع خلافية، أبرزها انضمام أوكرانيا وخلافة ينس ستولتنبرغ ورفع الإنفاق العسكري، فيما أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جانبه عن نفاد صبره في هذا الصدد.

وأكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ في العاصمة النرويجية، أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الحلف الأطلسي.

ويبقى السؤال متى، الذي لا يزال يثير انقسامات داخل الناتو. وحذر زيلينسكي الذي كان إلى جانبه في القمة الأوروبية في مولدافيا «كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله». وقال إنه ينتظر «رسالة واضحة جداً» تشير إلى أن بلاده ستنضم إلى الحلف «بعد الحرب».

وركزت محادثات الخميس على مستوى وزراء الخارجية على ضمانات الأمن والحماية لمواكبة كييف على طريق العضوية وتجنب صراع جديد مع روسيا. وأوضح ستولتنبرغ: «كان اجتماعاً غير رسمي. لم يتم اتخاذ قرار، ولكن كان لدينا مبادلات مفتوحة للتوصل إلى توافق».

- اللحظة الأخيرة

وشدد على أنه «لا نعرف متى ستنتهي الحرب، لكن يجب أن نضمن اتخاذ ترتيبات موثوقة لضمان أمن أوكرانيا في المستقبل».

وأقر بأن «تفاصيل كيفية القيام بذلك وطبيعة الآليات، كل ذلك لم يحدد بعد». وسيكون الموقف الأمريكي حاسماً. وصرح أحد الوزراء بعد الاجتماع طالباً عدم الكشف عن هويته، أن «الولايات المتحدة تنتظر اللحظة الأخيرة. إنها في وضع الإصغاء إلى شركائها».

وترفض واشنطن في الوقت الحالي أن يمنح الناتو أوكرانيا مثل هذه الضمانات الأمنية، وتجنب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الموضوع. وأكد أن أولوية الولايات المتحدة هي بناء قدرات كييف بحيث «ستتمتع أوكرانيا عند انتهاء الحرب بالقدرة الكاملة على الردع، وإذا لزم الأمر الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان في المستقبل». وأضاف ستولتنبرغ: «الأهم حالياً هو التزامنا بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، واستعادة أراضيها».

ومثل هذه الضمانات التي ترمي لإظهار الدعم لدولة في حال تعرضها لعدوان، قدمت مؤخراً من قبل العديد من دول الحلف إلى السويد التي تعرقل تركيا والمجر انضمامها. وطالب وزراء كثيرون الخميس بأن يكون هذا البلد الاسكندنافي «عضواً كامل العضوية قبل قمة فيلنيوس» منتصف يوليو/ تموز.

وأعلن ستولتنبرغ الذي تحادث مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أنه يستعد لزيارة أنقرة للخروج من الطريق المسدود.

لكن عواقب التوسع عند حدود روسيا مع ضم أوكرانيا تثير انقسامات كبيرة بين الحلفاء.

- هل تتولى دنماركية رئاسة الناتو؟

قال وزير خارجية لوكسمبورغ يان أسيلبورن إن المخاطر كبيرة. وأعلن أن «حلف شمال الأطلسي تأسس قبل 75 عاماً، ولن تنضم إليه أبداً دولة تشهد نزاعاً مسلحاً، لأنها يمكن أن تطلق المادة الخامسة يوم انضمامها، وفي حالة أوكرانيا ستندلع حرب بين الناتو وروسيا».

واتخاذ قرار خلال شهر تقريباً غير مرجح. وقالت الوزيرة الفرنسية كاترين كولونا في فيلنيوس: «لن يحدد موعد أو جدول زمني للعضوية، لأن الكثير من الأمور لم تُحسم بعد». ويرفض ستولتنبرغ اتخاذ موقف. وقال: «لا أحد يستطيع أن يقول بالضبط ماذا سيكون القرار النهائي في قمة فيلنيوس».

وعين ستولتنبرغ البالغ من العمر 64 عاماً في عام 2014 على رأس الناتو، ويقترب من نهاية ولايته التي مددت ثلاث مرات.

وعلى خلفه أن يكون أوروبياً، وترغب دول الاتحاد الأوروبي في تعيين امرأة.

ويستقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن صاحب القرار النهائي، رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريديريكسن المرشحة المحتملة في الخامس من يونيو/ حزيران الجاري. وصرح دبلوماسيون من الحلف، أن «الاختيار يتم دائماً في اللحظة الأخيرة، ولا تزال إعادة تعيين ستولتنبرغ مطروحة». لكن ستولتنبرغ يعبر باستمرار عن رغبته في الرحيل.

والإنفاق العسكري للبلاد هو معيار اختيار الأمين العام الجديد للحلف. وتعهد الحلفاء تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، والخطة في فيلنيوس هي تجاوز هذا السقف. وهذا الشرط لا تحققه سوى سبع دول منها الولايات المتحدة، وليس بينها الدنمارك التي ما زالت بعيدة عن الوفاء بحصتها، لكن أعلن هذا الأسبوع عن مضاعفة إنفاقها العسكري ثلاث مرات بحلول عام 2033.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rz68em5t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"