ذهبْ.. محمد بن راشد

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

الزمن ليس ببعيد، لا يتجاوز العقدين عندما أطلق محمد بن راشد أيقونة عالمية كانت وما زالت تحفة عمرانية مدهشة ونموذجاً للمشاريع العملاقة، التي يمكن مشاهدتها من الفضاء. آنذاك لم يؤمن بالمشروع كثيرون، لا بل وأطلقوا عليه أوصافاً عدة تحبط الهمم وتزرع الخوف في قلوب القائمين عليه من عدم تمكنهم من إتمامه على الوجه المخطط له.

إنها نخلة جميرا التي أصبحت أحد أهم معالم العالم السياحية والعمرانية وقبلة المستثمرين وملاذ سكنهم الآمن الذي يحتضن المقيمين والسياح والزوار، وإحدى أغلى بقاع العالم وأكثرها طلباً من الأثرياء الذين يتسابقون لشراء مسكن لهم أو للاستثمار في دانة الدنيا.

استطاع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن يبتكر مفهوماً جديداً أصبح الآن نموذجاً يحاكى، ليس في المنطقة فحسب ولكن على مستوى العالم، يتلخص في التغلب على شح الشواطئ بزيادة مساحتها أضعافاً مضاعفة، عبر نقله الصحراء إلى البحر وتحويل رمالها إلى ذهب يطلبه البعيد قبل القريب.

أحدث محمد بن راشد في أيقونته نخلة جميرا نقلة نوعية أضافت رونقاً خاصاً لمدينة دبي، وزادت بريقها وتألقها إلى مستويات عالمية تتفوق على أعرق مدن العالم السياحية والعمرانية والاستثمارية، مؤمناً بأن هكذا مشروع سيغير موقع دبي على الخارطة العالمية ويجعلها الأولى والأفضل بين مثيلاتها.

الآن يخط محمد بن راشد تاريخاً جديداً لدبي بإطلاقه مشروع نخلة جبل علي، الأيقونة الجديدة في أفق مستقبل دبي، التي تزيد بالحجم على ضعف مساحة نخلة جميرا، وتضيف 110 كيلو مترات إلى شواطئ دبي، وستكون معلماً سياحياً جديداً، وتزيد عمقاً إلى القطاع العقاري المزدهر.

حلُم محمد بن راشد وحوّل أحلامه إلى واقع جميل نعيش رغده جميعاً، وما نشهده الآن في نخلة جبل علي هو مشروع نوعي سينقلنا جميعاً إلى مرتبة أخرى مختلفة تتميز بالابتكار والرفاهية والتميّز لعيش غد أجمل يعزز مكانة الدولة التي باتت بجميع إماراتها ومدنها نماذج تُحتذى.

الهدف كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، هو أن تكون دبي المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة، والهدف أيضاً تحقيق إنجازات تبهر العالم وتزيد من رسوخ نموذج الإمارات التنموي القائم على تحقيق سعادة الناس.

قال محمد بن راشد يوماً «قدرنا أن نكون مطار العالم وميناءه الرئيسي»، ولم يكن يعني مجرد بقعة جغرافية تسهل المواصلات بين مختلف البلدان، أو استراحة ترانزيت بين الرحلات المختلفة، أو موضعاً للاستيراد وإعادة التصدير، ولكن المعنى يتجاوز ذلك بكثير، إلى بنية تحتية قل نظيرها في بلدان كبرى وإلى قوانين جاذبة وعادلة وإلى إدارة ناجحة وإلى انفتاح على مختلف الأفكار وإلى تسامح وإلى ثقافة متقدمة ترحب بالجميع.

كان الشيخ محمد بن راشد يتحدث عن رؤية تدرك أهمية تحويل الموقع إلى موضع يشير العالم كله إليه بالبنان، ويكون وجهة جاذبة للبشر على اختلاف جنسياتهم، وها هو اليوم يواصل تلك الرؤية في مشروع «نخلة جبل علي»، ذلك المشروع الذي يستثمر في الموقع ويضع الجغرافيا في خدمة الاقتصاد والموضع في خدمة الوطن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nzptvkre

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"