اختيارات للمستقبل

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ أيام كشفت وزارة التربية والتعليم عن تفاصيل نظام «المواد الاختيارية» الجديد، الذي يستهدف بشكل مباشرة طلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر، في خطوة استباقية لتأهيلهم للدراسة الجامعية، وفق ميولهم واتجاهاتهم المستقبلية.
لا شك أن النظام يعدّ إضافة جديدة على طريق تطوير منظومة التعليم الوطني؛ لاسيما أنه أعاد تنظيم اختيارات الطلبة، ومنحهم فرصة المشاركة في تصميم مسيرتهم التعليمية باختيار المواد التي تناسب طموحاتهم وقدراتهم، ليسطر مرحلة جديدة في تهيئة رغبات الطلبة قبل الانخراط في الدراسة الجامعية.
محتوى وآليات تطبيق النظام قدّمت معالجات مهمة في العملية التعليمية؛ إذ أعادت تشكيل اليوم الدراسي، ووظفت الساعات الدراسية بحسب احتياجات الطالب، ومستواه التحصيلي، واهتماماته، فضلاً عن التوزيع الأسبوعي الدقيق لحصص المواد الإلزامية، والأهم أنه أوجد منهجية جديدة في عدد المواد الدراسية للطالب والحصص التي يدرسها على مدار الأسبوع.
تفاصيل الخطة التي اطلعنا عليها حددت مواد المسار العام 9-10 مواد بدلاً من 11 مادة، كما كان في السابق، وعدد الحصص الدراسية 33-35 بدلاً من 40 حصة سابقاً، وعدد مواد «المتقدم» 8-10 موادّ، وإجمالي عدد الحصص الدراسية 32-34 أسبوعياً بدلاً من 40 حصة، وتظل الكرة في ملعب الطالب؛ إذ أن خياراته تحدد عدد المواد وعدد الحصص في المسارين العام والمتقدم.
مزايا كثيرة ومستهدفات ممنهجة حملها لنا النظام الجديد، ولكن كنا نتمنى إطلاقه بداية العام الدراسي، لتمكين الطلبة والكوادر من فهم ماهيته ومكوناته وأبعاده، لاسيما أن التوقيت الراهن ينشغل فيه الميدان التربوي بمختلف فئاته بامتحانات نهاية العام، والجميع يتأهب لوداع العام الدراسي الجاري 2022-2023، وهناك إلزامية على طلبة الحادي عشر لتحديد موادهم الاختيارية في موعد أقصاه 5 يونيو/حزيران الجاري.
اختيار الطالب للسيناريو المناسب وفق مستواه الأكاديمي ومساره المستقبلي، ليس بالأمر اليسير ولا تكفيه بضعة أيام ليحدد مسماه الوظيفي في المستقبل القريب، وهنا يحتاج النظام إلى تكثيف اللقاءات المباشرة التي تضم الطالب وولي الأمر، مع تطبيق عملية الإرشاد والتوعية لجميع الفئات في مجتمع التعليم بدقة ومنهجية مدروسة، لاسيما أن اختيارات الطلبة تحدد مستقبلهم القادم، وهذا يتطلب وجود مرشدين أكاديميين شغلهم الشاغل شرح نتائج الاختيارات، وإلى أين تأخذهم رغباتهم في المستقبل؟
نظام المواد الاختيارية وافد جديد جاء ليثري منظومة التعليم الوطني، فالخيارات الدراسية تراعي القدرات الفردية للطلبة، وتمنحهم فرصة تنمية معارفهم ومهاراتهم، بما يُسهم في إعدادهم للاختصاصات الجامعية التي يطمحون إليها، ولكن تبقى آليات التطبيق والدقة في التعاطي مع النظام، الطريق الأمثل الذي يضمن النجاح ليس للنظام فحسب، بل لجميع الطلبة والفئات المساندة في الميدان.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ax2s9xz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"