عادي

تمثل اختباراً للرئيس.. ولاية مكسيكو تختار حاكماً الأحد

18:13 مساء
قراءة 3 دقائق
أ.ف.ب
تنهض سارة إسكويفيل من النوم قبيل الفجر لتتمكن من الوصول إلى مكان عملها في مكسيكو، في الوقت المناسب مستعينة بوسائل النقل العام المكتظة التي لا تملك خياراً غيرها على الرغم من خوفها من التعرض للسرقة. وهذا كفاح يومي لها ولأهالي منطقة لوس رييس لاباز بولاية مكسيكو التي ستنتخب حاكماً، الأحد.
ويعد الاقتراع في الولاية الشاسعة التي تعد 16,9 مليون شخص، اختباراً لشعبية حزب مورينا بزعامة الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قبيل الانتخابات الرئاسية العام القادم.
وتحتاج إسكويفيل لساعتين بالحافلة والمترو للتوجّه من ولايتها الأكثر تعداداً للسكان إلى القصور والأبراج في العاصمة. لكن الوظائف الجيدة نادرة قرب منزلها.
وقالت عاملة التنظيف البالغة 54 عاماً: «اضطررت للسفر مسافة بعيدة للعمل لتغطية مصاريف المنزل. علي إعالة ثلاثة أطفال ودفع الإيجار والكهرباء والهاتف».
وفي لوس رييس ومناطق مشابهة، يبلغ أجر موظف متجر 800 بيزوس (45 دولاراً) أسبوعياً. ولذا ينتقل آلاف الأشخاص يومياً إلى العاصمة، حيث يمكنهم كسب ضعف ذلك المبلغ.
مشرذمة بعمق
وتعد ولاية مكسيكو من نواحٍ كثيرة صورة مصغرة للبلد. فنصف سكانها يعيشون في فقر. ويفتقر العديد من سكانها إلى الخدمات الأساسية رغم أنهم يعيشون في بعض الأحيان بمحاذاة مناطق غنية تكثر فيها المنازل الفخمة كاشفة عن التفاوت الهائل في الثروات في منطقة العاصمة. وتضم ولاية مكسيكو أيضاً أهرامات تيوتيهواكان الشهيرة ومصانع شركات أجنبية عملاقة مثل نيسليه وفورد. وتمثل ثاني أكبر اقتصاد بين ولايات المكسيك وعددها 32.
وقال الباحث لدى مؤسسة الأبحاث «ألتربراكسيس» ميغيل توفار: «إنها جمهورية مكسيكية صغيرة، مشرذمة بعمق» تضم مناطق حديثة متصلة اقتصادياً وسياسياً، إضافة إلى مناطق ريفية وتقليدية أكثر. وتأمل دلفينا غوميز، المعلمة السابقة المنتمية لحزب مورينا بزعامة لوبيز أوبرادور، أن تفوز في انتخابات حاكم الولاية، الأحد.
وسيضع فوزها، إن تحقق، نهاية لهيمنة الحزب الثوري المؤسسي على ولاية المكسيك، والذي حكم البلد لأكثر من 70 عاماً حتى 2000. والآن يشدد حزب مورينا قبضته في أنحاء البلاد. ورغم شعبية بلغت نحو 60 في المئة، يلزم الدستور لوبيز أوبرادور بمغادرة منصبه العام القادم في نهاية ولاية واحدة من ست سنوات، تاركاً حلفاءه السياسيين يتنافسون على خلافته.
تنقل محفوف بالمخاطر
ويعد اقتراع، الأحد، أيضاً تذكيراً بنقص الفرص والأمن وانعدام المساواة وهو ما يواجهه كثيرون مثل إسكويفيل في أنحاء المكسيك. ويشمل تنقلها اليومي العثور على مقعد في خطوط الحافلات والمترو المكتظة، حيث تكثر عمليات السرقة. وبعكس ذلك فإن الأحياء الراقية حيث تعمل «لا تعاني من أي مشكلة»، كما تقول.
وتضيف: «لا تقع جرائم هناك لأنها مناطق غنية»، معبرة عن الأمل في أن يعمد الحاكم الجديد إلى تركيب كاميرات أمنية في الحافلات التي تستخدمها.
وتسجل ولاية مكسيكو ثاني أكبر عدد من عمليات القتل بين الولايات الـ32 للبلاد، أي أكثر من 900 جريمة بين كانون الثاني/ يناير ونيسان/ إبريل من بين ما مجموعه 9900 على مستوى البلاد. وقال أحد الأهالي ويدعى خوان خوسيه مينديس (50 عاماً): إن الشرطة تتجنب التوجه إلى منطقته تلانيبانتلا، ويعتبرون إيفادهم هناك عقاباً لهم. وأوضح متحدثاً في مكان عمله حيث يبيع مواد تنظيف «يعاملوننا وكأننا مجرد بلدة أو مزرعة».
وتغادر إسكويفيل منزلها وسط الظلام وتعود في المساء، وتبذل جهدها كي لا تقع فريسة عمليات السرقة التي لا تخلو من العنف أحياناً. والعيش في المدينة نفسها ليس خياراً بالنظر إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في العاصمة. وسنوات من الوعود الكاذبة تعني أن مواطنين مثل إسكويفيل ومينديس غير متفائلين قبيل الانتخابات.
وقال مينديس: «إنها القصة نفسها دائماً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/43fthr5d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"