تنقصك الخطة المناسبة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

دائماً نسمع من يتحدث عن أهمية وضع خطة محمّلة بالأهداف التي نتطلع إلى تحقيقها، بل إن هناك ملايين من الناس، في مختلف أرجاء العالم، من يضعون خططهم بدقة، ويقال إن هناك نسبة لا تزيد على 10 % هي التي تنجح في تحقيق تلك الأهداف، أو على الأقل جزء منها.
إذن، معظمنا يسير دون خطة، وبالتالي توجد حالة من غياب الهدف، حتى ولو كان البعض واضحاً أن لديه تصوراً عما يريد أن يكون عليه في المستقبل، لكنه لا يعرف الطريقة، أو الآلية التي يجب أن يتبعها، أو الخطوات التي يجب أن يسلكها بشكل تدريجي، حتى تحقيق غايته وهدفه. وهذا يعني عدم وجود رؤية وخطة.
الحقيقة، أن ثقافة التخطيط الفردي قد تكون ثقافة غائبة عند قطاع واسع من الناس، وإن حدث وتوجه البعض نحو محاولة التخطيط وتنظيم مسيرته الحياتية، فإنه يسلك نهجاً خطأً، إما من خلال وضع أهداف صعبة، أو لا تتماشى مع قدراته، أو من خلال الحماس الوقتي، الذي يستنزف تماماً بعد مضي بضعة أيام، ثم يتخلى عن خطته الواعدة.
الخطة تشبه الالتزام، ويفترض أن تصبح جزءاً من وقتك، ثم تصبح مختلف العوامل المحيطة بك تدور في فلكها، وتعمل على المساهمة في تنفيذها.
يقال إنه لا يمكن وضع خطة دون هدف، وعندما يكون هذا الهدف واعداً، وعظيماً، وطموحاً، فإن الخطة يفترض أن تكون هي أيضاً مبدعة، ومتوازنة، ودقيقة، وتراعي مختلف الجوانب الحياتية والظروف، فضلاً عن إمكانياتك وقدراتك الذاتية، وفي اللحظة نفسها تلمّ بالصعوبات والعقبات.
وإذا أمعنا النظر، فإنه لا يمكن وضع خطة، دون المعرفة، دون الثقافة، ودون المعلومات اللازمة.
ولأن وضع الخطط والاستراتيجيات مجال حيوي ومهم، ومن أهم عوامل النجاح والتفوق والإنجاز، فإن الاهتمام به متعدد ومنتشر، وهو شامل، بل إنه يكاد يكون علماً يضم في جوانبه أقساماً ومدارس مختلفة. والدراسات والبحوث، وقياسات الرأي العلمية، ونحوها، تجدها كثيرة في هذا المجال ومتعددة. من تلك الآراء التي تحث وتشجع على اكتساب مهارة التخطيط، ما ينصح بأن يبدأ الفرد خطته بجوانب صغيرة، بمعنى أن يركز على وضع خطط قصيرة الأمد، يمكن إتمامها في غضون أسبوع أو شهر، ونحوها، وأن يتدرب على تحديد أطر الخطة، وتوضيح نقاطها، ثم يبدأ في ترجمتها على أرض الواقع.
 ضع غاياتك وأهدافك وتطلعاتك، ثم ارسم خطوات سيرك نحوها، ابدأ بوضع خطتك الآن.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8fmnhh

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"